رفض حزب الله نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية ــ السورية، فيما عبّر رئيس المجلس النيابي عن قلقه من فتنة الشرق التي ستدخل كل بيت، معلناً أنّ محطة أساسية ستظهر في قضية السيد موسى الصدر خلال ساعات
هل دخل لبنان مرحلة جديدة في تعامله مع النازحين السوريين؟ حتى اليوم، لا يزال هؤلاء يعيشون في واقع مزرٍ. ووصل سوء الأحوال ببعضهم إلى حدّ طردهم من المدارس الرسمية التي ستُفتَح قريباً. لكن الجديد الذي طرأ في هذا المجال أتى من جدول أعمال مجلس الوزراء الذي سينعقد صباح الأربعاء المقبل في بعبدا.
فأحد البنود يتضمن قبول هبة عينية من مؤسسة نروجية غير حكومية، هي عبارة عن 672 خيمة ومواد غذائية ومعدات. ويفتح هذا البند الباب أمام توجه موجود لدى جزء من السلطة السياسية لإقامة مخيمات للنازحين السوريين. وتلفت مصادر وزارية إلى أن هذا البند يمثل خطورة من الناحيتين الإنسانية والسياسية. إنسانياً، يعني هذا الأمر، في حال قبول الهبة، أن الدولة اللبنانية تريد وضع النازحين في ظروف أشد مأسوية مما هم فيه. أما سياسياً، فإقامة مخيمات للنازحين السوريين ستفتح المجال أمام تثبيت أمر واقع له انعكاساته الأمنية والسياسية على الواقع اللبناني عموماً، وعلى المناطق التي قد تقام فيها هذه المخيمات خصوصاً.
وكان مجلس الوزراء قد بحث هذا البند في جلسته السابقة، إلا أنه لم يتخذ أي قرار بشأنه بانتظار وجود الوزير المعني، أي وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور. ونوقش البند من زاوية وجوب أن تصل هذه الهبات إلى الهيئة العليا للإغاثة، ولم يجرِ التطرق إلى وجود خيم ضمن الهبة، لأن هذا الأمر لم يكن واضحاً في ملف الهبة. وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكن معظم الوزراء قد اطلعوا على جدول أعمال الجلسة المقبلة.
وإضافة إلى هذا البند، سيبحث مجلس الوزراء ملف سلسلة الرتب والرواتب، وبند تمديد الاحتكار لشركة طيران الشرق الأوسط لعشرين عاماً إضافياً. وطُرِح هذا البند من زاوية أن التمديد لا مفر منه، حفاظاً على الشركة الوطنية. وبحسب مصادر وزارية، فإن الأوضاع "المهترئة للشركة لا تحتمل المنافسة". ومن هذا المنطلق، فإن التجديد متوقع، علماً بأن بعض الجهات المتحمسة للتجديد متحفظة على فترة العشرين عاماً المطلوبة من وزارة الأشغال العامة والنقل. ويرى هذا الفريق ضرورة التجديد قبل نهاية المهلة في العاشر من الشهر الجاري، "في ظل عدم وجود بديل واضح".
كذلك يتضمن جدول الأعمال بند تخصيص مديرية عامة في رئاسة الجمهورية (رئاسة الفرع الفني) لقدامى العسكريين، وتعيين الرئيس السابق للمحكمة العسكرية العميد المتقاعد نزار خليل على رأسها. كذلك من المنتظر تعيين عدنان نصار رئيساً لفرع الأمانة العامة في رئاسة الجمهورية.
بري: شيعيّ الهُوية سُنيّ الهوى
أطلق رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مهرجان حركة "أمل" في النبطية في الذكرى الـ 34 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه جملة مواقف داخلية وإقليمية، حذر فيها من فتنة مذهبية تدخل كل بيت. وكشف عن معطيات جديدة في قضية الصدر.
وأعلن بري أن الاتصالات بشأن هذه القضية توسعت لتشمل دول الجوار الليبي "إلى حيث اعتقل أبناء القذافي وأزلامه، وتلقينا إشارات إيجابية لإمكانية استجواب (بعضهم). وغداً (اليوم) أو الأحد إحدى المحطات الأساسية في هذا الموضوع".
ولفت إلى أننا "نعيش حالة قلق متصاعد من نوازع الفتنة المذهبية والطائفية التي تهدد أقطاراً شقيقة"، مؤكداً "أن الوحدة هي الرد على الفتنة".
وشدد على "أننا لن نذهب إلى أي فتنة، وسبق أن نبهنا إلى أن فتنة الشرق ستدخل كل بيت"، مضيفاً: "أشهد أننا شيعيو الهوية سُنيّو الهوى لبنانيو الحمى والمنتهى. أليس لبنان وطناً نهائياً كما قال موسى الصدر؟".
وتطرق إلى الأزمة السورية داعياً إلى الوعي، قائلاً "إن سوريا أكبر من معركة في أي مدينة وهي أكثر اتساعاً من معبر حدودي ومن سلاح ومال عابر الحدود وهي لا تستحق ما يصيبها من موت ودمار ولا تستحق أن تكون ساحة للرماية بالموت على جسدها"، موجهاً نداءً إلى "العقل العربي والعقل السوري بوقف نزف الدم وسلوك طريق الحوار". ولفت إلى أن "لبنان يمثل تفصيلاً في المشهد، وهو يتأثر حكماً في المشهد ولا يؤثر في النتائج"، مشيراً إلى أن "هناك أطرافاً عديدة تعمدت تجاوز سياسة النأي بالنفس عبر الحدود ليس في التصريحات فقط".
وطالب "باسم حركة أمل وباسم كل الأكثرية وباسم الحكومة بإلغاء خطوط التماس الرسمية مع المناطق البعيدة في الأرياف والتعويض عليها"، وحذّر من أنه "إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فستتحول هذه المناطق إلى بيئة حاضنة للمطلوبين". وقال: "لن نقبل باستمرار معاملة عكار ومنطقة الحدود مع سوريا والبقاع كمناطق تماس ومهربين"، مؤكداً أن "هذه المناطق ليست خارجة عن القانون، بل الدولة هي التي خرجت عن مطالب وحقوق الناس"، واعداً بعدد من مشاريع المياه مع إطلاق مشاريع حديثة في مجال التخلص من النفايات.
وبشأن قضية الصدر، قالت مصادر بري لـ"الأخبار" إن ما ذكره رئيس المجلس في النبطية أمس مرتبط بمعلومات ناتجة من استجواب عدد من مسؤولي النظام الليبي السابق في الدول المجاورة لليبيا، كتونس وموريتانيا وبعض الدول الأفريقية الأخرى.
قاسم: لا لليونيفيل على الحدود مع سوريا
على صعيد آخر، ردّ نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، على مطالبة "قوى 14 آذار" بتوسيع عمل القوات الدولية إلى الحدود اللبنانية ــ السورية في البقاع والشمال. ورفض قاسم بشكل قاطع هذا الأمر، موضحاً أنه مشروع صهيوني بامتياز لتخريب لبنان كما سوريا.
في شأن منفصل، أكد وزير الطاقة جبران باسيل، أن "التأخير في التنقيب عن النفط غير مبرر ويجب التعجيل في تعيين هيئة إدارة قطاع البترول". وعلمت "الأخبار" أن اتصالات بين الرئاسات الثلاث وباسيل جرت خلال اليومين الماضين بشأن تعيينات الهيئة، وخاصة بين الرئيسين بري ونجيب ميقاتي حثّ في الأول على الإسراع في إدراج بند تعيين أعضاء الهيئة على جدول أعمال مجلس الوزراء.
من جهة أخرى، أعلن رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان في مؤتر صحافي عقده في مركز الحزب بحاصبيا مقاطعته انتخابات المجلس المذهبي الدرزي التي ستجري في 9 أيلول، إذ لم يجرِ التوصل إلى اتفاق بشأن مشيخة العقل، مضيفاً أنه "سيعقد اجتماع الأسبوع المقبل في دارة شيخ العقل نصر الدين الغريب في كفرمتى لإعلان موقف واضح بهذا الخصوص".
