اللواء: تعيينات ورتب والميدل إيست أمام مجلس الوزراء الأربعاء

هل ولّى زمن الفلتان الامني والذي تسبب تباعاً بهز هيبة الدولة، واضعاف الثقة بالمؤسسات الامنية؟
أكدت التطورات والاحداث التي حصلت منذ توقيف الوزير السابق ميشال سماحة، الى الاشتباكات التي واجهت فيها القوى الامنية العصابات المسلحة في غير منطقة، وسقط لها فيها شهداء، آخرهم المؤهل في قوى الامن الداخلي في حي الشراونة، وصولاً الى عدم التهاون على الاعتداء الذي تعرض له عنصر من قوى الامن في شارع المقدسي في الحمراء، حيث انتزع منه مسدسه الاميري عنوة، ونجاح قوى الامن في استلام عنصرين من الحزب السوري القومي الاجتماعي وتوقيف عنصر ثالث متورط، كما أكد لـ"اللواء" مرجع امني مسؤول، أكدت كل هذه التطورات ان هيبة الدولة مسألة لم تعقد تخضع لحسابات التغطية او الحسابات السياسية، بعدما التزمت القوى والكتل والتيارات في الحكومة وخارجها، بأن الامن خط احمر، وان الاستقرار حاجة لبنانية واقليمية ودولية لمنع انتقال الازمة السورية اليه.
وأهمية ما جرى، بعد ما حصل في شارع المقدسي، ليس فقط في استعادة المسدس الاميري للعنصر الامني، وتوقيف المعتدين عليه، وانما في المعنى الذي حملته الحادثة، حيث نفضت الدولة غبار التردي عن اجهزتها، وشمّرت عن سواعدها لمواجهة الخروقات والممارسات التي تنال من هيبتها، وهو في حد ذاته درس للجميع، خصوصاً وان البلد سيواجه في الايام القليلة المقبلة، استحقاقاً كبيراً، يتمثل في زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر في 14 ايلول الحالي، ولمدة ثلاثة ايام، الامر الذي يستدعي ان يكون البلد عملياً، في حالة استرخاء امني، ووضع مستقر، لكي يستطيع ان يواكب الزيارة في ظروف هادئة سياسياً وامنياً.
وفي هذا السياق، اكد المرجع الامني المسؤول لـ"اللواء" ان الامور لم تعد تحتمل مزيداً من الفلتان ومن استوطاء حائط القوى الامنية المسؤولة اساساً على ما تبقى من هيبة الدولة، ومن كرامة هذه القوى الشخصية خصوصاً ونحن مؤتمنون على هذه الهيبة وافراد قوانا، وإلا فإن هذه العناصر ممكن ان تتحول الى عصابة او الى ميليشيا.
وقال هذا المرجع: "بصراحة، نحن لا نستطيع ان نبلع حادثة مثل التي حصلت في الحمراء، لا سيما بعدما نجحت القوى الامنية بانجاز ارقى عملية امنية لا يستطيع اي جهاز امني في اي بلد بأن يقوم بها على اعلى مستوى، وبحرفية كانت في منتهى الدقة والمسؤولية، في اشارة الى توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، حيث تمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من كشف أخطر مخطط إرهابي كان ممكناً، فيما لو نجح – لا سمح الله – أن يضع البلاد في أتون فتنة لا يعرف أحد إلى أين ستؤدي.
وأوضح المرجع أن القوى الأمنية ستتعاطى مع كل اعتداء عليها بحزم وقوة، تماماً، كما حصل في الحمراء، مؤكداً أن لا رجوع عن هذا الموقف المبدئي، لأن هيبة الدولة على المحك، وأمن المواطنين خط أحمر.
وكان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي قد أعطى اوامره إلى القوى الأمنية التي طوقت مركز الحزب القومي الاجتماعي في الحمراء إلى سحب الإجراءات الأمنية المشددة التي كانت اتخذت صباحاً حول المركز، بعد الاعتداء على العنصر في شعبة المعلومات، وبعدما سلم الحزب القومي عنصرين من المعتدين الثلاثة، واوقفت القوى الأمنية الشخص الثالث. وتبين لاحقاً ان الموقوفين متهمون بقضايا أخرى.
اما الحزب القومي، فقد أكّد من جهته انه تعاون مع القوى الأمنية على تسليم المسدس الذي كان سلب من العنصر الأمني وسلم اثنين من المعتدين، لكنه اشار في بيان سابق إلى أن الحادثة عادية لا علاقة للحزب بها.
وفي سياق أمني آخر، اشارت معلومات إلى أن مؤشرات إيجابية استدعت ذهاب عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي إلى تركيا، وفي جدول أعماله لقاء مع وسيط في ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا اليوم، وأن هذه الزيارة قد تكون الأخيرة قبل انتهاء الملف، لافتة إلى ان الرافعي قد يطلب من وزير الداخلية مروان شربل التوجه إلى تركيا في الأيام المقبلة لتسلم المخطوفين إذا تمت الأمور كما هو متوقع.
وضمن الحديث عن هذا الملف، كشف وزير العدل شكيب قرطباوي انه انجز وضع مشروع "الهيئة الوطنية المستقلة للمخفيين قسراً"، بعدما وضع مجلس شورى الدولة ملاحظاته عليه، والتي تضمنت الموافقة على المشروع، لكنه كان يفضل ان يوضع في قانون وليس بمرسوم، الا ان قرطباوي يرى ضرورة وضع المشروع بمرسوم من اجل ان تكون خطوة تنفيذية سريعة، موضحاً بأنه سيرفع يوم الاثنين الصيغة النهائية للهيئة إلى رئاسة مجلس الوزراء تمهيداً لوضعها عل جدول الاعمال.
جدول اعمال جلسة الاربعاء
يشار الى ان امانة مجلس الوزراء وزعت امس على الوزراء جدول اعمال جلسة الاربعاء التي ستعقد في بعبدا، وهو يتضمن 68 بنداً، ابرزها موضوع سلسلة الرتب والرواتب وطلب وزارة الاشغال تمديد حصرية شركة طيران الشرق الاوسط، وهو بند مؤجل من جلستين، وتعيين عدنان خليل نصار مديراً عاماً في رئاسة الجمهورية لفرع الامانة العامة، وطلب وزارة الشؤون الاجتماعية قبول هبة من الحكومة النروجية عبارة عن 700 ألف دولار لمساعدة النازحين السوريين، والموافقة على السماح لاحدى الجمعيات الخاصة توزيع 672 خيمة ومعدات ومواد غير غذائية لهؤلاء النازحين بواسطة الوزارة.
ولم يدرج تقرير وزارة الخارجية عن الحدود البحرية، ضمن جدول الاعمال، لكن مصادر وزارية لاحظت ان المجلس سبق ان ناقش التقرير في الجلسة الاخيرة، ولهذا يعتبر بند استكمال يمكن ان يطرح في الجلسة المقبلة.
ميقاتي في الديمان
وكشف المصدر ان نحو 14 وزيراً سيرافقون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في زيارته للديمان اليوم حيث سيقيم له البطريرك الماروني بشارة الراعي مأدبة غداء.
واوضح المصدر ان الزيارة وإن كانت تأتي في اطار تقليد سنوي، إلا انه سيتخللها محادثات على جانب من الاهمية، خصوصاً بالنسبة لما يتعلق بزيارة البابا للبنان، الى جانب البحث في التطورات الراهنة بطبيعة الحال. وسيغتنم الرئيس ميقاتي الذي امضى يومه امس في طرابلس، فرصة اللقاء لشكر البطريرك على مواقفه الداعمة للحكومة.
سليمان
اما الرئيس ميشال سليمان الذي عاد امس الى بيروت، فقد اعرب عن ارتياحه للاجواء التي رافقت انعقاد قمة دول عدم الانحياز في طهران، مطمئناً الى مستقبل لبنان، معتبراً ان تحقيق الديمقراطية في الدول المجاورة من شأنه ان يعطي لبنان فرصة لممارسة ديمقراطيته العريقة بشكل سليم وجيد، مشدداً على ان لا حل للازمة السورية الا من خلال الطريق السياسي، وهي خطوة تبدأ بوقف العنف ومنع التدخل العسكري الخارجي في سوريا، متمنياً ان يساهم مؤتمر طهران في حل سياسي للازمة السورية، لانه لا يوجد الا الحل السياسي لهذه الازمة، وهو ما توافق عليه الجميع.
ولم تفد معلومات طهران عن اي لقاء حصل بين الرئيس سليمان وأي مسؤول سوري شارك في المؤتمر، باستثناء اللقاء الذي جمع وزير الخارجية عدنان منصور بنظيره السوري وليد المعلم.
ولم يعد منصور الى بيروت مع رئيس الجمهورية، اذ انه سيتوجه اليوم الى موريتانيا، في اطار مهمة كشف عنها الرئيس نبيه بري، في الاحتفال الذي اقامته حركة "امل" في الذكرى 34 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، تتعلق بإمكانية استجواب مدير المخابرات في عهد الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي والموقوف حالياُ في موريتانيا عبد الله السنوسي.
وقال بري انه ما يزال يمحص كل شاردة وواردة تتعلق بقضية الإمام الصدر دون اغفال اي تفصيل، مشيراً الى ان اتصالاتنا توسعت لتشمل دول الجوار الليبي العربية والافريقية، مؤكداً ان كل ما سرب عن جثامين غير صحيح، وانه لا يزال للنظام البائد اصابع تحاول التضليل.
ووصف اليوم السبت او غداً الاحد على ابعد تقدير بأنه احدى المحطات الاساسية والمفصلية في هذا الموضوع.  

السابق
الأنوار: بري يحمّل الدولة مسؤولية الرعب في المناطق الحدودية
التالي
الأخبار: بري: محطة أساسية في قضية الصدر ستظهر اليوم أو غداً