حديث الطغاة..

لن ينشقّ نجيب ميقاتي عن بشار الأسد، ولن تركب النكتة. كما لن يركب منطق الأمور كما يجب.. ولا ضير في ذلك لمَن يشاء، إذ انّ الوجوه المكشوفة والنيّات المفضوحة والانتهازيات المريضة (وكلها مريضة) تبقى في السياسة ومشتقاتها اللبنانية متماشية مع حديث التماسيح والمتذاكين والبالفين والغادرين والكاذبين والوصوليين والمدّعين عكس حالهم وحقيقتهم، واليقين!
.. والسلطة على أي حال، ولاّدة خبل للعقول المريضة والنفوس الأكثر مرضاً. طقوسها وتراكيبها وممارساتها تولّد زوغاناً وشططاً وتدفع بطلابها في بعض الحالات إلى فكفكة عرى التحالف الوثيق مع العقل، فكيف إذا كان هؤلاء أصلاً على خلاف معه؟ وكيف إذا كان الهوى السلطوي غلاّبا على مكارم الأخلاق!.

.. ثمّ انّ حديث السلطة يبدو واحداً. سبق وانعقدت المقارنات في اللسانيات واللغويات بين الطغاة الآفلين عشية أفولهم. وكيف أنّ محطات كلام موحّدة توقف عندها كلامهم في مجمله رغم اختلاف تفاصيله. وكيف بهذا المعنى كان التحذير من البديل شعارهم المفضّل، وكيف أنّ الشكل شابه المضمون بحيث خرجت الأصولية الدينية الإرهابية من فرادتها المكانيّة والزمانيّة ولحظويتها العابرة في التاريخ، لتصير فزّاعة مزروعة في حقول الربيع العربي الفوّاح تُستخدم لإبعاد طيور الحرية ولدعم دوام الطغيان وأنظمة المافيات!

وما كان الظنّ في مكان ما، أن يستعير أحد من أهل الاجتماع السياسي اللبناني، في وعيه أو لا وعيه تلك الممارسات من مدوّنة سلوك أصحابها الطغاة وأساطين الطغيان، وأن يضع الفوضى اللبنانية المستدامة والمخضرمة والقاطعة من جيل إلى جيل والباقية موازية لبقاء "الرموز" الوطنية، أن يضعها في سياق غير سياقها الأليف، وفي نطاق غير نطاقها الذي اعتاد عليه الناس!

صار شعار نجيب ميقاتي هو أيضاً "أنا أو الفوضى!.. أنا أو الانهيار! حكومتي أو الكارثة"! ماذا تريدون؟ يخاطب المتبرّمين والساخطين عليه وعلى حكومته والمطالبين باستقالته، "تخريب البلد!"، مرفقاً ذلك بأطروحة مترفّعة عن الهوى السلطوي، كان يمكن أن تمر على عبيط لولا اصطدامها "بعقبات" كثيرة منها قصّة شادي المولوي والسباق مع محمد الصفدي على كيفية استثمارها انتخابيا!
على هوى مَن نصّبه: يظن ما ينزل عليه، مطراً صيفيا!!
  

السابق
الواقعية.. يا سبحان الله
التالي
كثرة الحلويات تسرّع الشيخوخة