اللواء: تباين بين سليمان ونصر الله في مقاربة الإستراتيجية الدفاعية

بين تصوّر الرئيس ميشال سليمان للإستراتيجية الدفاعية وتصوّر الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، المرتكز على أفكار الرئيس سليم الحص، مضافاً إليه استراتيجية التحرير، تدحرجت كرة الحلحلة في الأمن والمطالب، مع تعثّر الافراج عن تسوية المياومين في مؤسسة الكهرباء، الأمر الذي أبقى قضية الكهرباء في دائرة الخطر، مع بيان المديرين الذي ربط إصلاح الأعطال والقيام بأعمال الصيانة بإنهاء احتلال المياومين لمبنى المؤسسة في مار مخايل.

وإذا كانت مدينة صيدا ومعها لبنان تنفست الصعداء مع الإعلان عن فك الاعتصام الذي نفذه منذ أسابيع الشيخ أحمد الأسير، في حضور وزير الداخلية مروان شربل الذي أوفده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على عجل الى هناك بعدما كان استلم رسالة من إمام مسجد بلال بن رباح تتضمن الموافقة على السير بإنهاء الاعتصام، في ضوء جدية بحث سلاح حزب الله على طاولة الحوار، والنظر في عدد من المطالب المتعلقة بالموقوفين الإسلاميين والتعهّد بالإسراع في بتّ أوضاعهم.

ووصف الوزير شربل، في اتصال مع "اللواء" ليلاً ما حصل بأنه "إنجاز"، وأنه وفّر على مدينة صيدا وجوارها قطوعاً عطّله إنهاء الاعتصام، كاشفاً عن مساعٍ يقوم بها لإنجاز جديد على جبهة طرابلس، عبر مصالحة تحضّر بين باب التبانة وجبل محسن.

أما في الشأن النقابي، فقد علمت "اللواء" من عضو بارز في اللجنة الوزارية المكلفة التفاوض مع هيئة التنسيق النقابية حول سلسلة الرتب والرواتب بالنسبة للمعلمين والموظفين الإداريين وسائر الأسلاك الأخرى، أن الأساتذة الثانويين يتجهون اليوم لتعليق مقاطعة التصحيح، كاشفاً عن اجتماع تعقده اللجنة يوم الثلاثاء المقبل لردم الهوّة بين رواتب الأسلاك ولا سيما السلك العسكري منه.
وفي تقدير مصدر حكومي أن لبنان، ومعه الحكومة، تجاوز ثلاثة قطوعات تتعلق بإنهاء اعتصام الأسير في صيدا، وإنهاء مقاطعة المعلمين لتصحيح الامتحانات الرسمية، وحلحلة قضية المياومين، مشيراً الى أن الحكومة ستنصرف في المرحلة المقبلة نحو المزيد من البحث في الملفات الأمنية والسياسية والشؤون المالية والاقتصادية، وستتخذ من إقفال هذه الملفات فرصة للاندفاع نحو إنجاز قانون الانتخاب والانتهاء من التعيينات، لا سيما في ضوء الاستحقاقات التي دهمتها والمتعلقة أساساً في السلك القضائي.

نصر الله
ومن جهته، اكد السيد نصر الله في كلمته امام افطار لهيئة دعم المقاومة: "انه ليس في وارد مقاطعة طاولة الحوار وانه لا يريد تخريبها، لكنه رفض ان تتحول مشاركة الفريق الآخر بالحوار إلى مادة ابتزاز"، مشيرا إلى انه اذا عقدت طاولة الحوار في اي وقت فلن نقاطعها، وان بقاء الحكومة ليس مرتبطا بانعقاد هذه الطاولة او بعدمها.
وشدد على اهتمام حزب الله بالوصول إلى استراتيجية دفاعية تحمي لبنان حقيقة، معتبرا ان من يتحدث عن تسليم سلاح المقاومة إلى الجيش يضيع المقاومة ويفرط بالجيش، وقال: ان مطلب الفريق الآخر بتسليم سلاح المقاومة إلى الجيش ليس هدفه حماية لبنان بل التخلص من هذا السلاح.

ولاحظ ان من يحمي لبنان هو توازن ردع ورعب مع اسرائيل، معتبرا ان الاستراتيجية المناسبة حالياً هي وجود جيش قوي ومقاومة قوية، ووجود تناغم وتنسيق بينهما، بحسب نظرية الرئيس سليم الحص.
واوضح ان الحديث عن استراتيجية التحرير ليس جديدا، واننا نحتاج إلى استراتيجية تحرير واستراتيجية دفاع، وان تخلي الدولة عن استراتيجية تحرير يعني ايكال هذه المهمة للشعب. لافتا إلى ان نقاش استراتيجية تحرير يؤدي إلى تثبيت المقاومة ولذلك لا يريدون وضع هكذا استراتيجية.

وشدد على ان النظام السياسي اللبناني بغض النظر عن الاشخاص لا يملك قراراً جزئياً بتسليح الجيش، لانه يخاف من الاميركيين الذين وضعوا "فيتو" على تسليح الجيش من ايران، معتبرا اعطاء سلاح المقاومة للجيش لا يفيد، لان الجيش اللبناني مكشوف ولا يستطيع ان يخبئ الصواريخ مثلما تفعل المقاومة، مشيرا الى ان توازن الرعب لا يعني فقط وجود السلاح بل خشية اسرائيل مِنْ مَن يملك هذا السلاح، خصوصا وان المقاومة تملك الشجاعة والجرأة للرد على العدو، في حين ان وضعه بأمرة الدولة لا يحل شيئاً طالما ان هذه الدولة لم تستطع ان تحل مشكلة صغيرة كمشكلة المياومين او ان تفك اعتصاما، لان النظام الطائفي في هذا البلد أعجز من ان يدافع عنه.  

السابق
الشرق الأوسط: الأسد يعتبر حلب معركة مصير والبيت الأبيض يصف الأسد بالجبن
التالي
الحياة: المطارنة الكوارنو يحذرون من الافلاس: عجز الدولة قد يسهل تبدلات اساسية في السياسة الخارجية