النهار: مجموعة مسلحة تخطف سوريين في البقاع الشمالي..للمبادلة

كان قصر بعبدا أمس محور حدثين بارزين تمثلا في مبادرة غير مسبوقة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان بطلبه تقديم كتاب احتجاج الى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي على الانتهاكات السورية المتكررة للحدود اللبنانية – السورية، وفي تأجيل جلسة الحوار الى 16 آب المقبل، بينما برز مساء تطور أمني خطير كان مسرحه البقاع الشمالي حيث خطف مسلحون ما بين ثلاثة وخمسة سوريين لمبادلتهم باللبنانيين الـ11 المخطوفين منذ أيار الماضي على الحدود السورية – التركية.
واتسم هذا الحادث بغموض كبير وسط تضارب المعلومات الأولية عنه. فأفاد بعضها ان عملية الخطف تولتها مجموعة مسلحة واستهدفت باصا سوريا كان في طريقه من مدينة حماه السورية الى لبنان وحصلت بين العين واللبوة، وقد أنزل ثلاثة أو خمسة من ركاب الباص قيل انهم من المعارضة السورية بقصد مبادلتهم بالمخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا.

لكن وكالة "يونايتدبرس انترناشونال" نسبت الى مصدر أمني أن مجموعة مسلحة خطفت ثلاثة سوريين يعتقد أنهم من المعارضة، فيما كانت حافلة تنقلهم وآخرين في طريقها الى سوريا، وأن عملية الخطف حصلت في البزالية. وسأل المسلحون ركاب الحافلة من منهم من مدينة حماه وعندما أجاب الثلاثة انهم من حماه أنزلوهم وانطلقوا بهم الى جهة مجهولة. ووزعت مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها "سرية المختار الثقفي" بيانا على مواقع الكترونية طالبت فيه باطلاق اللبنانيين الـ11 في مقابل الافراج عن السوريين.
وأوضحت مصادر مواكبة ليلا انه تبين ان المسلحين خطفوا خمسة سوريين، ثم تبين لهم ان ثلاثة منهم لا علاقة لهم بالمعارضة فأطلقوهم واحتفظوا بالاثنين الآخرين.

وليلا نسبت وكالة أنباء الشرق الاوسط "أ ش أ" المصرية الى مصدر مسؤول في "حزب الله" ان لا معلومات مؤكدة لدى الحزب عن عملية الخطف، وأنه سيصدر بيانا في حال توافر هذه المعلومات لديه.
ويشار الى ان منطقة سهل بوداي في غرب بعلبك كانت شهدت امس مواجهة بين قوى الامن ومجموعات من مزارعي حشيشة الكيف المسلحين لدى قيام الوحدات الامنية بالتنسيق مع الجيش بحملة لاتلاف حقول مزروعة حشيشة. وتعرضت الوحدات الامنية لنيران المزارعين وكذلك لاطلاق قذائف صاروخية، لكن العملية استمرت وأتلف 70 دونما من أصل 30 ألفا.

إرجاء الحوار
وسط هذه الاجواء أرجئت جلسة الحوار التي كانت مقررة اليوم الى 16 آب بعدما تمسكت قوى 14 آذار ممثلة بالرئيسين أمين الجميل وفؤاد السنيورة بموقفها من تعليق المشاركة في الحوار على خلفية ملف "الداتا" وموضوع الاستراتيجية الدفاعية. وقرر الرئيس سليمان "بنتيجة الاتصالات والمشاورات التي أجراها مع أفرقاء هيئة الحوار ونظرا الى الحاجة الى مزيد من التشاور تأجيل اجتماع الهيئة الذي كان مقررا اليوم الى 16 آب. وعلمت "النهار" ان الجلسة المقبلة، في حال التئام الهيئة، ستعقد في قصر بيت الدين، المقر الصيفي لرئيس الجمهورية.
وجاء في المعلومات ان الرئيس سليمان سعى حتى اللحظة الاخيرة الى تثبيت جلسة الحوار في موعدها، وأوفد الوزير السابق خليل الهراوي الى الرئيسين الجميل والسنيورة، وبعدما تبلغ جوابيهما بمضي قوى 14 آذار في تعليق مشاركتها في الجلسة، اتخذ قراره بارجاء الجلسة. كما علم أن النائب وليد جنبلاط أبلغ الرئيس سليمان انه لن يتمكن من حضور الجلسة لأسباب أمنية. كما أن الرئيس نبيه بري الذي أبلغ رئيس الجمهورية انه سيشارك في الجلسة، شجعه في المقابل على ارجائها عندما علم بتغيب فريق 14 آذار وجنبلاط.
وقالت أوساط رئاسية ان سليمان فعل وسيفعل كل ما في وسعه لانقاذ الهيئة الوحيدة التي يرى انها لا تزال تجمع كل الأضداد، ولذا قرر ارجاء الجلسة حتى السادس عشر من آب لمزيد من التشاور "على ان تفسح المهلة الجديدة للمسؤولين في مجال التفكير ملياً في واجبهم الوطني في ضرورة التحاور، خصوصاً ان اقتناع الطرفين هو بأن الحوار حاجة لمعالجة النزاع السياسي القائم بنظرة سياسة واحدة على مستوى الوطن".

كتاب احتجاج
أما الخطوة البارزة الأخرى التي اتخذها رئيس الجمهورية أمس، فتمثلت في طلبه من وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور تسليم السفير السوري كتاب احتجاج الى السلطات السورية بعدما عبر سليمان عن "استيائه من حادث اجتياز (سوري) الحدود وتفجير منزل في منطقة مشاريع القاع وتكرار سقوط قذائف على قرى حدودية وخصوصاً في منطقة الحدود الشمالية".
وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها منذ الاعلان رسمياً عن اقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا في 15 تشرين الأول 2008.
وكشفت مصادر مواكبة لهذه الخطوة لـ"النهار" أن رئيس الجمهورية اتخذ قراره مساء الأحد بينما كان يشاهد عبر التلفزيون صور الخرق السوري في مشاريع القاع ومناشدة الأهالي له التدخل. ودعا على الأثر قائد الجيش العماد جان قهوجي الى اجتماع للاطلاع منه على ما جرى، فأكد قهوجي حصول التوغل السوري في الأراضي اللبنانية، فرد سليمان قائلاً: "لا يجوز لأي كان أن يقتحم الأراضي اللبنانية ويقدم على تدمير الممتلكات". ثم طلب وزير الخارجية وطلب منه استدعاء السفير السوري وتسليمه كتاب احتجاج. واسترعى الانتباه أن المعلومات الرسمية الصادر عن خطوة رئيس الجهورية خلت للمرة الأولى من كلمة "تنسيق" التي كانت تستعمل سابقاً في الاشارة الى العلاقات بين لبنان وسوريا.  

السابق
السفير: الدولة كلها في الشارع .. ليومين
التالي
نوح زعيتر !؟