الشرق الأوسط: لبنان يحتج رسميا على الخروقات السورية للسيادة اللبنانية

عبّر الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن استيائه من "حادثة اجتياز الحدود (اللبنانية من قبل الجيش النظامي السوري) وتفجير منزل في منطقة مشاريع القاع وتكرار سقوط قذائف على قرى حدودية وخصوصا في منطقة الحدود الشمالية"، وطلب من وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور "تسليم السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي كتاب احتجاج إلى السلطات السورية بهذا الشأن"، كما طلب من قيادة الجيش والأجهزة المعنية "التنسيق في التحقيقات المؤدية إلى منع تكرار مثل هذه الخروقات بشكل نهائي".

وتعليقا على هذه الخطوة، اعتبر عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفي علوش أن "هذا الموقف هو من علامات انهيار المنظومة التي كان يعتمد عليها النظام السوري". وقال علوش لـنا: "لقد حصلت حوادث مماثلة وكانت أسوأ وأدت إلى استشهاد عدد كبير من اللبنانيين على مدى السنة والنصف الماضية، ولم يحرك أحد من أركان الدولة ساكنا، أما الآن فيبدو أن بوادر الوهن والانهيار التي يعاني منها النظام السوري شجعت الكثيرين من المغلوبين على أمرهم للتعبير عن رأيهم بصراحة".

وردا على سؤال عمّا إذا كان هذا الاحتجاج سيسلّم إلى السفير السوري من قبل وزير الخارجية المعروف بتأييده للنظام السوري، أجاب "أعتقد أن هذه المسألة فيها صعوبة، لكن تسجيل الاحتجاج وإن على مضض يبقى ضمن المقبول، فالنظام السوري يهمه ألا يقدم لبنان الرسمي احتجاجا أو شكوى إلى مجلس الأمن لأن هذه المسألة تزعجه". وعمّا إذا كان هذا الاحتجاج كفيلا بوقف الخروقات والتعديات السورية على الأراضي اللبنانية، قال علوش "النظام السوري عودنا على مسألة واحدة، وهي أنه لا يفهم إلا منطق القوة، وهناك وسيلتان لوقف الاعتداءات، فإما أن يقوم الجيش اللبناني بالرد على الاعتداءات السورية، وإما تقوم الأمم المتحدة بواجباتها لحماية الحدود اللبنانية ضمن المواثيق الدولية، وباعتقادي أن المسألة ستبقى في تصاعد مستمر حتى نهاية هذا النظام بشكل كامل".
إلى ذلك، لفت وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، بعد عودته من اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في الدوحة، إلى أنّ موقف لبنان "تمثل خلال الاجتماع بالتأكيد مجددا على النأي بالنفس تجاه الأوضاع في سوريا".

وفي المداخلة التي ألقاها منصور في الاجتماع، قال منصور "منذ الاجتماعات الأولى لمجلس وزراء الخارجية العرب قلنا إنّ ما يجري في سوريا جميعنا معنيون به، وتساءلنا ما الذي نريده فعلا من سوريا؟ أنريد أن نكون طرفا مع فريق ضد آخر أم نريد مساعدة سوريا للخروج من أزمتها والحفاظ على وحدة أرضها وشعبها وسيادتها".
أضاف "مسار الأحداث على مدار الأشهر الأخيرة أصبح يشكل لنا هاجسا كبيرا وخطرا محدقا ليس بسوريا وحدها إنما بدول المنطقة ككل، إذ إنّ التدخل الخارجي في الشأن السوري زاد الأمور تعقيدا وألحق الخسائر الفادحة بالشعب السوري وبمؤسسات الدولة وزعزع وحدة واستقرار سوريا ونسيجها الاجتماعي القومي والديني ككل"، ورأى أن "لهيب الحرب لن يوفر دولة في منطقتنا على المدى المتوسط أو الطويل وأن ارتدادات الزلزال سيعصف بنا جميعا، وقلنا مرارا إن الحل يجب أن يكون سياسيا وضرورة أن يأتي من الداخل عبر الحوار الوطني بين الأفرقاء ولا شيء غيره، وإن التدخل العسكري سيدخل سوريا في نفق مجهول وسيدمر أمنها واستقرارها ووحدة شعبها".  

السابق
اللواء: إنتقائية الداتا ترجئ الحوار إلى 16 آب وأزمة بين سليمان ودمشق وإطلاق المعارضين السوريين
التالي
الحياة: جنبلاط ذكر نصرالله: ترقية آصف شوكت تمت يوم اغتيال الحريري