هكذا واكبت معراب المعركة..والنصر

قاربت الساعة الثامنة مساءً في معراب والشباب ينتظرون طلّة «الحكيم». توقّفت أقلام الاقتراع عن استقبال المقترعين، لتتوقّف معها قلوب العاملين في الجهاز الانتخابي الناشط لـ»القوات اللبنانية» في معراب.
فالشباب الذين عملوا طوال النهار كخلّية نحل ولم يُشكّكوا لحظة في فرضية ربحه المعركة الانتخابية في الكورة، تخوّفوا من نسبة الاقتراع، لا سيّما لدى الطائفة السنّية بعدما سرت شائعات عن تدنّي مستوى المقترعين ليفاجأ بعدها الجميع بنسبة اقتراع فاقت الـ 47 في المئة، توزّعت فيها أصوات السنّة والمسيحيين على حد سواء بنسب عالية تخطّت النسب عام 2009.

أمّا الأجواء الأمنية في معراب فمشدّدة إلى أقصى حدّ، لكنّ الاستقبال الحار الذي لاقاه الإعلاميّون من المسؤولة الإعلامية لـ"القوات اللبنانية" السيّدة أنطوانيت جعجع تجعلك تنسى رهبة المكان ومشقّة الطريق.

في القاعة الكبرى، اصطفّ الجهاز الانتخابي الذي ضمّ شبّاناً وشابات قواتيين وبرزت خلفه صور كبيرة تغطّي جدران القاعة بأكملها لتجسّد مشهداً لكورة خضراء متنامية.
أمّا إذا أردنا تحديد مفهوم ربح المعركة لدى "القوّات"، لوجدنا أنّ عامل التنظيم كان ولم يزل أحد أهمّ ركائز هذا الربح على مدار مسيرة الحزب، وهذا ما لمسناه خلال مواكبتنا عمل جهاز الانتخابات الذي تميّز هذه السنة بإنشائه برنامجاً حديثاً ومتطوراً ليتمكّن من خلاله مواكبة العملية الانتخابية بدقّة من خلال التواصل المحترف مع المندوبين عبر برنامج VIA Internet، وهو من أهمّ البرامج التي أُنشئت حديثاً لتغطية الانتخابات بأدقّ تفاصيلها.

مسؤول الجهاز الانتخابي في "القوّات اللبنانية" دانيال سبيرو تحدّث لـ"الجمهورية" عن هذا البرنامج الذي يمكّنهم من تغطية كلّ أقلام الاقتراع في قضاء الكورة في الوقت عينه عبر الـ IT المركزي الذي ثُبّت في بلدة كفرصارون. ولفت إلى أنّ هذه العملية المُستحدثة تستخدمها معراب للمرّة الأولى، وستكون التجربة الأولى قبل الاستحقاق الانتخابي سنة 2013.

أمّا التواصل مع الإعلاميين في الداخل والخارج، فيمرّ خلال أمينة سرّ جهاز الإعلام والتواصل ألين كريم التي أكّدت أنّ المعركة تسير في جوّ ديموقراطي، وقالت لـ"الجمهورية": نحن متأكّدون من الفوز، لكنّنا منزعجون من الشائعات التي تحدّثت عن تهديدات في بعض القرى لبعض الناخبين وعن احتمال تدنّي نسبة الإقبال على التصويت بسبب المال الانتخابي".

هذه الهواجس والالتباسات، سُرعان ما تبدّدت خلال فترة بعض الظهر وقبل إقفال صناديق الاقتراع قرابة السادسة عندما بدأت نسب الاقتراع تعلو بشكل ملحوظ لتنعكس ارتياحاً على وجوه الشباب والشابات في غرفة العمليات.

من جهته، تابع الدكتور سمير جعجع العملية الانتخابية منذ الصباح الباكر، وبدت ملامح الاطمئنان على وجهه وهذا ما أكّده جميع الذين التقوه صباحاً.

أمّا مسؤولة الإعلام السيدة انطوانيت جعجع فقالت لـ"الجمهورية" إنّ "الحكيم" أثنى على متابعة الجهاز الانتخابي لـ"القوات"، وتوجّه إليهم بالقول: "أنتم عائلتي جميعاً حماكم الله "والله يخليلي ياكن".

وشدّدت على أنّ "الحكيم لم يتعامل مرّة مع القواتيين على قاعدة رئيس ومرؤوس، بل كان يعتبر دائماً وما زال أنّ كل رفيق هو فرد من عائلته الكبيرة، وهو قائد تميّزه طاقة كبيرة إيجابية لا مثيل لها".

أمّا عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا فكان يجول في القاعة ذهاباً وإياباً، ووصف إقامته في معراب بأنّها "ضرورية" بعد تأكّده من أنباء عن محاولة اغتياله، ملمحاً إلى ضرورة تجهيز غرفة مماثلة في معراب لمرشّح "القوات" فادي كرم بعد التهديدات الجدّية التي تواردت أخيراً لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية.

قرابة الثامنة والنصف مساء، أطلّ الحكيم وبسمة انتصار عريضة تعلو محيّاه، فعلا التصفيق في أرجاء القاعة. وبعدما جال على الجميع وحرص على مصافحتهم فرداً فرداً والاستفسار منهم على أدق التفاصيل، تابع على شاشة عملاقة بدء صدور النتائج. وقد أعرب جعجع للإعلاميين عن ارتياحه إلى مسار العملية الانتخابية، وقال: "أنا واثق أنّ النصر حليفنا وهذا اليوم هو فاتحة الانتصارات".

وفي دردشة مع "الجمهورية" بُعيد إعلان النتائج: قال جعجع: "أنا سعيد، لكنّ شيئاً ما يُقلقني وأريد التأكد منه". هل أنت قلق من المعلومات الأولية التي تشير إلى أنّ الطائفة السنّية أعطت أصواتها بمساواة بين الفريقين؟ أجاب: "لست متأكداً، أريد أن أدقّق أكثر".

وعندما سئل: يقال إن الانتصار جاء بأصوات المغتربين، والمسيحيين مجتمعين من مختلف المذاهب، قال جعجع: "لا أعلم، سأتأكّد. المهم أنّ النصر لنا. نحن انتصرنا".  

السابق
لقاءات
التالي
تعالوا إلى تسوية.. عرجاء