نصرالله يُغير حراسه يومياً وقلص مستشاريه تحسباً للجواسيس

اتهمت أوساط أمنية لبنانية رفيعة المستوى "حزب الله" ب¯"شرعنة التجسس الاسرائيلي في لبنان" على الدولة ومختلف مفاصل الحزب العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المخترقة من الاستخبارات العبرية الخارجية (الموساد) والعسكرية (أمان) ومن ال¯"سي اي ايه الاميركية" ومعظم أجهزة التجسس العربية والدولية المحتشدة فوق الاراضي اللبنانية بسبب وجود هذا الحزب الايراني الذي مارس منذ نشأته حتى الآن كل انواع الارهاب الداخلي والخارجي.
وقال مرجع أمني لبناني كبير يزور لندن حالياً ان "لبنان كان الدولة العربية الأقل تعرضا للتجسس الاسرائيلي والأقل اختراقاً لمرافقه الداخلية بحيث انه لم يشهد الا نادرا اعتقال جواسيس او شبكات تجسس محدودة مرة كل سنوات عدة, فيما كانت الدول العربية غاطسة في حربي تجسس باردة وساخنة مع الاسرائيليين, وخصوصا مصر وسورية, حتى ظهر "حزب الله" على الساحة اللبنانية ليجند ما هب ودب من العناصر الشيعية, خصوصاً الجنوبي منها التي كانت لعائلاتها "علاقات تاريخية" في خدمة الاسرائيليين على حدود الدولة العبرية, والتعامل مع "الموساد" والاستخبارات العسكرية, حتى انها كانت تسمح لعناصر استخبارية عبرية بالاقامة الدائمة في القرى والبلدات والمدن في الجنوب بطرق مموهة لمراقبة الاوضاع القريبة من مستوطنات الجليل عن كثب, خصوصا بعد العام 1982 الذي غزا فيه ارييل شارون بيروت واخرج الفلسطينيين من لبنان ليحل محلهم حزب الله وعصاباته وعملاؤه الاسرائيليون الذين يخترقون عظمه حتى النخاع".
وكشف المرجع الامني ل¯"السياسة" أن حسن نصرالله, بمساعدة عماد مغنية طوال اربع او خمس سنوات وعدد من المعاونين الامنيين والاستخبارات الايرانية, "تمكن من اكتشاف ما لا يقل عن 300 عميل اسرائيلي داخل بيته وتحت عباءته منذ الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان العام 2000, وقد جرت تصفية ما لا يقل عن 200 عميل منهم, والباقون إما انهم يقبعون حتى الآن في سجون بإيران وسورية وإما في معتقلات للحزب في البقاع والضاحية الجنوبية, وما الكشف عن اعتقال آخر ثلاثة عملاء سوى استمرار الاعتراف بوجود الاسرائيلين داخل الضاحية الجنوبية من بيروت بشكل مكثف وفي البقاع والجنوب, خصوصاً وأن المعلومات الامنية اللبنانية من داخل اجهزة نصر الله تؤكد ان هؤلاء الجواسيس الثلاثة جندوا على الاقل 25 عميلاً آخر داخل الحزب لم يتم اكتشافهم حتى الآن".
وأعرب المرجع الامني عن خشية الاجهزة اللبنانية, وعلى رأسها جهاز الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي وقيادة الامن العام وغيرها, من ان يكون جواسيس اسرائيل "اخترقوا بطانة نصر الله الشفافة والهشة بدليل ان احد الجواسيس الثلاثة الاخيرين وهو محمد السبع كان لفترة طويلة مرافقا شخصيا للمعاون السياسي لحسن نصر الله الحاج حسين الخليل, ثم انتقل بعد ذلك لمرافقة نائب الحزب علي عمار".
ولم يستبعد المرجع ان يكون بين اعضاء كتلة "الوفاء للمقاومة" البرلمانية "عدد من الجواسيس لاسرائيل او "سي اي إيه" او بعض الاستخبارات الاوروبية او العربية, كما قد يكون داخل حلفاء الحزب مثل حركة "أمل" بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري والتيار العوني "المجرب" في التجسس لاسرائيل, شبكات من الجواسيس والخلايا الاسرائيلية منفصلة كليا عن تلك التي تخترق جماعات نصر الله".
ونسب المرجع اللبناني الى معلومات من الاستخبارات الالمانية يتم تبادلها عادة مع "الدول الحليفة ذات العلاقة", تأكيدها ان الامين العام لحزب الله "لم يعد يأمن جانب أحد من معاونيه واصدقائه بدليل انه بات يغير مرافقيه وحراسه كما يغير ثيابه, كذلك قلص عدد مستشاريه بمعدل النصف, واستقدام عناصر حزبية ذات علاقات عائلية به وبزوجاته لإحاطة نفسه بها".  

السابق
عندما تتحوّل الفروض الصيفية عقاباً يومياً
التالي
وادي التيم – العرقوب سياحة خجولة بحاجة إلى تفعيل رسمي