عون: صراع مصالح المنطقة يختبئ خلف شعارات الديموقراطية

أكّد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون أن "لبنان ينفعل ويتفاعل مع كل ما يحصل في الشرق الأوسط، وكلّ ما يمكننا فعله مع الحرارة المرتفعة جداً في المنطقة حالياً هو تبريد الأجواء قدر المستطاع لمنع الأمور من الإتجاه نحو الإنفجار"، مشدداً على أن "من الغباء الاعتقاد أن أحداً سيسلم في حال تفجرت الأوضاع، ومن يعتقد ذلك من القوى اللبنانية فسيهلك نتيجة غبائه". ولفت إلى "محاولات جعل شمال لبنان "منطقة آمنة" من قبل الولايات المتحدة من أجل التدخل في النزاع السوري، ولتكرار ما حصل في السبعينيات لجهة استباحة الأرض اللبنانية من قبل الغرباء".

كلام العماد عون جاء خلال المؤتمر السنوي للجنة الدراسات في "التيار الوطني الحر" عن "السلام في لبنان: بين واقع المؤسسات وصعود الحركات المتطرفة".

بداية كانت كلمة لرئيس اللجنة حنا الحاج الذي أكد أن "لبنان بلد حرية التعبير وحرية الضمير"، لافتاً إلى أن "المؤتمر لن يأتي بالترياق للمشاكل، لكنه يسهم في خلق وعي وطني حول التحديات الداهمة".

عون: وألقى العماد عون في المناسبة كلمة عبر الهاتف، عرض فيها لجوانب الصراع في المنطقة وأشار إلى أن "حقيقة هذا الصراع مصالح اقتصادية وأمنية، تختبئ خلف شعارات حقوق الإنسان والديموقراطية"، مؤكداً أن "نهاية الحوادث في سوريا ستكون بعد اتفاق أميركي روسي صيني شبيه بـ"اتفاق يالطا" جديد، وسيؤدي في النهاية إلى دفع المرتزقة والقوى التكفيرية كالقاعدة إلى سوريا لتصفيتها هناك".

ولفت إلى أن "تداعيات الوضع في المنطقة شكلت خطراً على الأمن الروسي وتشكل خط توتر يمتد إلى آسيا الوسطى، وإلى تخوف موسكو من التطرف الإسلامي الذي امتد إلى الشيشان والقوقاز، فضلاً عن تحدي نشر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا وعدم احترام واشنطن للإتفاقات مع روسيا في هذا الملف"، أضاف "الصين تمثل قوة اقتصادية صاعدة وحصلت محاولات لحصار نفوذها في ليبيا والسودان، في حين أن الصراع مع إيران هو صراع مصالح وهناك سعي لوضع اليد عليها".

الخازن: ثم عقدت الجلسة الأولى بعنوان "لبنان في زمن التحولات الإقليمية بين الأمس واليوم" مع عضو "التكتل" النائب فريد الخازن، الذي شدد على أن "الوضع اللبناني مضبوط على رغم محاولات بعض القوى ضرب الإستقرار واستهداف هيبة الدولة".

وأكد أن "الوضع مختلف عن عشية حرب 1975 وأن لبنان ليس ساحة للحرب وتصفية النزاعات كما في السابق، وذلك لأن الصراع هو في داخل الدول وليس بين الأنظمة العربية وبالتالي هو غير قابل للتصدير، ولأن الإنتفاضات غير مرتبطة بالنزاع العربي الإسرائيلي، فضلاً عن أن النزاعات الراهنة جعلت من دول عربية ساحات حرب تتنفس فيها الصراعات الإقليمية".

منصوري: أما الجلسة الثانية بعنوان "الحراك الإجتماعي والسياسي في الدول العربية، عناصر تفاقمه وتداعياته" فكانت مع نديم منصوري، الذي لفت إلى "العناصر التي فاقمت هذا الحراك وفي طليعتها "الدولنة" أو إلحاق كل شيء بالدولة الإستبدادية وعجزها عن تلبية مطالب الناس، والمطامح الشعبية في التغيير بسبب عوامل كثيرة من بينها البطالة والأمية والفساد"، معتبراً أن "التداعيات تتمثل في محاولات التقسيم والفتنة المذهبية ووصول الإسلاميين إلى السلطة".

وأكد أن "فوز القوى الإسلامية لا يعني أنها تعبر عن رغبة الشعب الحقيقية".

كبارة: وتابعت اللجنة أعمال مؤتمرها في اليوم الثاني، فاستضافت نواف كبارة في الجلسة الثالثة بعنوان "صمود لبنان وسط صعود الحركات التكفيرية".

وأكّد كبارة أنَّ "معنى لبنان كواحة للحرية والحداثة سيزداد مع صعود الإسلاميين في الدول العربية وكلما ارتفع منسوب الخناق الإجتماعي فيها"، مشددا على أنَّ "المواجهة تكون بإطلاق مشروع الدولة أو ال "نيو شهابية"، والتأكيد على ما هو جوهري في الهوية اللبنانية وفي الطليعة الحرية، وبإطلاق الأحزاب العابرة للطوائف وتحويل القضية الطائفية الى قضيّة وطنية اجتماعية".

ولفت إلى أن "التهديد والتحديات تطال المسلمين الليبراليين المدنيين أكثر من غيرهم".

بو حبيب: من جهته، تكلم السفير عبدالله بوحبيب في الجلسة الرابعة بعنوان "الشرق الأوسط الكبير بين الأهداف الأميركية وموازين القوى في المنطقة والعالم"، فأكد أن "واشنطن ليست قادرة على فعل أي شيء في المنطقة اليوم خصوصا قبل سنة من الإنتخابات الرئاسية"، مشدداً على "عدم وجود رغبة ومصلحة لديها في مواجهة روسيا على رغم التجاذب معها".

ولفت إلى أنَّ "قضية سوريا عززت من النفوذ الروسي العالمي، وإلى وجود ضغوط خليجية على واشنطن لتشديد السلوك إزاء دمشق"، أضاف "الولايات المتحدة قلقة من الصعود الإسلامي لكنها انطلاقاً من السياسة الواقعية تتعايش مع الأمر الواقع".

عازار: وفي الجلسة الختامية تحدث الأب بطرس عازار عن "كيفية بناء مواطن لبناني ضامن لدولة الحق والسلام"، فشدد على "التشبث بالوطن والدفاع عن حريته واستقلاله ونبذ تحويله ساحة للصراعات والإرتهان بالخارج"، مؤكداً أن "القيم والأخلاق والإيمان يجب أن تكون موجهة لكل انتماءٍ وطني".

وأكد "أهمية الحفاظ على الأرض والحرية، وصولاً لبناء مواطنين صالحين ومجتمع مستقر ومزدهر وديموقراطي يعزز التنافس الإيجابي".   

السابق
جنبلاط: التصفية الجسدية تزيد إصرار اللبنانيين على حريتهم
التالي
القواس: انتقد سياسة العجز تجاه عزل صيدا واسرها