بالله عليكم الشيخ الأسير في ثوب الشيخ الطفيلي !

من مسجد بلال بن رباح بدأت الحكاية وانطلقت معها الشرارة الاولى من شرارات الشيخ أحمد الأسير. فكانت البداية بدعم الثورة السورية والشعب السوري ضد ديكتاتورية ودموية الرئيس بشار الاسد، على قاعدة ان الأقلية العلوية تحكم الاكثرية السنية فـ"بالله عليكم" ما هذا الاجحاف!

وتحت هذه المسميات دعا الاسير الى اعتصام، فثاني، فثالث من عاصمة الجنوب صيدا الى ساحة الشهداء في بيروت، وصولا الى طرابلس جامعا حوله مجموعة من الشبان والنساء المنقبات كلها دعما للقضية وتحت راية "البعبع" الشيعي متمثلا بـ"حزب الله" وحركة "أمل" الذين يهددون الوجود السني في لبنان بمخططاتهم التكفيرية لتحويل الجميع الى عبيد يطيعون الاوامر ويلبّون رغباتهم، إضافة الى دعمهم لذاك الديكتاتور. فـ"بالله عليكم" كيف لا يواجه هؤلاء؟

يستطيع هذا الشاب بالكاريزما التي يتمتع بها، وعمامته الافغانية الشكل، وعيناه الجاحظتان، ان يخطف السحر ويستغل الفرص، فحرية الرأي والتعبير يكفلها له القانون. هاجم في السابق النائب سعد الحريري، ولم يوله تيار المستقبل اي اهمية، فانتقل الى تهديد السيد حسن نصر الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وذلك على شاشة "الجديد" مهددا اياهم وابناء الضاحية "انكم لن تناموا بعد اليوم"، متحاملا على سلاح المقاومة داعيا لحل هذه الازمة، ومهددا ومتوعدا حلها بالطرق السلمية. فجاءت ردّة الفعل الاولى هجوم وسام علاء الدين على القناة واحراق الدواليب امام مبناها. الطبيعي ان يدان علاء الدين على تصرفه، ويعاقب على الشغب والاذى النفسي والمادي الذي تعرضت له وسيلة اعلامية، ولكن بـ"الله عليكم" متى يُعاقب المحرض والمسبب؟

منذ ايام يعتصم الاسير ومن حوله العشرات، ويغلق طرقات ومحلات مدينة صيدا ليعالج قضية السلاح خارج الدولة كما يقول وأن هدف اعتصامه السلمي حماية كرامة أهله، وبالتالي فهو اعتصام لا يحمل توقيع النظام ولا الدماء، بل مشتت المعالم خال من العناوين البراقة، يهدف لقطع الطريق على "ابناء السلاح" واستفزازهم فقط، فـ"بالله عليكم" لا تستفزوا.
يريد الاسير حلّ ازمة السلاح، فبالنسبة اليه الزعماء اللبنانيين على اختلاف طوائفهم غير قادرين على ايجاد الطريق، فلا طاولة الحوار ولا التحالفات والاتفاقيات السياسية بين الزعامات اللبنانية من فوق الطاولة او من تحتها، ولا اسرائيل بكل جيوشها ودعايتها وتجييشها للرأي العام العالمي استطاعوا ان يفعلوا ما يخطط له الاسير وما يعمل بكامله قدراته الفكرية والمالية لنزع هذا السلاح فـ"بالله عليكم" كيف لا تصدقوه؟

تذكر فضيلة الشيخ كرامة أهله من الطائفة السنية بأكبر كذبة لم نشهد لها مثيل متمثلة "بلعبة عائشة"، ومن ثم اطلاق الشعارات الطائفية والتهديدات الرنانة ضد سيد المقاومة وجمهوره متوسلا بذلك أي ردّ من أي منهم، على قاعدة أن زعامات لبنان ينقسمون بين الوراثة العائلية، وهي ليست متوافرة فيه، وبين أولئك الذين استحضروا الغرائز الطائفية وحروب الشوارع وهو أحدهم. إلا أن تصعيده ورفع سقف خطابه السياسي، وكل توسلاته برّد من السيد نصر الله باءت بالفشل حيث أعلن كل من حزب الله وحركة أمل انهم لن يتعاطوا في هذا الملف ولن يرد احد على الكلام الذي يطلقه الاسير، وانهم يتركون الامور بيد الدولة وانهم ملتزمون الخطة الامنية. وكذلك فعاليات صيدا وشعبها وسكانها جميعهم امتعضوا ورفضوا تحركاته طالبين منه التحرك والخروج من الشارع بأسرع وقت ممكن، مؤكدين دعمهم التام للمقاومة.

وبذلك تتجه الامور الى تحجيم الاسير وقضيتة، فـ"بالله عليكم" كيف لا يشكر فضيلة الشيخ على مجهوده الجبار لحلحلة أزمة السلاح؟ و"بالله عليكم" الى متى يغامر الاسير في أمن البلاد ويتفرج الجميع بلا أي عقاب.
هذا الأسير يعيدنا الى تهديدات الشيخ (ويا للمفارقة كل المعتصمين هم من المعممين) صبحي الطفيلي منتصف التسعينيات حيث انسحب عدد من عناصر الحزب بعد تمرده الى جانبه وقد قيل يومها ان حركته هذه(الجوعانين) ذات صلة وثيقة بجهاز مخابراتي قوي في محاولة لضرب المقاومة خدمة لاسرائيل. فهل يعيد التاريخ نفسه بعد عقد ونصف تقريبا؟  

السابق
شهيب: الإنتخابات ستحصل في موعدها الحفاظ على الحكومة واجب لأن دخول المجهول خطأ في هذا الظرف
التالي
اسامة سعد: نرفض طريقة التعبير الاستفزازية للمحتجين في صيدا