اعتراف دولي بالتهديد الايراني

الجولة الثالثة من المحادثات بين القوى العظمى وايران تبدأ في موسكو اليوم. وسيكون من المبالغ فيه توقع خطة اختراق للدرب تعفي العالم من التهديد النووي الايراني. الطرفان، ايران والقوى العظمى الستة، يأتيان الى اللقاء بعد أن خلقت اللقاءات السابقة فهما بانه يوجد مجال لمواصلة المفاوضات.
من فوق رأس ايران يسلط سيف العقوبات الدراماتيكية التي ستمنع ابتداء من الشهر القادم تصدير النفط الى معظم الدول. هذه مقاطعة ستوجه ضربة قاضية لاقتصادها وستضعها امام معضلة تاريخية: البقاء الاقتصادي او البرنامج النووي الاعتباري. الاصوات التي تأتي من ايران تبث رسائل غامضة.

تفاؤل حذر واستعداد لتلطيف حدة مواقفها، من جهة، واصرار مصمم على حقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم من الجهة الاخرى. شروط الغرب بالمقابل، حادة وقاطعة، وبالاساس، تتبنى مطالب اسرائيل. على ايران ان تكف عن تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المائة، تخرج من اراضيها اليورانيوم الذي خصب حتى الان وتغلق منشأة التخصيب في بوردو. وفي نفس الوقت، تفهم كل الاطراف قيود الجدول الزمني التي تحدد أيضا مدى الحوار الدبلوماسي. الانتخابات للرئاسة في امريكا، الجهود لحل الازمة في سوريا، والازمة الاقتصادية في اوروبا تنقل الخيار العسكري ضد ايران الى مصاف خلفي.

هذه فترة زمنية من شأن ايران ان تستغلها جيدا كي تطور صناعتها النووية، ولكن هذه ايضا مهلة حيوية، قصيرة نسبيا، تتطلب تبني العضلات الدبلواسية لفرض حل ليس عسكريا على ايران.
اسرائيل التي تشكك بفرص نجاح الخطوة الدبلوماسية، لا يحق لها الاستخفاف بالجهد الهائل الذي تبذله الدول الغربية، والتي تشارك فيه روسيا والصين، كي تصد تطوير النووي الايراني.
هذا الجهد يعكس اعترافا دوليا بالتهديد الايراني وبعدالة ادعاءات اسرائيل وهو جدير بالدعم وبالتمني بالنجاح، ولا سيما عندما لا يكون الخيار العسكري يحمل في جعبته وعدا بنتائج أفضل.  

السابق
رئيس مصري منزوع الدسم
التالي
الاحتلال يعتدي على الأسرى في ايشل والسرسك ينهي اضرابه وسيفرج عنه في 10 تموز