إلى المسؤولين

استأذن ارباب المجلات والصحف عندنا في بسط رأي لا احسبه مشتطاً عن الحقيقة والمنطق. ذلك ان بعضهم زادهم الله علماً لا يجهلون ان جانباً من بضاعتهم لفظ انيق وتوجيه لطيف واشارة الى نفع وتحذير من شر، وبعبارة اخرى: كلام واضح الدلالة بيّن الفصاحة قد ألبسته البلاغة اجمل حللها واعارته المعاني ابهج صورها واصدق آثارها المفيدة تتفكه بتلاوته النفوس ويلتذ به العالم المحيط بنا ويستفيد به القارئ ولا يتعقد فهمه على الوسط من المطالعين وهم العدد الاكثر بين كل جماعة. واذا تبيّن ان ما قدّمناه هو الحقيقة بعينها، فليس من الصواب بل من العدل ان يجعلوا تلك الصحف والمجلات ميداناً لرياضة وتمرين كل من حدّثته نفسه الاندماج في طائفة الكتّاب والشعراء طمعاً في تخفيف عبء الكتابة عن انفسهم، فقد تتقزز نفوس كثيرة من المطالعين بقراءة مقالة باردة وتخيّلات تافهة او قصيدة ركيكة مبتذلة المعاني والالفاظ. هذا فضلاً عن استنكاف كثير من المنشئين والشعراء عرض ما طرّزته اناملهم وصوّرته افكارهم في جملة تلك السلع البائرة مجاناً. بل لا يلبث جماعة الفضلاء من الكتّاب والمطالعين عن الاعراض المرة بعد المرة عن تلك الصحف فترجع القهقرى ولا يدري اصحابها او انهم يتجاهلون انهم بعملهم ذاك كانوا علة تأخر صحفهم. ولو راعى اصحاب المجلات او الصحف عندنا ما يراعيه زملاؤهم في الغرب من هذا القبيل لأحسنوا صنعاً واصابوا نفعاً ولله درّ القائل:

فتشبّهوا ان لم تكونوا مثلهم
ان التشبّه بالكرام فلاح  

السابق
تطوّرات مفاجئة
التالي
كلمة حقّ تقال