قمة بوتين_هولاند خرق للمواقف الغربية!

هل تمثل زيارة الرئيس الروسي الجديد فلاديمير بوتين إلى فرنسا جسر عبور الى المجموعة الدولية، وخرقاً للمواقف الغربية؟
تعقد اليوم قمة روسية ـ فرنسية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي الجديد فرنسوا هولاند في قصر الاليزية، ويتطلع مراقبون إلى هذه القمة التي تجمع شخصين في بدء مرحلتيهما الرئاسية، بوتين العائد وهولاند الجديد، وسيكون لقاءً تعارفياً، يمهد لرسم أفق العمل المشترك في المرحلة المقبلة، فضلاً عن علاقة روسيا بأوروبا التي تعاني من أزمات اقتصادية بنيوية، والتي تبتعد شيئاً فشيئاً عن أميركا، لأنّ فرنسا نيكولا ساركوزي كانت ملحقاً بأميركا، واليوم تحاول فرنسا هولاند أن تلمس دائرة من دوائر الاستقلالية عن أميركا، وهذا يعني روسيا بوتين بشكل أساسي.

ويشير المتابعون الى أنّ المواضيع الخارجية التي قد تحفظ لفرنسا نوعاً من استقلاليّتها ستكون محور المحادثات، وتأتي الأزمة السورية ملفاً أساسياً، فبوتين استبق زيارته إلى باريس بتصريح أعلن عنه الكرملين وأكد فيه أنّ الضغوط عليه والمراهنات بالشأن السوري هو أمر مقفل، وهذا الأمر كان بمثابة رسالة إلى فرنسا والمانيا على حدّ سواء، وحتى يكون الحوار مجدياً لا تفكروا أبداً بأيّ تراجع في الموقف الروسي من الشأن السوري، خصوصاً في ما يتعلق بالتدخل العسكري.
وتشير الأوساط المتابعة الى «أنّ هولاند، وحتى يحفظ لنفسه موقعاً، رفض التدخل العسكري من خارج مجلس الأمن، واعتمد مبدأ الالتزام شرط أن يوافق مجلس الأمن، الذي يعلم هولاند أنه لن يوافق في ظلّ الرفض الروسي ـ الصيني، وعليه، التقى الطرفان على أنّ الطريق مقفلة أمام التدخل العسكري في الأزمة السورية، وبالتالي فإنّ استمرار الحديث في هذا الشأن هو أمر غير منطقي في مجريات السياسة الدولية.
وتعتبر الأوساط «انّ روسيا تريد الحلّ السياسي السلمي الذي يحفظ سورية، بصرف النظر عن الأشخاص، وهذه أيضاً رسالة إلى الأوروبيين لكي يقول بوتين للغرب، أنا لست داعماً لشخص، بل أدعم الدولة في سورية، وهذا من شأنه أن يفسح المجال أمام الفرنسيين لكي يتجهوا إلى مفاوضات جدية للوصول إلى الحلّ السياسي السلمي.

وتسأل الأوساط: من الذي يُرسي دعائم الحلّ السلمي في سورية أخيراً؟ باعتبار أنّ هذا الحلّ يحصل بالتوافق ولا يمكن أن يفرض فرضاً، والشعب السوري يبقى ركناً أساسياً في إرساء هذا الحلّ، وهنا يأتي التكتيك الروسي الذي يستند إلى أنّ غالبية الشعب السوري تؤيد الدولة وتدعم مسيرة الإصلاحات التي أطلقها الرئيس بشار الأسد، وهي غالبية أثبتت نفسها في الإقبال على الاستفتاء على الدستور الجديد، ثمّ المشاركة الواسعة في الانتخابات النيابية التي انبثق منها مجلس الشعب الجديد.
بذلك يكون بوتين قد أكد السياسة الروسية الثابتة تجاه سورية، ومهّد الطريق أمام الاتفاق مع الفرنسيين الذين لا يستطيعون أن يرفضوا منطق الحلّ السلمي، وأن ينكروا على روسيا منطق حماية الدولة وفق تطلعات الشعب في سورية.
وتتوقع الأوساط المتابعة أنّ يخرج اللقاء بين بوتين وهولاند بتفاهم مبني على أركان ثلاثة وهيَ: الامتناع عن الحلّ العسكري، والامتناع عن فرض الحلول المعلبة، والثالث الالتزام بالحلّ السياسي من خلال دعم مهمة كوفي انان.
وفيما يتطلع المتابعون الى ما بعد القمة الفرنسية ـ الروسية، أيّ الى القمة الروسية ـ الاميركية، فإنّ لقاء بوتين ـ أوباما يختلف عن لقاء بوتين ـ هولاند، لأنّ لقاءه مع الرئيس الفرنسي هو لقاء مع رئيس جديد يحاول تلمّس الطريق لرسم سياسته الخارجية، أما أوباما فهو رئيس شارفت ولايته على نهايتها، ويسعى إلى الفوز بولاية ثانية، لكن الأمر ليس مؤكداً، ولذلك يسعى أوباما إلى لقاء مع بوتين يرطب الأجواء، ويمنع الاحتكاك والتوتير، ولن يكون لقاء تأسيسيّاً كما هو حال اللقاء مع الرئيس الفرنسي.

وترى أوساط متابعة أنّ علاقة بوتين مع الولايات المتحدة ستنتظر 4 أشهر حتى يحدّد كلّ منهما وجهة السير في هذه العلاقة، لذلك فإنّ بوتين سيؤكد في لقائه مع أوباما على أنّ ثوابت السياسة الروسية التي كانت قائمة في عهد الرئيس ديمتري ميدفيديف لن تتغيّر، وبالتالي لن يُعطى أوباما أيّ كسب في أي نقطة.

السابق
قرطباوي يتفقد قصر العدل في النبطية
التالي
انشقاق نجل حكمت الشهابي