مساعٍ لعقد لقاء وطني في صيدا وبري يوصي بعدم قطع طريق الجنوب

تجاوبت فعاليات صيدا السياسية والحزبية والدينية مع الدعوات التي اطلقت لتجنيب عاصمة الجنوب تداعيات اي حدث امني وإبقائها بمنأى عن اي توتر وعدم قطع طريق الجنوب انطلاقا من بوابته صيدا تحت اي ظرف.
وأكدت مصادر مطلعة أن «صيدا تجاوزت قطوع الشمال باقل الاضرار الممكنة لغاية تاريخه، وان هناك سعياً جدياً لعقد لقاء سياسي جامع، ربما في دار الافتاء في المدينة، من اجل التأكيد على الثوابت الوطنية لجهة عدم الانجرار الى نفق الفتنة وتأكيد علاقة صيدا بالجنوب وأهمية الحفاظ على الهدوء والاستقرار في المدينة من خلال الجيش اللبناني بصفته حامي الجميع».

لكن يبقى السؤال كيف ستتعامل القوى الاسلامية السلفية المستجدة على الواقع الصيداوي مع هذه الوقائع؟
في هذه الأثناء، بدت صيدا، أمس، كأنها «ورشة» لا تهدأ من الاجتماعات واللقاءات حيث تابع الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد اتصالاته ولقاءاته مع مجمل الاوساط والفعاليات والقوى في صيدا. وعلم أن الرئيس نبيه بري أوصى سعد خلال اتصال هاتفي بينهما، أمس، بعدم قطع طريق الجنوب انطلاقا من صيدا لأي سبب كان. وشدد بري على اهمية الحفاظ على التواصل بين صيدا والجنوب.
أما سعد فأكد، أمام الوفود التي التقاها، على أهمية مشاركة الجميع في قرار حماية السلم الاهلي في صيدا، وقال ان المال العربي يدفع من أجل إثارة الفتن في لبنان وفي سوريا.
كما شدد سعد، خلال استقباله، في مكتبه في صيدا، وفدا من الحزب الشيوعي برئاسة أمينه العام خالد حدادة ووفداً من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة نائب الرئيس توفيق مهنا، على أهمية بناء عمل وطني مشترك مع أحزاب وقوى سياسية ونقابية وشعبية وغيرها من أجل تعزيز عوامل الوحدة والتماسك الوطني لمواجهة هذه الأخطار.

أما حدادة، فأشار إلى «أهمية أن تكون المعالجة السريعة بتحقيق حد أدنى من الأمن باحتضان سياسي من قبل الحكومة لدور الجيش والأجهزة الأمنية ومحاسبة جدية عن كل الأحداث».
من جهته، أكد مهنا على أهمية أن تنتقل الحكومة اللبنانية من دور يدير الأزمة إلى دور يجعل المواطن اللبناني يشعر بأن قضاياه الاجتماعية والاقتصادية وأمنه هي أمور مصانة.
كما التقى سعد وفداً من «رابطة الشغيلة» وأجرى اتصالات عدة أبرزها مع الرئيس سليم الحص، وقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وكان مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان قد قام خلال الساعات الماضية بجولة شملت دارتي سعد وعبد الرحمن البزري. كما التقى في دار الافتاء المسؤول السياسي لـ«الجماعة الاسلامية» في الجنوب بسام حمود. ونقل عن سوسان قوله بانه سيعمل بكل جهد ومثابرة لمنع ارتدادات الأحداث المؤسفة الأخيرة على الساحتين الصيداوية والوطنية.

من جهتها، أعلنت النائبة بهية الحريري خلال لقائها مسؤولي الأحياء والمناطق في تيار «المستقبل»، في مجدليون، أن «المطلوب في هذه المرحلة التحلي بأعلى درجات الوعي والحكمة وضبط النفس وعدم الإنجرار الى اية مشكلة يراد لها ان تمتد الى صيدا».
من جهته، شدد البزري، بعد لقائه وفدا من «تيار الفجر» برئاسة عبدالله الترياقي، على ضرورة «إيجاد آلية متابعة في المدينة لمواكبة الأحداث وتثبيت الاستقرار».
إلى ذلك، أعلن حمود أنه «برغم الجريمة النكراء (مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد) ستبقى مؤسسة الجيش وكافة الاجهزة الامنية هي المرجع الامني الوحيد المسؤول عن امن وسلامة المواطنين».

السابق
هل تعود الحرب الأهلية بلبنان؟
التالي
معركة سوريا في شمال لبنان