غموض في قضية المخطوفين اللبنانيين في حلب.. والتفاف وطني حولها

انتقل الانفلات في الشارع الى الضاحية الجنوبية أمس، فأطل السيد نصر الله عند الساعة السابعة والنصف عبر تلفزيون "المنار" وقال لأهالي الزوار المختطفين "إنني اتعاطى والرئيس بري مع الموضوع بمسؤولية كبيرة جدا وبدأنا بالعمل على الملف قبل ان يصدر بالاعلام، هذا الموضوع هو مسؤوليتنا كما لو ان اولادنا هم المخطوفون، على الدولة ان تتحمل مسؤولية العمل بالدرجة الاولى للعمل على تحريرهم". وقال: "لبلد محتقن ونريد تعاونا من قبل الجميع وتحديدا من قبل الاهالي الذين ان ارادوا الاعتصام، فهذا حقهم الطبيعي ولكن يجب ألا يلجأوا الى قطع الطرقات لاننا نخشى ان يدخل احد على الخط ويفتعل مشكلا مع الجيش اللبناني والاجهزة الامنية، واتمنى على كل اهالي الضاحية وكل المناطق ألا يقطعوا الطرقات فهذا لا يفيد بشيء"..
لفتت "النهار" إلى أن رئيس مجلس النواب اعطى تعليماته لقيادة حركة "أمل" بالعمل على منع المواطنين في الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى من قطع الطرق وحرق الاطارات او التعرض للمواطنين السوريين. وكان على تنسيق مع قيادة "حزب الله".

رأت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" أن هذه العملية تأتي استكمالا لما شهدته الساحة اللبنانية من أحداث مفتعلة ومفبركة بغية إشعال الفتنة بين اللبنانيين، متخوفة من المخطط السوري الجهنمي، وداعية اللبنانيين إلى الوحدة لإسقاط محاولة تجديد الحرب الأهلية. واكتفى مرجع امني ليل أمس بتوصيف ما جرى لـ"الجمهورية" باعتباره مظهراً من مظاهر "العصفورية الحقيقية"، بالنظر إلى ما عبّرت عنه حركة الشارع بكلّ مظاهر الانفعال والغضب المبنية على أكبر حجم من الاحتقان المذهبي لم تشهده البلاد من قبل.

فيما عادت النساء الساعة 12،30 ليلا على متن طائرة الى مطار بيروت، واستقبلهن وفدان من نواب "حزب الله" وحركة "أمل"، نشطت حركة الاتصالات السياسية في الداخل والخارج، وخصوصا مع تركيا. واذ تحدث رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد عن معطيات توحي بقرب الافراج عن الرجال المخطوفين، قال وزير الخارجية عدنان منصور ان الاتصالات مع جهة عربية اثمرت ايجاباً، وانه ابلغ بقرب الافراج عن الرجال في ساعات الصباح اليوم، واضاف ان احدى فصائل المعارضة السورية المسلحة نفذت عملية الخطف.

أما في الحدث الامني، فتناقضت الروايتان بين الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" الرسمية، ومصادر "الجيش السوري الحر":
– أعلن محافظ حلب "أن مجموعة ارهابية مسلحة اختطفت 11 لبنانيا وسائق الحافلة السوري من بين 52 شخصا كانوا في حافلتين عائدتين من ايران عبر تركيا في بلدة السلامة في ريف حلب". وأضاف "أن عناصر المجموعة الارهابية اطلقت النساء في الحافلتين وهن الآن في حلب وتعمل الجهات المعنية لنقلهن الى لبنان".
– نفى "الجيش السوري الحر" كل علاقة له بعملية الخطف واتهم الجيش النظامي بها.

أوضح أحد المعنيين في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، لـ"الأخبار" أنه قبل نحو شهر عمم المجلس على منظمي حملات الزيارة الامتناع عن تنظيم الحملات التي تمر عبر الأراضي السورية. ولفت المسؤول إلى أن البعض لم يتلزم بهذه التعليمات، ظناً منهم "أن الاختلافات مهما اشتدت في سوريا، فإنها لن تطالهم، إذ لا علاقة لهم بما يحصل هناك".

السابق
14 آذار تستعد لاطلاق روزنامة واضحة لإسقاط الحكومة
التالي
طرابلس تتنفس الصعداء مع إطلاق سراح المتهم بالارهاب شادي المولوي