جنبلاط يصوّب على الجيش وقائده

كعادته، وبتعابير مقتضبة ومعدودة، أفرغ وليد جنبلاط ما في جعبته… ومشى.

التوقيت عشية السابع من أيار والعنوان تكريم «قدامى الحزبيين في منطقة عاليه»، والمضمون بدا متكاملا مع خطاب سعد الحريري في ساحة الشهداء، بل تجاوزه الى حد كبير.
وكما الثاني من آب 2009، قد يكون السادس من أيار 2012، انعطافة جنبلاطية جديدة تكتسي آخر ملامحها الانقلابية، تبدأ بالقصف المباشر على المؤسسة العسكرية، ولا تنتهي بالمواجهة مع العماد ميشال عون، لتمر بطبيعة الحال على «رفيق» الطاولة الوزارية، «حزب الله».

في احتفال صوفر، كان الجيش اللبناني، مؤسسة وقيادة في مرمى سيّد المختارة. أيضا، كان «الجنرال البرتقالي» الهدف الأوضح للإحداثيات الاشتراكية. اختار جنبلاط أن ينأى بنفسه عن «شتم» الجنرال، ليس حباً به، بل لأنه لم يجد «شتاماً يرد عليه».
البراغماتية الجنبلاطية تجعل جنبلاط شريكا على طاولة نجيب ميقاتي الوزارية. موازين القوى تجعله شريكا قسريا في السياسة لـ«حزب الله»، لكن عين جنبلاط وقلبه مع حلفاء الأمس «قوى 14 آذار». ليس غريباً على جنبلاط أن يصوب مدافعه ناحية الرابية، فهو أصلاً لم يتفق يوماً مع «جنرالها». «المواجهة» مع «البرتقاليين» أكثر ربحاً من التحالف معهم، لدرجة أن «التحيات الجنبلاطية» اقتصرت على «شهداء «الكتائب» و«القوات» و«الأحرار» في «حرب الجبل» لأن كلا منهما دافع عن لبنان على طريقته»، لأنه «هكذا نختم جراح الماضي ونطل على المستقبل».

مراجعة نقدية جديدة للتاريخ، واعتذار جديد، قد يغلق باباً ويفتح آخر… بعدما اصبحت طريق الرياض سالكة، لكن الغريب، هو ضمّ الجيش اللبناني إلى قائمة «الأهداف الجنبلاطية»، تزامناً مع أكثر من معطى محلي: الإنجاز الكبير للجيش بتوقيف باخرة الأسلحة «لطف الله 2»، الاتهام الصريح والواضح لرئيس النادي «الرياضي» هشام الجارودي لقائد الجيش جان قهوجي بالتدخل في ملعب «كرة السلة»، لمصلحة نجله جاد قهوجي بصفته رئيساً فخرياً لنادي «الشانفيل»… كل ذلك لا يخرج أبداً عن سياق الحملة السياسية التي يشنها «الفريق الأزرق» على مؤسسة الجيش، تارة من البوابة الشمالية، وطوراً من النوافذ البقاعية.

حتى قائد الجيش لم يسلم من نيران المختارة، سأل جنبلاط «عن أي جيش يتحدثون في غياب خطة دفاعية واضحة، وفي جعبتهم رئيس مدولب وقائد معلّب، ماذا نفعل؟»، مؤكدا «على السلم الاهلي وتجسيد قناعتنا في صناديق الاقتراع بتحد كبير إما «نكون أو لا نكون».

فالحساسية التي يكنها جنبلاط للعسكر، غنية عن التعريف والشرح، ولكن هل قرر «البيك» فتح النار مبكراً بوجه قهوجي كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية؟ أم هي حملة مبرمجة ربطا بمجريات التحقيق العسكري في ملف تهريب السلاح؟
على الرغم من ذلك، يصرّ جنبلاط عل الموقع الوسطي ويدافع عنه. سبق له أن أعلن منذ أيام رفضه العودة إلى الصفوف الآذارية، ولكن ما كان يدور همساً صار مكشوفاً: «أبو تيمور» سيخوض الانتخابات النيابية إلى جانب ما يسميه «الفريق السيادي».
وقال أيضاً: «عتبي شديد جداً على الذين يجعلونه يطلق العنان بنبش القبور، عتبي الشديد على الذين لا يحترمون موقعي الوسطي». وسأل «ماذا يريدون؟ الاستيلاء على كل المقدرات من العباد والجيش والقضاء؟ … هل يريدون العودة إلى شعار قديم جديد وهو «الجيش ضمانة الوطن» للاستيلاء على مجلس النواب وأن نكون ملحقين وأذنابا؟».

السابق
السفير: النفـط: خـط أزرق بحـري!
التالي
لوبن اللبنانيّ