السيد هاني فحص يخرج من الحوار الإسلامي المسيحي

أُعلن أمس أن السيد هاني فحص قدم استقالته من «الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي»، الذي شارك في تأسيسه في العام 1995. وأوضح في بيان نقلته «الوكالة الوطنية للإعلام» أن «استقالته لن تؤثر في علاقته مع أعضاء الفريق». وإذ أكد رئيس الفريق عباس الحلبي لـ«السفير» أنه لم يُبلّغ بالأمر، رافضاً التعليق قبل وصوله إليه رسميّاً، تعذر علينا التواصل مع فحص بسبب وجوده خارج لبنان.

تأتي هذه «المفاجأة» في اليوم الثاني والأخير لـ«مؤتمر الحوار العربي الدنماركي: من أجل تفاهم أفضل بين المسلمين والمسيحيين»، الذي عُقد في بيروت، وحضره فحص، وفق ما أكد الحلبي.
يعاني الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، وفق مصدر مطّلع، من «عوارض الشيخوخة المبكرة». وكان يمكن أن يلحظ ذلك من حضر جلسات المؤتمر، في مركز «مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة» في وسط بيروت. ففي الجلسة العامّة انتشر امتعاض بعض أعضائه من كلمة الحلبي. فقد ركز الرجل على الأثر السلبي لوصول الإسلاميين على الوجود المسيحي. فذلك زاد، وفق ما قال، الهواجس والمخاوف عند هؤلاء نتيجة مسار التغييرات الحاصلة في العالم العربي.

ويلفت المصدر إلى «غياب الانسجام منذ زمن ليس بقليل بين أعضاء الفريق». يرجع ذلك إلى «الخلاف في شأن الموقف من الربيع العربي». وسُجلت خلال هذا المؤتمر سابقة أيضاً. «أعلن الرئيس موقفاً سياسياً لم يُطلع الأعضاء مسبقاً عليه، بينما كان يتكلم ممثلاً الفريق. بدا ذلك نافراً إذ لم يحصل ما يماثله من قبل. لكنه لا يبعد كثيراً عن الحال المأزومة التي وصلت إليها أشغال الفريق».

يطرح المصدر مسألة المؤتمر المشار إليه، ويكشف أن «الدعوات وجهت وفقاً لمزاج خاص غير مبرر. يحيل ذلك أيضاً، إلى تحول الفريق، بمؤسساته ونشاطاته، إلى ما يشبه مؤسسة ربحية في القطاع الخاص».

ويتحدث المصدر عمّا يسمّيه «زبائنية سياسية مشوبة بالبزنس». يقول: «ليس ذلك بلا دلالة، أن يلجأ الفريق في شكل متواتر إلى تنويع مموليه. هكذا، يذهب مرة إلى إيران ومرّة إلى الإمارات العربية المتحدة. يطلب رعاية الرئيس نبيه بري مؤتمراً ينظمه، ويأخذ دعماً من آل الحريري مرة ثم من الرئيس نجيب ميقاتي». لا يعترض صاحب القول على الأسماء نفسها، «لكن اعتماد سياسات كهذه يرهن الحوار الإسلامي المسيحي بالمزاج والتقلبات السياسية».

يخيف ما سبق «العارفين بالأمور». كأن الحوار وفريقه يذهبان إلى جهة غير تلك التي أنشأ من أجلها في العام 1995. هكذا، صار الحوار آلية إعادة إنتاج «الطائفية بالتوافق». تُجمل صورته عبر «عناوين حوارية خادعة». على أن الحوار، وفق صاحب الاعتراض، شأن مدني. يقول: «طالبنا مراراً بتجديد دماء الفريق». يضيف: «لا بد من دخول جيل شاب من الرجال والنساء إليه. لا يستعيد الحوار من دون ذلك فاعليته. تلقى هذه المطالبات تأييداً في العلن. لكن، في آخر الأمر، كأن شيئاً لم يكن».

يصف المصدر الطرف الإسلامي داخل الفريق بالضعيف. «هذا جانب آخر للأزمة» وفق ما يشير. «يعطل ضعف هذا الطرف فاعليته. ينقسم مسلمو الحوار إلى شقين. يُستبعد الأولون من طائفتهم لاتخاذهم مواقف مخالفة للسائد فيها. بينما يخضع الشق الآخر إلى المحاولات المستمرة من قبل القوى السياسية للهيمنة على مآلات الحوار وتوجهاته».

السابق
يدعي أنه المهدي المنتظر
التالي
الانتخابات في ياطر: التزكية أو سيناريو 2010