أنان يلوّح بالتدخل العسكري؟!

كان تحذير سيرغي لافروف من اي محاولة لعرقلة عمل المراقبين الدوليين في سوريا مثاراً لمرارة السخرية عند الكثيرين، وخصوصاً مع تواتر التصريحات والاخبار التي تكاد تصور هؤلاء المراقبين وكأنهم نوع من "الفيروس القاتل" ما ان يقابلهم الناس في المدن السورية ويحدثونهم عن معاناتهم حتى يأتيهم القصاص المميت على يد جنود النظام!
هذا ليس كلام المعارضة او المعادين للنظام بل كلام احمد فوزي المتحدث باسم كوفي انان، الذي وجه اتهامات صريحة الى النظام بأنه لا يعمل على افشال مهمة المراقبين الدوليين فحسب، بل يحرص على الانتقام من المواطنين الذين يعرضون للمراقبين حقيقة ما جرى ويجري!

وفي حين ابلغ انان الامم المتحدة ان الوضع في سوريا غير مقبول وان النظام لم يسحب قواته واسلحته الثقيلة من المدن وهو ما اكدته ايضاً الاقمار الاصطناعية، بدت مهمة المراقبين على شفير الفشل تماماً كمهمة المراقبين العرب من قبل. لكن الجديد في الامر ان كوفي انان اقترب في شكل لافت ولو بأسلوب غير مباشر من فكرة التدخل العسكري، عندما قال في خطاب في جامعة "لوند" الأسوجية: "ان على العالم ان يكون مستعداً للتدخل عسكرياً عندما لا تتوافر حماية المدنيين من ابشع الجرائم". ومن دون ان يذكر سوريا بالاسم اضاف: "من المؤكد ان الحل العسكري يجب ان يكون آخر ما يتم اللجوء اليه، لكنه قد يكون مطلوباً في بعض الحالات ومن المفترض الا يتم اتخاذه باستهتار"!
واضح ان في كلام انان ما يمكن اعتباره بمثابة انذار اولي يوجهه الى النظام السوري بطريقة غير مباشرة، وخصوصاً بعدما بلغ عدد القتلى في سوريا 685 منذ انتداب المراقبين الدوليين.

كلام انان او بالاحرى انذاره الى الاسد يصبح مفهوماً اكثر عندما نعود الى تصريحات احمد فوزي الذي قال: "صحيح ان المراقبين دخلوا مدينتي حمص وحماه وانه مع وصولهم توقف اطلاق النار، ولكن لدينا تقارير وثيقة تفيد انهم عندما يغادرون يتجدد اطلاق النار، وان افراد الجيش يتعرضون لمن يتحدثون الى المراقبين بعد مغادرتهم واحياناً يتعرض هؤلاء الاشخاص للقتل". وهذا ما يؤكد صدقية المعارضة التي اعلنت ان قوات النظام قامت بتنفيذ عملية اعدام ميداني في حماه بحق تسعة من الناشطين الذين التقوا وفد المراقبين الاحد الماضي!
كل المؤشرات ترجح فشل المراقبين قبل ان يستكملوا اعدادهم الـ300، فاذا كانوا يتحركون وفق ما يقرره النظام لهم بحجة المسؤولية عن حمايتهم، فإنهم لن يروا إلا ما يريد لهم النظام ان يروا ولن يسمعوا إلا ما يريدهم ان يسمعوا. اما الذين تتاح لهم فرصة الحديث عن بطش النظام فيكونون عرضة للقتل… والقتيل الاكبر هنا هو مجلس الامن والعالم الذي يتفرج على سوريا تنزلق الى مهاوي الحرب الاهلية!

السابق
مصر: انهيار هرم الفساد
التالي
ذنب عادل إمام