علي شعبان يسقط شهيدا باستهداف سوري مباشر على الحدود اللبنانية

توقفت الصحف عند سقوط مصور قناة "الجديد" علي شعبان شهيداً أمس، على أيدي الجيش السوري، حيث رأت "النهار" أن الانتهاكات العسكرية والامنية السورية المتكررة للحدود اللبنانية – السورية في منطقتي الشمال والبقاع الشمالي اتخذت بعداً تصعيدياً خطيراً مع استهدافها المباشر للمرة الاولى منذ بداية هذه الانتهاكات الجسم الاعلامي والصحافي.
وفي التفاصيل كان الطاقم الاعلامي، يرافقه دليل من وادي خالد، وصل الى المنطقة المعروفة بخط البترول، المحاذية للنهر الكبير الذي يفصل الاراضي اللبنانية عن السورية والمزروعة من الجانب السوري بالالغام، وبلغ الفريق الاعلامي نقطة في تقدمه لا تبعد بحسب احد ابناء بلدة المقيبلة اكثر من خمسة أمتار عن حاجز سوري على الجانب السوري، وكان يشعر بالاطمئنان الى تحركه كونه لا يزال ضمن الاراضي اللبنانية وفي منطقة تتوزع فيها بيوت مأهولة بالسكان.

رواية "الجديد" .. وشهادات أعضاء الفريق

اذ اكدت محطة "الجديد" استناداً الى شهادات اعضاء فريقها الذين كانوا في أرض المهمة ان الرصاص الذي قتل مصورها علي شعبان كان مصدره الجيش السوري النظامي، اثبتت الشهادات التي ادلى بها هؤلاء علناً او الى رجال التحقيق انهم عجزوا عن انقاذ زميهلم بعد اصابته لدى تعرض السيارة التي كانوا فيها لنحو 50 رصاصة اخترقتها.
قال المراسل حسين خريس لـ"الجمهورية" "أنّني علويّ ومُوالٍ للنظام ومؤيّد لبقائه في الحكم… وأجهل اليوم ما أقول بعد أن خسرنا علي ورأينا الموت بأعيننا"، في حين أكد المصوّر عبد العظيم خياط لـ"الأخبار" ان "عناصر الهجانة السورية الموجودون قبالتنا وجهوا صرخاتهم باتجاه الجنود في التلة المقابلة مطالبين بوقف إطلاق النار، لكن من دون طائل".
أفادت معلومات "النهار" ان صعوبات كبيرة حالت دون سحب اعضاء الفريق زهاء أربع ساعات، الى ان حضرت قوة من الجيش والقوة الامنية المشتركة وتمكنت من سحب الفريق وجثة شعبان ومن ثم السيارة، على ان يشيّع اليوم في مسقط رأسه في بلدة "جباع" الجنوبية حيث يوارى الثرى.

رواية "سانا"

شكلت شهادات اعضاء الفريق رداً مباشراً على ما أوردته الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" الرسمية عن مصدر اعلامي لم تسمه من ان شعبان قتل عندما رد حرس الحدود على نيران "مجموعات ارهابية مسلحة".
ذكرت "شام برس" أن نائب الرئيس فاروق الشرع تمنى على قناة "الجديد" تغطية حادث إطلاق النار بمهنيتنا المعهودة.
علمت "النهار" ان المراجع الرسمية لم تتبلغ حتى مساء امس اي موقف رسمي من الجانب السوري، في حين اتصل وزير العدل بالنيابة العامة التمييزية طالباً فتح تحقيق في كل ما حصل وبيان ظروف الحادث.

استنكار رسمي لبناني ومطالبة بفتح تحقيق
أعلن رسمياً ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي استنكر الحادث، اتصل بوزير العدل شكيب قرطباوي والامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري والسفير اللبناني لدى سوريا ميشال خوري "طالباً جلاء ملابسات الحادث ومتابعة التحقيقات كي تأخذ الاجراءات القضائية مجراها وفق القوانين المرعية".
ندد رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بـ"اطلاق النار من الجانب السوري على الفريق الاعلامي اللبناني. وطلب من قيادة الجيش فتح تحقيق عاجل في الموضوع لكشف كل ملابساته، معلناً انه سيبلغ الجانب السوري "ادانته لهذا العمل المرفوض ومطالبتنا بالتحقيق في الاعتداء ومحاسبة الفاعلين".

وكلف النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا بحسب "اللواء" أمس، المحامي العام الاستئنافي في الشمال القاضي طارق بيطار، إجراء الكشف على السيارة التي قضى فيها المصور شعبان، والاستماع إلى إفادة رفاقه والى الشهود، ومتابعة الموضوع، تمهيداً لكشف ملابسات الجريمة.
حمّل الرئيس سعد الحريري الحكومة مسؤولية هذا "الاعتداء على السيادة اللبنانية" واتهمها "بالتغاضي عن سلسلة الاعتداءات والاختراقات المتواصلة التي تقوم بها القوات السورية للاراضي اللبنانية منذ أشهر ولم تتخذ حتى الآن التدابير والاجراءات اللازمة لوضع حد نهائي لها ومنع تكرارها".

دان رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل الاعتداء وأكد "ضرورة ان تضبط الحكومة اللبنانية من خلال أجهزتها الحدود اللبنانية السورية كي لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات المؤلمة"، في حين شدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على "ضرورة فتح تحقيق في هذه القضية وكشف ملابساتها وضبط الحدود اللبنانية – السورية والأهم من ذلك حماية الحريات والصحافيين في حلّهم وترحالهم".
سأل النائب خالد الضاهر عبر "الجمهورية" "أين هو وزير الخارجية ووزير الدفاع اللذان أتحفانا بشهادات حسن السلوك للجيش السوري والنظام الذي يأمره؟"

وتجدر الاشارة ان هذا الحادث هو الثاني من نوعه الذي يطاول لبنانيين خلال ثلاثة ايام على خلفية الاحداث السورية، بعد حادث القذيفة التي سقطت على مركز الامن العام السوري في منطقة الجوسية مقابل القاع ما ادى الى اصابة حجاج لبنانيين كانوا في طريقهم الى العراق.

السابق
فتح اوتوستراد جل الديب لبعض الوقت واعادة اقفاله
التالي
هذا الجيش السوريّ… لماذا؟