وقفة نقدية

سبع سنوات مرت على انتفاضة الرابع عشر من آذار والبلد من حال الى حال لا تستقر ولا تهدأ.
سبع سنوات والصراع السياسي قائم يعاند احلاماً وآمالاً باستقرار يبدو حتى الآن بعيد المنال، ويمنع انتصاراً في هذا الاتجاه او ذاك.
تتحصن قوى الثامن من آذار خلف سلاح "حزب الله" ووراء اسوار ايران والنظام السوري فيما قوى الرابع عشر من آذار تتعثر الى حد ما محاولة المستحيل لتأكيد صحة خياراتها.
المعركة ليست سهلة بالتأكيد ولكنها تستحق المزيد من التضحيات والمزيد من الصبر.. والمزيد من المثابرة وحسن الاستفادة من نتائج الربيع العربي في اكثر من بلد.
في سعيها الدؤوب لتحقيق غاياتها السامية، تدرك قوى الرابع عشر من آذار مصاعب المسيرة ولكنها تبدو اليوم واكثر من اي وقت مضى مطالبة بوقفة واقعية جدية.
إن أي تقدم جادّ لا يمكن ان يتحقق من دون وقفات نقد ذاتي او مراجعة نقدية للمسيرة ومن دون حسابات.
ولئن جاءت الوثيقة التي اطلقها "تيار المستقبل" ناضجة في قراءتها الثقافية والسياسية للاوضاع من حولنا، فإن المطلوب الآن الانتقال الى وثيقة برنامج يعاد على اساسها تمتين التحالفات ورسم الخطوات التنفيذية.
من ذلك مثلاً تجديد الثقة بدور الشباب واستعادة اللحمة مع حركة التجدد واليسار الديموقراطي والكتلة الوطنية وتمتين التفاهم مع حزب "الكتائب" واستبعاد منطق التسويات المقلق.
شكلت قوى الرابع عشر من آذار منطلق ضوء يجب ألا يخفت وأحيت آمالاً ربما تكاد تخبو ولا بأس اذا قلنا من الداخل ان الانتفاضة باتت بحاجة الى انتفاضة.

السابق
معارضة التدخل الدولي نفاق عظيم
التالي
العدو يكثف دورياته عشية البدء ببناء جدار الفصل