الشرق الأوسط: مظاهرتا تنديد وتأييد تتقاسمان ساحات وسط بيروت بعيدا عن الساسة الأولى سلفية والثانية بعثية.. والقوى الأمنية فصلت بينهما

 انقسمت ساحات الوسط التجاري للعاصمة اللبنانية أمس بين تجمعين؛ سلفي مؤيد للثورة السورية، وبعثي مؤيد للنظام السوري، فصلت بينهما القوى الأمنية اللبنانية التي كانت على مستو عال من الاستنفار على الرغم من ضآلة العدد نسبيا، بعدما تبرأ منه في الساحة الأولى تيار "المستقبل"، الذي أعلن أن التجمع لا يمثله، ومن الناحية الثانية "نأي" "حزب الله" وحركة "أمل" بنفسيهما عنه.
وانتشرت فرقة مكافحة الشغب من قوى الأمن تحسّبا لأي إخلال بالأمن، كما انتشرت حواجز الجيش عند مداخل العاصمة، وتعمل على التدقيق بالهويات وتفتيش السيارات.

وردد المعتصمون من مناصري الشيخ أحمد الأسير، الذين يحتشدون تضامنا مع الشعب السوري، شعارات "لبيك يا حمص" و"لبيك يا أقصى"، كما رفعوا صورا للرئيس السوري بشار الأسد والرئيسين الصيني هو جينتاو والروسي ديمتري ميدفيديف كُتب عليها "قتلة"، كما حضر الفنان فضل شاكر الذي دعا جميع الناس إلى المشاركة في الاعتصام نصرة لأهل "حماه وحمص"، وأدّى بعضهم الأناشيد الدينية التي تعبّر عن التضامن مع الشعب السوري.
وتصدر صفوف المظاهرة الأولى الشباب المؤيد للتيار السلفي، مع عدد من المشايخ وأطفال في سنوات مراهقتهم الأولى يحملون أعلاما سوداء كتب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وآخرون ارتدوا "طاقيات" سوداء كتب عليها "التيار السلفي". وقدم أغلب المتظاهرين من صيدا لدعم شهداء بابا عمرو، قائلين: "لم نخف من البلبلة التي أثيرت مؤخرا قبيل انطلاق المظاهرة، وإمكانية حدوث قطع للطرقات، وافتعال بعض التوترات في ظل وجود مظاهرة مقابلة مؤيدة للنظام السوري. لقد جئنا إلى هنا لدعم سوريا الشعب، الذين يعشون التنكيل والقتل والإرهاب بأبشع صوره".

وقال الشيح أحمد الأسير، إمام وخطيب مسجد بلال بن رباح في صيدا، لنا "لن نتنازل عن الشام ولن تنكسر إرادة أطفال درعا. والآن بدأت تنتشر عدوى الثورة في كل سوريا لتدك حصون بشار الأسد، حيث نشهد انتفاضات مباركة في دمشق وحلب اللتين يواجههما بآلته العسكرية". كما أكد الأسير أن هذا التحرك لدعم سوريا ليس الأول منذ بدأ الثورة، بل سبقه في الجنوب الكثير من التحركات، ولكنه الأول في بيروت، وتحديدا في ساحة الشهداء، بما تحمله من رمزية الحرية.
ويتابع قائلا: "لا أسعى للترويج، بل أقوم بواجبي الشرعي والديني الذي كلفني به الله، سبحانه وتعالى، لمصلحة ديني ووطني"، مستنكرا ما اتهم به خلال الأيام الماضية بالسعي لخلق فتنة داخلية بسبب هذا الاعتصام، قائلا: "هل بات التعبير عن الرأي أحد أوجه الفتنة؟! نحن نرفض الهيمنة التي تمارسها قوى الثامن من آذار. لذلك حملت مسؤولية حدوث أي شيء في هذا الاعتصام إلى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لأننا جميعا نعلم من يدير قوى الثامن من آذار التابعة للنظام السوري. ونحن لن نرضى بأن يكون لبنان مرتهنا لبشار الأسد. ولسنا مستعدين لبيع كرامتنا وإنسانيتنا لأحد بثمن بخس".

أما عن توقيت تنظيم الاعتصام في الوقت الذي نشهد فيه صعود التيارات الإسلامية في بعض الدول العربية، وهل يعتبر ذلك إشارة لتوحيد صفوفها أجاب الأسير: "لم يطرح هذا الاعتصام لتوحيد التيارات الإسلامية في لبنان. ولكن أي تيار سواء كان دينيا أم لا له الحق في أن يكون موجودا. إذن لماذا ننكر ذلك على التيارات الدينية ومن ثم نصفها بالمتعصبة والسلفية. منذ عام يعاني الشعب السوري مرارة استهداف الآلة العسكرية للنظام، ولم نعد قادرين على تحمل المجازر والإعدامات العشوائية في بابا عمرو، وتدمير حمص والاعتقالات، والتشريد. إن المسألة إنسانية، لذا يصب تحركنا في إطار دعم قضية حق بعيدا عن الاستثمار السياسي".

وفي الاعتصام المقابل، ردّد المحتشدون من حزب البعث وأنصار الرئيس السوري شعارات كتب عليها: "لا يبغضك أيها الرئيس إلا أبناء الحرام"، كما تم رفع لافتات تندد ببعض الزعماء العرب وأفيد عن تمزيق صورة لرئيس "جبهة النضال الوطني"، النائب وليد جنبلاط.
وشدد عضو القيادة القطرية في حزب "البعث العربي الاشتراكي"، إبراهيم عيسى، على أن "لبنان ضد المؤامرة التي تستهدف المنطقة تحت عنوان مشروع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة التي ظهرت بوادرها في مصر وتونس، وتمددت إلى سوريا بعمليات إرهابية"، مضيفا: "هذا ما لن يتم لأن هناك شعبا وجيشا وقيادة (في سوريا) سيتصدون للمؤامرة". وقال عيسى للصحافيين: "العلاقة التي تربطنا بسوريا علاقة أخوية ومميزة فيها التاريخ والجغرافيا، ولن نقبل أن يكون لبنان معبرا أو مقرا للعدوان على سوريا".
  

السابق
قائد اليونيفيل في الشرقي عند كفوري
التالي
اول حرفين؟!