حوار سعودي – إيراني

دول الإقليم جميعها ليست في أفضل أحوالها، وكل دولة من هذه الدول تُعاني مشكلات حادة تكاد تكفي لتمثّل خطرا حقيقيا على الجميع، وهذا ما يتطلّب افتتاح مسارات سياسية مختلفة عن كل المسارات التي شهدناها وأوصلت المنطقة إلى مكان خطير ومنطقة مفزعة من إمكان نشوب نزاعات وحروب أهلية مذهبية وجهوية ومناطقية.

إيران والسعودية هما الدولتان المعنيتان واللتان تتضرّران جديا من أي انزلاق تنزلقه المنطقة نحو التصعيد والاقتتال وعدم الاستقرار. والضرر الذي يقع هنا هو ضرر يتوزّع بالتساوي لأنّه لا يتوقف عند حدود أو منطقة أو ساحة بل يتعدّى حدود دول الإقليم ويهدّد أمنها واستقرارها نظرا للترابط الكبير الذي يغلب على معظم الأشكال السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

إيران بحاجة لصديق عربي إقليمي يخفِّف عنها الضغوط ووطأة العقوبات الاقتصادية، والمملكة العربية السعودية تحتاج إلى ضمانات لأمن منطقة الخليج وتسويات في معظم الملفات المطروحة على مستوى الإقليم.
والأهم أنّ كلا الدولتين ليس من مصلحتهما وقوع فتنة مذهبية تُطيح بكل إمكانية للتسوية والتفاهم وتدفع بالعرب والمسلمين نحو «حرب صفين» جديدة تحت أنظار الغرب وربما برعايته ومساندته كما جرى في الحرب العراقية – الإيرانية عام 1980، حيث كانت الدول الغربية والشرقية أيضا تمد طرفَيْ الحرب بالسلاح تحاول إطالة عمر هذه الحرب لإراحة إسرائيل وضمان وصول النفط والتحكم باسعاره.

صار الحوار الإيراني – السعودي مطلبا عربيا – إسلاميا لدرء الفتنة وإعادة ترتيب إوضاع المنطقة وتفويت الفرصة على التطرّف والمصالح الوافدة من خارج الإقليم.
والسؤال هنا: أين أصبحت مفاعيل زيارة وزير الاستخبارات الإيراني إلى الرياض منذ أشهر قليلة؟؟  

السابق
الكتيبة الإيطالية تدشن قاعة في ميتم تبنين في قضاء بنت جبيل
التالي
الأوّل من آذار مدخل لربيع دافئ