نواب لبنان في عيد الحب: هكذا يحبّون … هكذا يحتفلون

في لحظة تسقط الألقاب ولا يعود للاصطفافات من جدوى، في لحظة تُطفأ مكبّرات الصوت وتغيب معها المنابر، يتنكّرون لـ»سعادتهم» وتتحوّل «سعادة الحبيبة» شغلهم الشاغل. قبل أن تتربّع السياسة وتفاصيلها على حياتهم، بعض النواب استسلموا للحبّ فارتبطوا وأسّسوا عائلة، وآخرون لا يزالون «تحت نصيبهم»، ولكن في كلتا الحالتين يبدون «العوارض» عينها: تتسارع دقّات قلوبهم خفقاناً، تتقطع أنفاسهم اشتياقاً، وتلمع عيونهم رومانسيّة، حين يكون محور الكلام «الحبّ»…

هذه السنة، لعيد العشاق نكهة خاصّة بالنسبة إلى النائب نديم الجميّل، لا سيّما بعدما قرع الحبّ بابه: "هذه السنة عكس العام المنصرم، لن أكون وحيداً بما أنني أعيش حالة غرام، مع الإشارة إلى أنّ كلّ يوم من السنة هو عيد في عيون العشاق، لذا لا أتقيّد بهذه المناسبة وحسب للإعلان عن مكنونات صدري للحبيبة".

أمّا عن الخيارات التي قد يلجأ إليها في انتقائه الهدية، فيجيب: "لا يمكنني الإفصاح عنها لأنّها مفاجأة، أعترف أنّني في طبعي رومانسيّ، أعيش حبّي إلى أقصى الحدود". ويتابع ممازحاً: "لن أكشف عن سرّ نجاحي عاطفياً لأحد". وعمّا إذا كان يحدّد سقفاً مادياً لسعر هديته، يقول: "يصعب عليّ هذا الأمر، ولكن عموماً تبقى كلفتها أقلّ من كلفة الأعياد الأخرى مثل الميلاد المجيد أو تاريخ ميلاد الشخص. في كلّ الأحوال ليس مبلغ المال هو الأساس، بل الوقت الذي نخصّصه لتمضيته إلى جانب من نحبّ".

أمّا بالنسبة إلى المكان الأحبّ إلى قلبه في ليلة عيد العشاق، فيقول: "بصراحة أترك حرّية الاختيار الكاملة للحبيبة". وهل يرغب في الإفصاح عن اسمها، يقول: "لا يزال أمام علاقتنا متسع من الوقت، لا أرغب في البوح عن الاسم ولا حتى عن حروفه".

"الدهب منيح!"…

"رجعنا عرسان من جديد"، بنبرة تنضح رومانسيّة يختصر النائب طوني أبي خاطر 32 عاماً من الزواج الناجح، مشيراً إلى "أهمية الاحترام والثقة المتبادلة مع شريكته غلوريا". ويضيف: "في الماضي لم يكن يحظى عيد العشاق بهذه الأهمية، ولا أذكر انه كان موجودا، لكننا كنا ننتهز أي فرصة مناسبة لتجديد حبّنا، على طريقة "كل يوم فالنتاين" رغم شعورنا بأنّ العمر يسبقنا".

في هذا السياق، لا ينكر أبو خاطر أنّ متاعب الحياة اليومية إلى جانب إنجاب الأولاد وفيما بعد الأحفاد، تلهي الشريكين عن بعضهما، "ولكن في مرحلة معيّنة حين يكبر الأولاد ولا يعود في المنزل سوى الزوجين يعودان وكأنّهما عشاق ولكن بطريقة ناضجة، فالحبّ مع الوقت يكبر ويزيد".

أمّا بالنسبة إلى الهدية التي يختارها، فيقول: "عموماً أعتمد على "تلميحات" زوجتي لمعرفة ما هي في حاجة إليه، قد تكون قطعة ذهب، أو أغراض شخصية، وبدورها يمكن أن تهدي إليّ ربطة عنق أو أغراض يومية".
 
"VISA"…

من جهته، يجد النائب زياد أسود نفسه كلاسيكياً، لذا يحتفل بعيد العشاق على نحو تقليديّ، فيقول: "أرفض المبالغة التي يتعمّدها العشاق في هذا العيد، والمسألة لا تقف عند قيمة الهدية إنّما رمزيتها".

في هذا الإطار، يعترف أسود أنّ السياسة أبعدته عن عائلته ومتابعته لشؤون أولاده، وبشيء لا يخلو من الحسرة يقول: "تكوّنت لدي قناعة بأنّ المبالغة في العمل السياسي وعدم الاهتمام بالعائلة، هو تجنٍّ". ويتابع متأسفاً: "في ضوء تجربتي المتواضعة، أعتقد أنّ مثاليتنا في العمل السياسي ليست مقدّرة في كثير من المرّات، على حساب تضحياتنا وابتعادنا عن محطات أساسية في حياتنا الشخصية ومسيرة أولادنا. على عكس فئة من السياسيين تعمل لمصالحها الخاصّة وطمعاً بمآربها الشخصية".

أمّا بالنسبة إلى الهدية التي يرغب في اختيارها، فيجيب: "لا انكر أنني أرغب في إهداء زوجتي لميا "Visa" لأريحها من هذا البلد أياماً معدودة، أمّا إذا أحبّت أن تفاجئني، فأتمنّى أن تكون شخصية بيننا، لأنني أقدّر الخصوصية".

الوردة الحمراء "أساسية"

"عيد الحبّ هو عيد التجدّد والفرح"، تكثر معاني عيد العشاق عند النائب فادي الهبر وتتنوّع إلا "أنّ الوردة الحمراء تبقى الهدية الأساسية"، لذا يحرص على تقديم باقة منها سنوياً إلى زوجته. ويتابع: "بصورة عامة لا انكر أنني "روتينيّ" في هذه القضايا، ولو أنّ هذا العيد يحمل البهجة إلى المتحابّين".

وعمّا إذا كان يهوى إعداد المفاجآت أو ينتظرها، فيجيب: "يختلف الأمر بحسب مستوى المفاجأة والظروف التي جرت فيها، ولكن عموماً لا أحبّذ أن تكون في مكان عام وعلى مرأى من الآخرين". وفي هذا الإطار، لا ينكر الهبر انه قد يغيب عن باله تاريخ عيد العشاق نظراً إلى ضغوط العمل وكثرة انشغالاته السياسية، "إلا أنّ الترويج الذي باتت تحظى به هذه المناسبة كبير إلى حدّ لا يمكن لأحد إلّا أن يتذكره".

كلمة وابتسامة تكفيان

يعتبر النائب بلال فرحات "أنّ الحياة التي تجمعه بزوجته هي استمرارية لعيد العشاق"، مشيراً إلى أنّ "الحبّ الذي لا يتجدّد يومياً يفقده الوقت نكهته". ويضيف: "ما لم نتذكر يومياً حبّنا وعمق علاقتنا، نعجز عن مواجهة الحياة وصعوباتها، ولولا التفاني في العلاقة الزوجية والاحترام المتبادل تفشل العلاقة، ولا سيّما أنّ حياة الرجل السياسيّ تحمل الكثير من التشعّبات والمسؤوليات".

وإذ رفض فرحات الكشف عن الهدية التي سيقدّمها إلى زوجته، اكتفى بالقول: "أضعف الإيمان أن أقدّم لها وردة حمراء للدلالة على أنها تشغل بالي وحبّي لها لا يعرف حدوداً". ويضيف: "أحياناً كلمة صادقة معبّرة تكفي، أو حتى ابتسامة دافئة نتبادلها عند الصباح قد تكون كافية". في السياق عينه، يلفت فرحات إلى انه "لا ينتمي إلى المدرسة التي تعتبر عيد العشاق ضرورة أساسية، وكأنه عُرف، ولكن ينظر إليه على انه حاجة لكسر رتابة الحياة".

"تحت نصيبي…"

في المقابل، يمرّ عيد العشاق والنائب سامر سعادة لم يجد بعد نصفه الآخر، فيقول: "وحيد أنا في هذا العيد، منذ أن دخلت البرلمان "هربت" الحسناوات منّي، في كل الأحوال لو كنت عاشقاً لم اكن لأنتظر 14 شباط لأحتفل، بل على العكس في نظري كلّ يوم تشرق فيه الشمس ونحن مع من نحبّ هو عيد".

أمّا عن الأسباب التي تحول دون التقائه بعد بشريكة حياته، فيجيب ضاحكاً: "بالتأكيد لست أنا المتطلّب بل اللبنانيات هنّ من يضعن على الشاب شروطا أقرب إلى أن تكون تعجيزية". ويتابع موضحاً: "الحياة العاطفية والشخصية تحتاج إلى التفرّغ وإعطاء الشريك الوقت الكافي، في حين يحتلّ نضالي السياسي قائمة انشغالاتي والوقوع في الغرام ليس من أولوياتي في الوقت الراهن".

في هذا الإطار، يلفت سعادة إلى ابرز المواصفات التي يبحث عنها في المرأة: "في الدرجة الأولى، أن تتفهّم طبيعة عملي وضغوطه، وفي الوقت عينه تخفّف عني بعيدا من "النكد" والتأفف والاهم من كل ذلك "تفهمني على الطاير"، وألّا تفارق الابتسامة وجهها".

ويبقى السؤال، بين "سعادة النائب" و"سعادة" الحبيبة، متى تحين "سعادة" اللبنانيّين؟ 

السابق
3333 دولاراً لأطول قبلة
التالي
صفي الدين: بعض الأنظمة العربية فشلت في رهانها بالنيل من مشروع المقاومة في المنطقة