البناء: رسالة موسكو لدمشق : غطاءٌ سياسي – أمنيّ حاسم

لم تكن زيارة عادية تلك الإطلالة الروسية المسؤولة على العاصمة السورية التي رحَّبت بضيفيها: وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف رسمياً وشعبياً بشكل لافت جمع الى التنظيم العفوية، والى الرؤيةِ السياسية الصدقَ والوفاء. وقد استرعى انتباه المراقبين أن الزيارة جاءت على خطّين متوازيَيْن: سياسي متصل بالاصلاحات وبالتبنّي الروسي الكامل لها وهو تمنٍّ يقطع الطريق على أي تدخل خارجي… وخط أمني عبّر عنه الحضور العلني لرئيس جهاز الاستخبارات الروسية من دون الكشف عن المضمون الدقيق لهذه الرسالة التي اعتبرت بمثابة غطاء أمني قويّ، تكامَلَ مع الغطاء السياسي الأقوى الذي جسّدته زيارة الوزير لافروف بعد المواقف الروسية البالغة الوضوح على المستوى الدولي بمختلف أشكاله، لكنّ أمراً واحداً لا ريب فيه وهو أن ثمة مواكبة روسية استثنائية للوضع السوري، وللمخاطر التي ينطوي عليها كشف الساحة السورية محلياً واقليمياً ودولياً، وهذا ما لا تقبل به روسيا الاتحادية مطلقاً، فضلاً عن القيادة السورية، والجيش والشعب الملتفين حولها.
فقد حملت زيارة لافروف وفرادكوف إلى دمشق أمس الكثير من المعاني والرسائل وأهمها أن القيادة الروسية تدعم المواقف السورية، وهي لن تغيّر من مواقفها وهو ما أكده لافروف للرئيس السوري بشار الأسد قائلاً: "أنتم تتحمّلون مسؤولياتكم وروسيا مستعدة لحل الأزمة السورية، ومواصلة الجهود والعمل مع قيادتكم لأجل ذلك.
وقد أكد الرئيس الأسد خلال اللقاء تصميم سورية على إنجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين، مبدياً ترحيبه بأي جهود تدعم الحل السوري للأزمة.
لذلك، فقد جاءت زيارة رئيس الدبلوماسية الروسية ومدير استخباراته، بمثابة صفعة جديدة للحلف الغربي والخليجي الذي يسعى إلى عزل سورية ومحاصرتها دولياً، بعد سقوط الرهانات على دفع مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يجيز التدخل الأجنبي في شؤونها.
وعلى الفور، وفي أول تعليق لها على الزيارة سارعت واشنطن عبر الناطقة باسم خارجيتها فيكتوريا نولاند إلى ما وصفته "التشكيك بوعود الرئيس الأسد للافروف" وانتقدت ما زعمت أنه "وعود جديدة بإجراء إصلاحات ديمقراطية".
ورغم ذلك، واصل الحلف الغربي ـ الخليجي حملته الحاقدة ضد سورية، من خلال اللجوء إلى استدعاء سفراء عواصم دول هذا التحالف في سورية بعد ساعات من قيام الإدارة الأميركية بسحب سفيرها من دمشق، في وقت لا يرى حكام هذه الدول ما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة من اعتداءات على المواطنين والقوى الأمنية ومن عمليات تخريب وتدمير للمنشآت العامة والحيوية الخاصة، بينما تضرب الهيستيريا مسؤولي هذه الدول بمجرد قيام القوى الأمنية السورية بأي خطوة لفرض الاستقرار ووضع حد لإرهاب المجموعات المسلحة، وهو بالتالي لن يسمع بما يجري من مفاوضات بين تركيا وسورية للإفراج عن 49 ضابطاً من المخابرات التركية أوقفتهم السلطات السورية وكانوا يعملون مع المجموعات المسلحة.
إفلاس أم بداية مرحلة جديدة؟
فهل هذا هو الإفلاس السياسي الكامل إلا من السفراء كورقة أخيرة، أم هو البداية في مرحلة جديدة من الاعتداء على سورية وحصارها والعمل على هزها من خارج مجلس الأمن، كما قال بعض من يستهدفها اليوم وفي مقدمهم الرئيس ساركوزي ولفيفه الأوروبي الغربي مضافا إليه الذيول الخليجية التي تطيع الأمر الأميركي حتى قبل أن تسمعه، أم أن حسابات ما بعد الإخفاق قادت الخليجيين منهم على الأقل إلى التفكير بأن سحر الساحر يمكن أن ينقلب عليه في المرحلة المقبلة، مثلما قادت الخبيث جيفري فيلتمان إلى الإعلان عن وصوله قريبا جدا إلى لبنان في مهمة مستعجلة، خاصة بعدما رأوا جميعا وبأم العين ملايين السوريين في كل المحافظات والمدن السورية يخرجون لاستقبال لافروف وفرادكوف وشكر روسيا والصين على وقفتهما إلى جانب وطنهم، وبعدما أدرج الدوما الروسي وثيقة رسمية للنقاش والتصويت قريبا تعتبر أن أي تغيير في سورية يجب أن يكون بيد السوريين حصرا من دون غيرهم .. فضلا عما قاله لافروف بعد لقائه الرئيس الأسد وبعدما ثبتت الخارجية الصينية موقفها نهائيا، تلك هي الأسئلة المتدحرجة في الشارع السوري اليوم بانتظار أيام مقبلة تحمل إجابات؟؟
لقاء الأسد ـ لافروف
وكان لافروف استهل اللقاء مع الرئيس الأسد بالقول وفق ما نقلت وكالة الأنباء الروسية: "على قادة الدول أن يتحملوا مسؤولياتهم" مضيفاً وهو يتوجه إلى الأسد "أنتم تتحمّلون مسؤولياتكم" مبدياً أمله أن "تعيش الدول العربية في سلام ووفاق".  الرئيس الأسد يؤكد على إنجاز الحوار
وقد أكد الرئيس الأسد، من ناحيته، تصميم سورية على إنجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين.
وذكرت وكالة "سانا" ان الرئيس الأسد عرض خلال اللقاء مجريات الأحداث في سورية والبرامج الزمنية للإصلاحات الجارية، بعد إقرار القوانين الناظمة لها وطبيعة الإرهاب الذي يمارس ضد المواطن السوري ومؤسسات الدولة، من قبل المجموعات المسلحة المدعومة من قبل أطراف خارجية.
وشكر الرئيس الأسد باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها في مجلس الأمن الدولي وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الإملاءات التي تمارسها بعض دول هذا المجلس، والتي لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري ورؤيته لتحقيق الإصلاحات في البيت السوري الداخلي من دون تدخل خارجي
وقال الرئيس الأسد ان "سورية رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للأزمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التي أقرت في الثاني من شهر تشرين الثاني للعام الماضي، وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب، بالرغم من عرقلة بعض الأطراف العربية لعمل البعثة"، مجددا استعداد سورية للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في سورية.
لافروف: لمواصلة جهود الحل
وفي ختام اللقاء أوضح لافروف "أن الروس مستعدون لحل الأزمة السورية وفق موقفهم من المبادرة العربية".
ولفت لافروف إلى أن الرئيس الاسد أكد له أنه ملتزم بوقف العنف من جميع الجوانب وأنه ملتزم بالإصلاح.
وشدد على "اننا نعتقد ونؤمن بضرورة مواصلة الجهود الرامية الى وصول الى حل للأزمة السورية، والجانب الروسي ينوي مواصلة العمل مع القيادة السورية"، مؤكدا أن "سورية تحتاج الى السلام ويجب التوصل الى اتفاق بعيدا من اي تدخل خارجي".
ووصف لافروف محادثاته مع الجانب السوري بـ "المفيدة جدا". لافتاً إلى ان الرئيس الأسد اكد ارادته بالحوار مع الجميع، مشيرا الى ان كل الذين يرفضون الحوار عليهم ان ينضموا اليه.
وأعرب عن اعتقاد بلاده أنه من الضروري الحفاظ على بعثة المراقبين وتوسيعها ما يشكل عاملا جديا مهمّاً.
وشدد على ضرورة مراقبة المساعي الرامية لمنع العنف مهما كان مصدره من أي طرف كان مع ضرورة تفعيل الحوار بمشاركة كل السوريين والحكومة وكل المجموعات وبمساعدة من قبل جامعة الدول العربية.
وقال: ذكرنا لنظرائنا السوريين ما ورد في الرسالة التي كان بعث بها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى الرئيس الأسد حول ضرورة تسريع الإصلاحات السياسية في سورية التي نضجت منذ زمن، ودعونا في هذا الإطار إلى إجراء إصلاح دستوري في أسرع وقت ممكن، وقد أكد الرئيس الأسد لنا أنه في أسرع وقت ممكن سوف يستقبل اللجنة المكلفة بإعداد دستور جديد وبعد تسليمه بصورة رسمية يحدد تواريخ لإجراء استفتاء حول هذا الدستور الجديد ذي الأهمية القصوى، وفي ما بعد سوف تجري الانتخابات العامة بمشاركة الكثير من الأحزاب التي شكلت بموجب قانون الأحزاب الجديد، وستجري هذه الانتخابات على أساس الدستور الجديد ولن تكون هناك خلال عملية التصويت أي امتيازات لحزب ما بما في ذلك حزب البعث.
ورافق لافروف وفرادكوف إلى دمشق كل من ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية وفلاديمير زيماكوف، نائب رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي وسيرغي فيرشينين مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية وعظمة الله كولمحمدوف سفير روسيا في دمشق.
الخارجية الروسية
ومساءً، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الرئيس الأسد أبدى استعداده لإرسال وفد حكومي لإجراء محادثات مع المعارضة السورية في العاصمة الروسية موسكو.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن الخارجية أن الرئيس الأسد "أبدى تفهماً ودعماً للتوجهات الروسية مؤكداً استعداده لإرسال وفد حكومي لاجتماع مشترك بين السوريين في موسكو".
وذكر البيان أن الوضع في سورية كان محط نقاش بين الرئيس الأسد والوزير لافروف، ومدير جهاز الاستخبارات فرادكوف، وجددت موسكو تأكيدها على سياستها تجاه تسهيل تسوية سلمية للأزمة الراهنة في سورية من قبل السوريين أنفسهم، ومن دون تدخل خارجي وبكامل احترام للسيادة السورية.
وأشار الى أنه "جرى التأكيد على أهمية التواصل البنّاء بين سورية وجامعة الدول العربية على هذا الأساس".
وقالت الوزارة إن المشاركين في الاجتماع "شددوا على أهمية وقف العنف فوراً، من أي جانب كان، والبدء بحوار وطني شامل، وإجراء إصلاحات ديمقراطية عاجلة في أقرب وقت ممكن".
ومسيرات لاستقبال لافروف
وقد ترافقت زيارة الوزير لافروف مع مسيرات مليونية في كل من دمشق وحلب ومدن أخرى لشكر روسيا على مواقفها الداعمة لسورية، وقد حملت حشود المواطنين الأعلام الروسية والصينية والسورية على جانبي الطريق المؤدي إلى قصر الشعب مرحبة، ما أعاق موكب لافروف الرسمي الذي واصل إلقاء التحية للمواطنين السوريين.
تصعيد أميركي ـ غربي
ومن مندوبنا في دمشق خالد الأشهب أنه وغداة فشل مشروع القرار الغربي ـ العربي ضد سورية، تحركت الإدارة الأميركية باتجاه عدد من الدول لعلها، ترسم فصلاً جديداً من فصول المؤامرة على سورية، وكشفت مصادر دبلوماسية في العاصمة الأميركية، أن وزارة الخارجية والمخابرات المركزية ومجلس الأمن القومي، هذه الجهات أرسلت موفدين لها إلى كل من "إسرائيل" ولبنان وتركيا والسعودية للتشاور بشأن الوضع في سورية، والاتفاق على خطوات تصعيدية ضد الشعب السوري، من بينها، مواصلة سفك الدماء والتخريب وقصف المنشآت والمرافق العامة، وتكثيف حملات التجييش الإعلامي ضد القيادة السورية، وتأمين منافذ ومعابر لتهريب السلاح، واستدراج عناصر من المرتزقة للعمل في الساحة السورية.
وقالت المصادر إن فيلتمان مساعد وزير الخارجية الأميركية برفقة ضابط مخابرات أميركي طلب منهما التوجه إلى بيروت للقاء وكلائها في الساحة اللبنانية أملاً بخطوات تصعيد ضد سورية، وأشارت المصادر إلى أن هناك خشية من تعليمات أميركية منسقة مع "إسرائيل" لافتعال فتن في لبنان، وتحت غطائها يجري تهريب الإرهابيين والسلاح إلى داخل الأراضي السورية.

والصين تتحرك للحل
في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو ويمين أن الصين سترسل دبلوماسيين لزيارة عدد من الدول في المستقبل القريب، وسوف تستمر في لعب دور بنّاء في الترويج للتسوية السياسية للأزمة في سورية.
وأكد ليو أن "الصين لطالما أكدت أن على كل الأطراف في سورية أن تنبذ العنف وتحل مشاكلها عبر الحوار والتنسيق بغية تخفيف حدة التوتر في المنطقة".
مفاوضات بين سورية وتركيا
لإطلاق 49 ضابطاً تركياً!
وبالتزامن مع التطورات المتصلة بالوضع في سورية، كشفت إذاعة "الشام. اف. ام" أن سورية وتركيا بدأتا مفاوضات من أجل الإفراج عن 49 ضابطاً من المخابرات التركية كانوا يعملون في السر قبل أن توقفهم السلطات السورية.
وأوضحت الإذاعة أن سورية وضعت ثلاثة شروط للإفراج عن الضباط: إجراء تبادل بين الضباط الأتراك وعناصر ما يسمى "الجيش السوري الحر" التزام تركيا بوضع حد لتسلل عناصر الجيش السوري الحر إلى الأراضي السورية عبر الحدود التركية، توقف تركيا من تدريب ما يسمى "قوات الجيش السوري الحر". كما اشترطت دمشق أن تكون إيران "الشاهد على الاتفاق بين الجانبين".
وهذا التطور المهم يكشف حقيقة الدور الذي تلعبه ليس فقط تركيا، بل أيضاً بعض العواصم الغربية ودول الخليج في دعم العصابات المسلحة، وفي المعلومات أيضاً "أن هناك ضباط مخابرات تابعين لكل من السعودية وقطر جرى توقيفهم في سورية، وكانوا يعملون مع المجموعات المسلحة".
الغرب يسحب سفراءه من سورية؟
في هذا الوقت، تستمر المواقف الهستيرية من جانب العواصم الغربية ضد سورية، في ضوء سقوط مراهنات هذه الدول على تمرير مشروع مشبوه في مجلس الأمن يجيز التدخل الأجنبي.
وقد لجأ عدد من الدول الغربية بينها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا واسبانيا وألمانيا إلى استدعاء سفرائها في سورية للتشاور في سياق محاولات ابتزاز سورية.
كذلك، ترأس رئيس الحكومة البريطانية دايفيد كاميرون اجتماعاً لمجلس الأمن القومي البريطاني لبحث الوضع في سورية، في ضوء تقرير قدمه وزير خارجيته وليام هيغ عما حصل في مجلس الأمن!
وبعد ساعات من قيام الإدارة الأميركية سحب سفيرها من دمشق وإغلاق سفارتها، دعا السيناتور الأميركي جون ماكين إدارته إلى "بحث فكرة تسليح المعارضة السورية".
… ودول الخليج تسحب سفراءها!
وفي خطوة مماثلة، تتناغم مع الحملة الأميركية والغربية عمدت دول "مجلس التعاون الخليجي" إلى سحب سفرائها من سورية وطلبت من سفراء سورية مغادرة أراضي هذه الدول ما يؤكد تورط حكام الخليج في المؤامرة الأميركية على سورية.
وفي المقابل، أعلن وزير الدفاع والداخلية الكويتي أحمد الحمود الجابر الصباح "أن السوريين الذين اقتحموا سفارة بلادهم لدى الكويت تم ضبطهم وإحالتهم إلى أمن الدولة ستوفر لهم جميع الضمانات لمحاكمتهم، وسيتم بعد صدور الأحكام بشأنهم إبعادهم عن البلاد إلى الجهة التي يختارونها.
كذلك دعت الممثلة العليا للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى ما وصفته "تنحي الرئيس الأسد لإفساح المجال أمام عملية انتقال السلطة".
ومن جهتها، أعلنت الخارجية الأسترالية أن حكومتها ستوسع العقوبات ضد سورية "لتشمل مسؤولين إضافيين ومؤسسات جديدة"!.
إيران ترد على "الإخوان المسلمين"
إلى ذلك، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست الذي يزور دمشق لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في إطار التنسيق المتواصل بين البلدين أي تدخل لبلاده في سورية، رافضاً اتهامات تنظيم "الإخوان المسلمين" في سورية المعارض، الذي هاجم روسيا والصين ومعهما إيران على مواقفهم من سورية.
وحذر مهمانبرست من أن تدخل أي دول أخرى يشكل خطراً على استقرار سورية وأمنها، مشيداً بموسكو وبكين لاستخدامهما الفيتو ضد قرار مجلس الأمن.
وكان نائب المراقب العام "للإخوان" المدعو فاروق طيفور حمل على سياسة روسيا والصين وإيران تجاه سورية.  

السابق
الاستياء من وزير
التالي
تشكيك بـ؟؟؟