هل يعود الحريري على العصا في 14 آذار.. وكيف سيجمع جمهوره؟

يُفترض أن يتسلم الرئيس سعد الحريري في باريس نهاية هذا الأسبوع المسودّة النهائية لوثيقة "تحديات الربيع العربي" التي عملت عليها مدى أسابيع مجموعة من المسؤولين السياسيين والمفكرين والكتّاب في "تيار المستقبل"، بإشراف الرئيس فؤاد السنيورة الذي أصبحت المسودّة في عهدته.. وتتضمن الوثيقة تشخيصاً للمرحلة الحالية في العالم العربي وسوريا ولبنان والمرحلة المقبلة، وتحدد الخطاب الذي يجب اعتماده، وما يجدر التمسك به في هذا الخطاب. كذلك توضح بعض القضايا التي قد تولّد إلتباسات، مثل ا"القضاء المستقل"، و"الدولة المدنية" وما تعنيه والموقف منها، والبنود التي لم تطبق بعد من اتفاق الطائف مثل مجلس الشيوخ والظروف التي يستلزمها إنشاؤه وفي طليعتها انتخاب مجلس نواب محرّر من القيد الطائفي.. وتفرد بنوداً لإدارة العلاقات داخل قوى 14 آذار ولتفعيل دورها وأدائها وبنيانها بصفتها جبهة سياسية ورأياً عاماً في آن واحد. كذلك تتناول إدارة العلاقات مع الثورات العربية والأنظمة الديموقراطية الجديدة التي تولد منها باعتبار لبنان جزءاً لا يتجزأ منها، إلى رؤية إقتصادية ومالية للبنان وقضايا أخرى عالجها المؤتمر التأسيسي لـ"تيار المستقبل" وتحتاج إلى تطوير..

وهكذا صار سعد الحريري متكئاً على "العصا". أصلاً قوى الرابع عشر من آذار، اتكأت قبله على العكاز: "عَوَز" ماليّ، ضعف بنيويّ، ترهّل جماهيريّ، تشتت خطابيّ، يُتم إقليميّ ودوليّ. قبل تاريخ الرابع عشر من آذار، سيضطر "قائد المزقزقين" إلىإقفال جهاز "الماكينتوش" المحبب إلى قلبه، بعد الخروج مؤقتاً من حسابه الخاص على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، وتوضيب حقائب السفر… للهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي… وطبعاً على متن طائرة خاصة، يجزم المخولون النطق باسمه في بيروت. إذاً قرار العودة شبه محسوم، برغم الوعكة الصحيّة التي ألمّت بـ"الشيخ". هذا هو لسان حال رئيس الحكومة السابق نفسه وهو يردده على مسامع "المزقزقين" من حوله، كل ليلة تقريباً. لم تعد هناك أية حجج لبقاء "الزعيم الأزرق" غائبا عن جمهوره.. المخاوف الأمنية التي سجنته في قصور الرياض وباريس ومنتجعات الألب، قد تحول أيضاً دون إبرازه عضلاته الجماهيرية لحظة تطأ قدماه أرض الوطن… إلا إذا استعار ثياب "سانتا كلوز" وقرر توزيع الهدايا والمساعدات من لحظة نزول طائرته الخاصة على المدرج البيروتي. هي المخاوف ذاتها التي دفعت فريقه السياسي إلى غربلة كل السيناريوهات الممكنة للاحتفال بالذكرى السنوية لليوم الرابع عشر بنسختيه الشباطية والآذارية: هل نخاطر بفلش جمهورنا في الشارع؟ هل بمقدورنا تحمّل كلفة أي اشتباك على الأرض؟ ماذا لو لم تنفع كل خدع "الزوم إن"؟..

وتوقعت أوساط قريبة من "تيار المستقبل" لـ"السياسة الكويتية" مشاركة النائب وليد جنبلاط في الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في 14 فبراير المقبل، مشيرة إلى أن جنبلاط حريص أن يكون موجوداً في مناسبة غالية عليه، بالنظر إلى العلاقات المميزة التي كانت تجمعه بالرئيس الشهيد وبعائلته. ولفتت إلى أن جنبلاط بعث إشارات إيجابية لجهة إمكانية مشاركته في هذه الذكرى، سواء بحضوره شخصياً، أو من خلال تمثيله بوفد رفيع من "جبهة النضال الوطني" و"الحزب التقدمي الاشتراكي".
  

السابق
لو يسكن باسيل في المنصورية!
التالي
اتفاقية صداقة وتعاون بين الجمعية الوطنية الايطالية واتحاد بلديات جبل عامل.