يحاول رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط من خلال تحركاته الأخيرة، النأي بالساحة الداخلية اللبنانية عن تطورات سوريا، لأن هذه التطورات يبدو انها تتخذ طابعا دراماتيكيا له علاقة بنشوء واقع معيّن، هذا ما أعلنه مصدر مطلع لـ"المركزية، قائلا: "من المهم أن ينأى لبنان بنفسه عن الموضوع السوري".
واشار المصدر الى ان اجتماع العشاء الاسبوع الفائت في منزل وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي بين الحزب "التقدمي الاشتراكي" و"حزب الله" كانت نتائجه جيدة، حيث أن "حزب الله" بدا مقتنعا بأن الموضوع السوري يجب ألا يسبب توترا على الساحة اللبنانية، والا ينعكس سلبا عليها، مشيرا الى ان الطرفين اتفقا على العمل على قاعدة احترام الخلاف في المواقف فيما خص الموضوع السوري.
ولفت المصدر نفسه الى "أن موقف جنبلاط منذ البداية تدرج مع تطور الأوضاع في سوريا، حيث كان معوّلا في البداية على ان هذا النظام يستطيع احتواء الأزمة وانشاء عملية اصلاحية في الداخل، ليتبين لاحقا انه لم يتخل عن المقاربة الأمنية، ولم يقم بخطوات جدية باتجاه استيعاب الاوضاع وتحمّله مسؤولية الأمن والاصلاح في الداخل". واعتبر أنه عندما دخلت المبادرة العربية أظهر النظام ايضا عدم جدية في تطبيقها، كما بدا عاجزا عن الاصلاح، مشيراً الى أن ما يحصل في سوريا ليس مسألة اختلاف ما بين اقليات وأكثريات ولا يتخذ طابع النزاع المذهبي او الطائفي، ولافتا الى أن ممارسات النظام وعدم قدرته على المبادرة الجدية للاصلاح يقفلان الابواب أمام الحلول لعودة الاستقرار.
