الانباء: زحمة زوار في بيروت تحرك أكثر من ملف محلي وإقليمي: مون يدعو الأسد لوقف القتل وأوغلو يجول على القيادات

زحمة الزوار في لبنان حركت اكثر من ملف محلي وإقليمي في آن واحد، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زار الجنوب على وقع قلقه من سلاح حزب الله، ووجه رسائل مباشرة الى الرئيس السوري بشار الأسد قبل ان يفتتح في بيروت امس الأحد المؤتمر الاقليمي عن الديموقراطية في العالم العربي ويغادر وأحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركية حيث طغت التطورات السورية على زيارته اللبنانية، ولئن أضاف الى مباحثاته السياسية بركة رجال الدين.

وفي افتتاح الرئيس نجيب ميقاتي والأمين العام للأمم المتحدة مؤتمر «الإصلاح والانتقال الى الديموقراطية في العالم العربي» في فندق فنيسيا صباح امس، اكد ميقاتي تمسك لبنان بضرورة تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته مع التمسك بحق لبنان في تحرير ارضه بكل الوسائل المتاحة. وقال اننا نتطلع الى ان تكون الأمم المتحدة اكثر عدالة في اصدار القرارات الدولية وفرض تطبيقها ولنا في التجربة مع اسرائيل خير دليل، وهي التي لاتزال تحتل جزءا من أرضنا وتنتهك سيادتنا على مرأى من العالم.

وأضاف: ان الديموقراطية باتت خيار الشعوب الأمثل، وهي لا تقوم الا من خلال تغيير الذهنية لمتابعة التطورات الحاصلة في اطار الحكم الصالح ومحاسبة الفساد.

بدوره، بان كي مون اعتبر في كلمته بالمؤتمر ان الحوادث الكبيرة التي حصلت السنة الماضية هي قصة يكتبها الشعب، داعيا الى المساعدة من أجل كتابة الفصل الثاني منها.

وتوجه بان كي مون الى الرئيس السوري بشار الأسد بالقول: أوقف العنف وقتل شعبك وطريق القمع مسدود، ورياح التغيير التي بدأت في تونس لن تتوقف.

واعتبر ان الوقت قد حان ليسقط تسلط شخص واحد، مؤكدا عدم وجود امكانية لوجود حكم الشخص الواحد والعائلة الواحدة، ولافتا الى ان الديموقراطية ليست بالأمر السهل وهي تحتاج الى وقت والأنظمة الجديدة يجب ان تحمي حقوق الأقليات.

وبعد الظهر غادر كي مون والوفد المرافق بيروت الى أبوظبي، وكان في وداعه وزير التربية حسان دياب ممثلا الرئيس ميقاتي وممثلون عن الخارجية والأمم المتحدة.

من ناحيته، الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى دعا على هامش مشاركته بمؤتمر الاصلاح والانتقال الى الديموقراطية في بيروت الى التشاور بشأن اقتراح ارسال قوات عربية الى سورية، واصفا هذا الاقتراح بالمهم جدا.

وردا على سؤال عن رأيه في سحب المراقبين العرب من سورية رأى عمرو موسى ان المسألة تتوقف على تقارير بعثة الجامعة العربية، مشيرا الى ان الوضع في سورية خطير، وان الوقوف او محاولة الوقوف بوجه هذه المرحلة لن تنجح.

في غضون ذلك واصل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو زيارته للبنان وقد التقى الرئيس فؤاد السنيورة في «بيت الوسط» حيث مقر الرئيس سعد الحريري ولاحقا التقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وبعدهما التقى النائب وليد جنبلاط ومن ثم زار المطران إلياس عودة وزار الرئيس امين الجميل وقال في تصريح له ان ما يجري في سورية غير مقبول.

وكان اوغلو التقى رئيس كتلة الوفاء المقاومة النائب محمد رعد في مقره وبحث معه الوضع في سورية، وعقد مساء السبت اجتماعا مع بان كي مون بحث خلاله الوضع في سورية وايران وقبرص.

عضو 14 آذار ميشال معوض قال ان الامين العام للامم المتحدة اتى برسالة واضحة للمساهمة في تأمين شبكة امان للبنان حتى لا يصبح جزءا من الصراع الاقليمي من خلال الاعتداء على اليونيفيل وصولا الى المحاولات التقليدية لاستغلال الجنوب عبر اطلاق الصواريخ ومحاولات زرع الفتنة في الداخل اللبناني.

ولاحظ معوض ان هناك مصلحة سورية واضحة لاستعمال لبنان كالعادة صندوق بريد للرسائل الاقليمية والدولية وهناك مصلحة واضحة لبنانية بعدم الانجرار الى هذه اللعبة.

وقال معوض ان زيارة الأمين العام جد اساسية لمعنى الاستقرار في لبنان لقد عبر عن قلقه تجاه عدم تنفيذ القرار 1559 فعليا وعدم التقدم بموضوع السلاح غير الشرعي ما يعني ان الدولة هي عنوان «الاستقرار والخطر آت من السلاح غير الشرعي» وكذلك حديثه عن العدالة والمحكمة الدولية وهنا يكون قد اغلق النقاش سلفا على موضوعي تجديد البروتوكول مع المحكمة وتعديل او عدم تعديل البروتوكول وربط النقاش حول مدة الانتداب الجديد، وليس حول الانتداب بذاته وحسم الموقف حول طريقة التعاطي مع السوريين الهاربين الى لبنان وعدم تحويل الحكومة اللبنانية الى حكومة رديفة للنظام السوري.

ولاحظ معوض انه في ضوء تمويل المحكمة الدولية ان الضغط الداخلي والدولي فرض على الحكومة ذلك، أما تهديد الرئيس ميقاتي بالاستقالة فلم يكن وحده السبب، ميقاتي لم يأت الى رئاسة الحكومة ليستقيل لكنه رأى ان الواقع الداخلي ووقوف 14 آذار بشدة الى جانب التمويل خلق له الاحراج في شارعه السياسي وبالتالي فإن عدم التمويل يمثل انتحارا سياسيا له. 

السابق
الحياة: مستشار أوغلو: تركيا إلى جانب الناس وإيران جارة مهمة وإن كانت نظرتنا مختلفة
التالي
الراي: معركة صامتة في لبنان بين ميقاتي وحزب الله