جاءكم الذئب

قال لي صديقي الآتي من واشنطن: انتم هنا لا تعرفون ماذا يجري بعيداً عن مياه الشاطئ.
كنت قد استرسلت في شرح وجهة نظري حول الوضع الإقليمي والتطورات المحتملة جراء ما يجري في إيران والعراق وسوريا، لكن أعصاب صديقي خانته فطلب مني السكوت.
قال: هل تعتقد ان أميركا تشتغل عندكم أم انك تفترض ان أوروبا تعمل خادمة عند الأميركيين؟ يا ابني الدنيا مصالح ولا وقت فيها للعواطف ولأغاني فريد الأطرش.
أضاف: نعم أميركا تريد إسقاط جميع أنظمة الشرق الأوسط ولكنها أولاً وآخِراً تريد النفط وتريد حماية إسرائيل.

حاولت المكابرة فقلت ان هذه معلومات شائعة والهدف منها التقليل من إرادة الشعوب العربية الثائرة فأجابني: انت تخلط بين الأمرين.
تطلع في عينيّ وقال: ان تثور أو لا تثور هذا لا يهم الغرب، المهم ان لا تتضرر مصالح الدول الكبرى. نعم ثمة أنظمة في منطقتنا استبدادية وديكتاتورية ولكن الغرب كان يرعاها.
قال: هل تصدق ما يجري حول مضيق هرمز وهل تعتقد حقاً ان الحرب ستقوم هناك؟ انت واهم. يجب ان تعلم ان واشنطن تستفيد من نزق إيران لإخافة العرب ولبيعهم المزيد من السلاح.
لم تغب نظرة الشك من عينيّ وإذ لاحظها قال: لقد سحبت أميركا جيوشها ولكنها تعمل على تفتيت المنطقة والأنظمة الاستبدادية تساعدها في ذلك من خلال القتل
والقهر.

قال: الغرب سيجلس ليتفرج ولعله سعيد بأن يرى هذه الأنظمة تتهاوى من الداخل ومن دون تدخل خارجي مكلف.
قلت بصوت متقطع: ماذا ترى؟ قال: من مصلحة الشعوب إسقاط الاستبداد والى ان تقوم دول ديموقراطية وعادلة سيرتاح الغرب منا وسينعم بخيراتنا.
قلت: وهذا ما جنته الأنظمة الاستبدادية.. قال: بلاد العرب أوطاني.
  

السابق
علامات استفهام !!!
التالي
الانوار: الحكومة ترتاح من مشاكلها المحلية وتنشغل بالمواضيع الدولية