الانباء: عاصفة الطقس بددت العواصف السياسية في لبنان ووزير الدفاع يتقدم باقتراح ملغوم بالتمديد لقائد الجيش

عاصفة الطقس أطلت على لبنان عصر امس، وهي مستمرة بريحها وزمهريرها وثلوجها حتى مساء الجمعة، فيما استكانت عاصفة السياسية، مع إخراج ملفات التعيينات وتصحيح الأجور من التداول مؤقتا، لعدة أسباب أوجهها ضرورة الإفساح لكبار المسؤولين اللبنانيين لإجراء المباحثات الهادئة والمناسبة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومبعوثه الى المنطقة تيري رود لارسن اللذين سيصلان الى بيروت غدا، ويغادران الأحد.

ويبدو، وفق مصادر نيابية لـ «الأنباء»، ان مختلف الأطراف اللبنانية المتشابكة بحاجة الى استراحة لسبب إضافي يتمثل في الوقوف على آخر تطورات الأوضاع السورية في ضوء الخطاب التصعيدي الأخير للرئيس بشار الأسد.

وعلى هذا فقد انسحب مفهوم الاستراحة على جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، التي تحولت الى جلسة عادية بعد سحب الملفات منها، لاسيما ما يتعلق بالتعيينات وتصحيح الأجور، التي حضرت فقط في كلمتي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي زاد على ذلك بالدعوة الى تنشيط العمل الحكومي، خصوصا على صعيد التعيينات والموازنة العامة.

سحب التشكيلات

من جهته، وزير الخارجية عدنان منصور أوضح بعد الجلسة انه طلب شخصيا سحب البنود المتعلقة بالتعيينات بانتظار إنجاز كل التشكيلات الديبلوماسية التي ستصدر في سلة واحدة الأسبوع المقبل حسب توقعاته، وفي الغضون نفسها أنهى منصور القطيعة الرسمية اللبنانية مع ليبيا منذ عقود وتوجه الى ليبيا امس في مهمة تتعلق بالبحث عن مصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الذين ضاع أثرهم اثر زيارة لليبيا بناء على دعوة العقيد معمر القذافي عام 1978.

وكان رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط أعلن عدم موافقته على التشكيلات الديبلوماسية التي أعدها الوزير منصور والتي تساوي بين الملحقين المغتربين والديبلوماسيين، حاصرا الأمر بالطائفة الدرزية.

وقال جنبلاط لصحيفة «الأخبار» انه يؤكد على ضرورة بقاء الحكومة الحالية، مشيرا الى انها جنبت البلد الفتنة والفراغ، مشددا على متانة العلاقة التي تربطه بالرئيس نجيب ميقاتي.

وعلى عكس جنبلاط، فإن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع رأى ان افضل ما يمكن ان تفعله حكومة ميقاتي هو ترك المجال لحكومة تكنوقراط تهتم بشؤون الناس وبعيدا عن التجاذبات السياسية وبعيدا عن المحاصصة والحصص وعن الحقد وعن اللعبة السياسية الخارجية.

ومثله الوزير السابق جان اوغاسبيان عضو كتلة المستقبل الذي وصف الحكومة بالعاجزة، ودعا الى استقالتها وتشكيل حكومة اخرى قد تكون حكومة تناقضات لكنها رغم ذلك تبقى الافضل.

في هذا الوقت، اضيف الى المشهد اللبناني صورة مبكرة لرئاسة الجمهورية عبر الكشف عن اقتراح اعده وزير الدفاع فايز غصن ويقضي بتمديد ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي التي تنتهي في سبتمبر 2013 مدة سنتين.

وتناولت صحيفة «الاخبار» القريبة من حزب الله هذا الاقتراح بتوسع، عكس رغبة جهات ما في طرح الموضوع الرئاسي منذ اليوم، علما انه لايزال امام الرئيس سليمان سنتان في بعبدا.

منشأ الاستغراب والتساؤل هو ان صاحب الاقتراح ينتمي الى كتلة المردة التي تعتبر الرئيس سليمان فرنجية مرشحا حكميا لرئاسة الجمهورية، كما تنتمي الى تكتل التغيير والاصلاح الذي يعتبر رئيسه ميشال عون انه المارون الأحق برئاسة الجمهورية.

فتح مبكر لملف مقفل

من هنا، تقول مصادر مطلعة لـ «الأنباء» ان اقتراح الوزير غصن الآن يشكل فتحا مبكرا وفي غير اوانه لموضوع رئاسة الجمهورية، علما ان ظروف التمديد للعماد اميل لحود في قيادة الجيش قبل انتخابه رئيسا مختلفة.

وكشفت المصادر عن وجود مشروع قيد التداول في وزارة الدفاع ولدى قيادة الجيش يهدف الى استحداث رتبة عميد اول في هيكلية الجيش اللبناني، بحيث اذا كانت خدمة العميد تنتهي في سن 58 عاما تضاف سنة الى رتبة عميد اول (59) ويصبح اللواء متقاعدا عند سن الـ 60 والعماد الى 61 او 62 سنة.

واضاف المصدر ان هذا يتطلب تعديلا في قانون الدفاع، وهذا التعديل ليس استثنائيا انما دائما، وهذه الفكرة طرحت منذ سنوات وهي ليست مطروحة بإلحاح الآن، وليست محصورة بالقائد الحالي العماد جان قهوجي. محاولة لحرق ورقة القائد مصادر اخرى ابلغت «الأنباء» ان مثل هذا الكلام عن التمديد لقائد الجيش كي يستمر في موقعه ريثما يحين موعد انتخابات رئاسة الجمهورية ليس بمصلحة العماد قهوجي، وهو يشكل نوعا من محاولة لحرق ورقته الرئاسية منذ الآن، خصوصا ان من طرح الفكرة يدرك ان تيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط، اي المعارضة والوسطية، لا يرحبان بإدخال تعديلات على نظام التقاعد في الجيش او على هيكليته.
  

السابق
الحياة: شورى الدولة يستبق لجنة المؤشر ويقبل مشروع نحاس للأجور بشروط
التالي
بين الجامعة وواشنطن والاتحاد الاوروبي وتركيا… من الكذاب في ملف سورية؟