إعادة انتخاب أوباما..مضمونة

وسط كل ما يثار حول تراجع شعبية اوباما والاوضاع الاقتصادية الصعبة في الولايات المتحدة والسباق الجمهوري لانتخابات الرئاسة، اصدر البروفيسور آلان ليشتمان توقعاته المتعلقة بنتائج انتخابات نوفمبر 2012.
ومن المعروف ان توقعاته مبنية على صيغة تمكن من تطويرها عام 1980 بالتعاون مع عالم فيزياء روسي كان متخصصا في خلق النماذج المستخدمة للتنبؤ بالزلازل، وكان نهجهما يقوم على تحليل شامل للقوى التي تصوغ المشهد السياسي في كل انتخابات رئاسية اميركية منذ عام 1860 وحتى 1980 وتمكنا من هذه التجربة من تطوير نموذجهما الخاص للتنبؤ بنتائج الانتخابات، وظل ليشتمان يستخدم هذا النموذج مذ ذاك، وتمكن من التنبؤ الصحيح بنتائج انتخابات الرئاسة في كل مرة من عام 1984 وحتى عام 2008.
وبدلاً من النظر الى ارقام الاقتراع التي تلقي نظرة لحظية على الرأي العام، اعتمد ليشتمان على تحليل الاتجاهات الصغيرة في الاقتصاد والمجتمع التي يمكنها تغيير المشهد السياسي، وقد حدد ثلاثة عشر مؤشراً اطلق عليها «المفاتيح الثلاثة عشر للرئاسة» ويرى ليشتمان انه اذا تمكن الحزب الحاكم من الحصول على ثمانية مفاتيح فسوف يضمن الفوز، اما اقل من ذلك فإنه سيمنى بالهزيمة.
اما الثلاثة عشر مفتاحا فهي كالاتي:
 1 ــ التفويض الممنوح للحزب الحاكم، ففي انتخابات الكونغرس الاخيرة زاد الحزب الحاكم عدد مقاعده في مجلس النواب.
2 ــ سباق الانتخابات التمهيدية، لا توجد منافسة حقيقية للحزب الذي يتولى منصب الرئاسة.
3 ــ تولي المنصب: مرشح الحزب الذي يتولى السلطة هو الرئيس.
4 ــ الحزب الثالث: لا يوجد تحد حقيقي من حزب ثالث وهو ما يمكن رؤيته في انتخابات 1992 التي خاض فيها المرشح المستقل روس بيروث الانتخابات وحصل على 19 في المائة من الاصوات وساعد كلينتون على إلحاق الهزيمة ببوش.
5 – الاقتصاد في المدى القصير، الاقتصاد حاليا ليس في ركود.
6 – الاقتصاد في المدى الطويل، ان يكون النمو الاقتصادي السنوي للفرد مساوياً أو يزيد عن نمو الولايتين السابقتين للرئاسة.
7 – التغيير السياسي، الإدارة الراهنة تحدث التغييرات الرئيسية في السياسة القومية.
8 – الاضطراب الاجتماعي، ليس هناك اضطرابات اجتماعية متواصلة مثل احتجاجات الحقوق المدنية أو تلك التي اندلعت ضد حرب فيتنام.
9 – الفضائح، ألا تتورط الادارة الحالية في فضيحة كبرى مثل ووترغيت.
10 – فشل على مستوى السياسية الخارجية أو القوة العسكرية، ألا تمنى الإدارة الراهنة بفشل كبير على المستوى السياسي أو العسكري مثل حرب فيتنام أو أزمة الرهائن في إيران عام 1980.
11 – النجاح على المستوى الخارجي أو العسكري، ان تحرز الإدارة الراهنة نجاحا كبيرا على المستوى العسكري أو السياسية الخارجية كالانتصار في الحرب العالمية الثانية.
12 – كاريزما مرشح الحزب الحاكم، ان يتميز مرشح الحزب الذي يتولى السلطة بالكاريزما أو يكون بطلا قوميا مثل ايزنهاور 1952 أو اوباما 2008.
13 – كاريزما المنافس، ألا يمتلك مرشح الحزب المنافس الكاريزما او انه ليس بطلا قوميا، كما في حالة رونالد ريغان عام 1980.
ويعتقد ليشتمان ان المفاتيح الثلاثة التي فقدها الرئيس اوباما حتى الآن هي 1 و6 و12. فقد مني الديموقراطيون بخسائر كبيرة في الانتخابات الصيفية عام 2010 (المفتاح رقم 1)، كما ان الاقتصاد لن يتعافى بشكل كاف (المفتاح رقم 6)، وفي حين كان اوباما يتمتع بالكاريزما عام 2008، لكن هذا العامل تراجع كثيراً ولن يكون عاملاً اساسياً لمصلحته في انتخابات 2012 (المفتاح رقم 12). وهناك مفاتيح اخرى تدور حولها اشارات الاستفهام، وخصوصا المفتاح رقم 10 والمفتاح رقم 11، لأنه ليس من الواضح ما اذا كان قتل بن لادن يعتبر نصرا، أو ما اذا كان الانسحاب من العراق سينظر اليه باعتباره اخفاقا على مستوى السياسة الخارجية.
وعلى كل حال، فانه في جعبة الرئيس اوباما عشرة مفاتيح في احسن الأحوال وثمانية مفاتيح في أسوأها. وهذا يكفي – في نظر ليشتمان – لإعادة انتخاب اوباما لولاية ثانية. 

السابق
مضيق هرمز.. والحرب
التالي
حوري: مواقف حزب الله تذكيرية موجهة الى جمهوره لرفع معنوياته