لا وجود للقاعدة في لبنان

أثارت تصريحات وزير الدفاع فايز غصن عن وجود لتنظيم القاعدة في بلدة عرسال موجة من الاستنكار، واستدعت ردودا مدافعة عنه، من بعض حلفائه خاصة من رئيس كتلته النيابية سليمان فرنجية، دون ان يسجل لحزب الله اي دخول على ساحة السجالات في هذا الموضع، حتى انه اتهم واشنطن بتدبير انفجاري دمشق بالقرب من مراكز الامن السورية الشهر الماضي، في تناقض واضح مع حلفائه في سورية الذين اتهموا القاعدة المتسللة من عرسال، على حد زعمهم.

غطاء وفزاعة

وليس سرا ان «القاعدة» تم استخدامها غطاء او فزاعة احيانا كثيرة من قبل انظمة تريد ان تخيف الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الاميركية، بهدف استمالة هؤلاء للدفاع عن هذه الأنظمة المهددة بالسقوط، كذلك فإن بعض العمليات الارهابية حصلت باسم القاعدة وكان يقف وراءها بعض الدول، او الاجهزة، التي تريد مساومة واشنطن على ملفات معينة، كما ان معلومات تداولتها الاوساط الاعلامية، اشارت الى ان بعض الانظمة حضنت قيادات على صلة بالقاعدة، وتم الاستعانة بهؤلاء لتحقيق اهداف ذاتية، على قاعدة عدو عدوي صديقي، دون ان يتم اظهار هذا الأمر.

كل المعلومات والمؤشرات تدل على انه لا وجود لتنظيم القاعدة في لبنان، وتأكد ذلك في مطالبة اهالي بلدة عرسال للجيش اللبناني بتكثيف تواجده في البلدة، وعلى حدودها مع سورية فلو كان اهالي البلدة يؤوون القاعدة، كان من مصلحتهم ابعاد الجيش اللبناني ولا استدعاؤه وبالتالي فإن الجيش هو ضمانة لأهالي عرسال، وهم لا يخشونه ابدا، وهذا ما اكده وفد البلدة لقائد الجيش، اضافة الى ذلك فإن تأكيدات رئيس الجمهورية وبيان المجلس الأعلى للدفاع وتصريحات وزير الداخلية مروان شربل، كلها نفت اي تواجد للقاعدة.

موقف حزب الله

واضح ان تصريحات وزير الدفاع فايز غصن كانت منسقة مع الجانب السوري، وقد اشار إليها بيان الداخلية السورية الذي صدر بعد التفجيرين المثيرين للجدل، كما تحدثت عنها الوثيقة السورية المقدمة للأمم المتحدة، وقد اثار هذا الأمر تساؤلات متعددة، واضفى حالة من الشكوك، عن مدى صدقية وزير الدفاع.

حزب الله لم يتناول الأمر لا من قريب ولا من بعيد، ولم يدافع عن حليفه وزير الدفاع واكثر من ذلك فقد استبعد بيانه التهمة عن القاعدة في تفجيري دمشق، والملاحظ ان الحزب ينأى بنفسه عن الكثير من الاشكاليات المطروحة، وهو حتى الآن لم يدخل في معركة منع سقوط النظام السوري من لبنان حتى لو كان موقفه المؤيد للنظام واضحا ومعروفا.

ان الموضوعية تفرض الاستنتاج الواضح بأن حزب الله لا يريد حربا اهلية في لبنان. وعنوان كلام امينه العام عن عدم السماح بالفتنة، كلام جدي، ونابع من قناعة لديه بأنه سيكون الخاسر الأكبر فيما لو وقعت الفتنة، خاصة اذا ما كان الموضوع الاساسي للخلاف الاحـداث الجارية في سورية.

أوساط محايدة

أوساط سياسية محايدة اكدت ان حزب الله تجنب الرد على مجموعة من التصريحات التي تناولت بعض مواقفه، كما انه تعاطى بإيجابية واضحة في إنهاء ذيول الاحداث التي حصلت في الشويفات وبيروت والجنوب، وهو قد رفع الغطاء فعلا عن بعض المخلين بالأمن في الضاحية الجنوبية، وتشير بعض المعلومات التي تم تسريبها عن التحقيق في المتفجرة التي وقعت في احد مطاعم صور، الى ان المنفذين بعيدون نهائيا عن اجواء حزب الله، وقد كان للحزب دور مهدئ في موجة النفور الذي احدثته بعض الخطب في صيدا وبعلبك.

لقد لحق الاذى بعرسال، البلدة الأبية المهملة والتي يعيش اهلها كفاحا مريرا في مواجهة قساوة العيش لكن اعلان بعض ابنائها منع وسائل اعلام حزب الله من الدخول اليها خطأ كبير.  

السابق
الانباء: إقرار مراسيم النفط والتحدي في تعيين الهيئة الناظمة لها وعون يقرر مواجهة رئيس الحكومة في كل الملفات
التالي
سورية قد تضطر لإعلان المناطق الحدودية مع لبنان مناطق عسكرية ؟!