اللواء: تجاوب نيابي وحكومي مع المطالبة بنزع السلاح في بيروت

ينتظر مجلس الوزراء موقف مجلس شورى الدولة من المرسوم الثالث لتصحيح الاجور، قبل انعقاد الجلسة لانهاء هذا الملف بحيث يكون عيدية للبنانيين، في وقت سارعت فيه الهيئات الاقتصادية الى التفاهم مع قيادة الاتحاد العمالي العام، على بدء وضع مسودة الاتفاق الموقع بين الطرفين موضع التنفيذ، بدءاً من هذا الشهر، مع اصرار قيادة الاتحاد على صدور المرسوم ونشره في الجريدة الرسمية·
واذا ما سارت الامور على نحو ايجابي سيكون هذا الملف قد انتهى لمصلحة تصحيح الاجور، ومن دون حدوث تفاعلات اقتصادية سلبية·

ووسط ذلك انهمكت السلطات الرسمية بمتابعة التطورات السلبية الحدودية، سواء المتعلق منها بتفاعل الاتهامات عن وجود <قاعدة> في عرسال، والتي نفاها وزير الداخلية نفياً قاطعاً، او الحادث الحدودي الجديد في منطقة وادي خالد، حيث تحدثت معلومات عن مقتل ثلاثة لبنانيين برصاص الامن السوري على معبر البقيعة الذي تعرض لاطلاق، لكن وكالة فرانس برس، نقلت عن شاهد عيان ان جنوداً سوريين اطلقوا النار على سيارة كانت تعبر الحدود للدخول الى الاراضي اللبنانية في منطقة وادي خالد، على معبر غير شرعي، واصيب ركابها الثلاثة بجروح ونقلوا الى احد مستشفيات عكار·

واوردت اخبارية <المستقبل> اسماء القتلى الثلاثة وهم: ماهر ابو زيد، محمد حسن الزيدي وشقيقه خالد·

وأكدت الخبر لاحقاً <الوكالة الوطنية للاعلام> الرسمية·

وجاء هذا الحادث بعد يومين من سقوط جريحين لبنانيين من آل الاطرش في بلدة القاع البقاعية بنيران الجيش السوري ليل الاحد – الاثنين، وتزامناً مع القرار اللبناني بعدم ايفاد مراقبين الى سوريا في اطار بعثة جامعة الدول العربية المكلفة مراقبة وقف اعمال العنف، انسجاماً مع سياسة <النأي بالنفس> التي ينتهجها لبنان ازاء الازمة السورية·

واوضح مصدر حكومي لوكالة <فرانس برس> ان هذه السياسة تمليها الرغبة بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، مشيراً الى ان لبنان لا يريد ان يعزل نفسه عن بقية الدول الاعضاء في الجامعة وعن المجتمع الدولي، إلا انه يسعى في الوقت نفسه الى تجنب اي انعكاسات سلبية للتطورات السورية على لبنان·

 عرسال تجدر الاشارة الى ان وفداً من عرسال برئاسة رئيس البلدية علي الحجيري بدأ امس تحركاً في اتجاه القيادات السياسية والامنية، فزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مطالباً بنشر الجيش في البلدة، على ان يزور الخميس قائد الجيش العماد جان قهوجي·

وفي هذا الاطار، حذرت كتلة <المستقبل> النيابية الحكومة ووزير الدفاع بالذات من اطلاق اتهامات غير مسندة باثباتات وادلة تشكل سابقة خطيرة·

وتوعدت بأنها ستلجأ إلى كل الوسائل الديمقراطية البرلمانية المتاحة لمحاسبة الوزير على ما أدلى به، ومنها طرح الثقة به شخصياً، منوهة بهذا الخصوص <بالموقف الرصين والمسؤول الذي صدر عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان والذي وضع الأمور في نصابها الصحيح>·

وكان الرئيس سليمان قد أثنى على <جهود المؤسسات العسكرية والأمنية وفي طليعتها الجيش اللبناني، ودورها في الحفاظ على الأمن والدفاع عن الوطن>·

وإذ أشار أمام كل من وزيري الدفاع فايز غصن والداخلية والبلديات مروان شربل ومجالس قيادات الجيش والمؤسسات الأمنية، إلى أن <الواجب الوطني الأساسي والمقدس هو الدفاع عن الأرض ضد الاعتداءات الإسرائيلية، فانه أكّد أن التصدّي للارهاب ومكافحته هو من المهمات التي لا تقل أهمية عن واجب الدفاع، بل هي متكاملة معها وتحتل الأولوية لدى الجيش اللبناني الذي دفع ثمناً باهظاً في التصدي للارهاب عام 2007، كما أن الشعب اللبناني الذي وقف داعماً للجيش في معركته ضد الإرهاب، لن يسمح بأي حال من الأحوال لخلاياه بالاختباء في الاحياء والبلدات والمدن تحت عناوين مختلفة لا تنتج الا تناقضاً مع ثقافة لبنان وديمقراطيته وعيشه المشترك>·

أمن بيروت وفي موازاة أمن الحدود، برز أمس تحرك لافت في اتجاه السعي لنزع السلاح في بيروت الكبرى، ضمن التحرّك الذي بدأه نواب بيروت لجعل العاصمة مدينة منزوعة السلاح، ويفترض أن يكون اليوم عنوان اجتماع استكمالي يعقد قبل ظهر اليوم في المجلس النيابي لتقييم تحركهم الذي شمل الرؤساء الثلاثة، وبدء التحضير لورقة عمل طلبها الرئيس نبيه بري لتكون مادة يستطيع ان يتبناها لمتابعة تحرك النواب·

ولقي وفداً من نواب بيروت زار أمس كلاً من الرئيس برّي والرئيس ميقاتي، تجاوباً وتفهما وانفتاحاً على مطلبهم والذي <يُشكّل هدفاً اساسياً من أجل تعزيز السلم الاهلي ومنع الفتنة الداخلية> على حدّ تعبير بيان كتلة <المستقبل> التي أكدت ان الاندفاع نحو المطالبة ببيروت الكبرى منزوعة السلاح سيبقى قوياً ومستمراً من أجل تحقيقه·

وإذ لفت عضو الكتلة النائب نهاد المشنوق الذي زار الرئيس برّي مع وفد لـ?<اللواء> إلى أن هذا الشعار قد يكون مدخلاً للحوار، مشيراً إلى أن سحب السلاح من بيروت ليس لمواجهة أحد، بل هدفه السلم الأهلي، لاحظ عضو الكتلة النائب عمار حوري الذي زار بدوره الرئيس ميقاتي مع وفد أن رئيس الحكومة كان متجاوباً جداً، وانه كان قد جمع مجلس الأمن المركزي قبل اسبوعين وطلب منه إعداد خطة تنفيذية لسحب السلاح من بيروت، مقدمة لسحبه من كل لبنان، وشدّد على أن نكون على تواصل معه من اجل هذه الغاية·

وقال حوري لـ?<اللواء> أن الكلام الذي سمعناه من الرئيس ميقاتي جيد، وسيكون بداية حوار في ما يتعلق بهذا الموضوع، لافتاً إلى انه لا قطيعة بيننا وبينه·

جعجع وعلى خط مواز، عاد رئيس حزب <القوات اللبنانية> سمير جعجع إلى بيروت، من زيارة قصيرة إلى المملكة العربية السعودية قابل خلالها كلاً من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبد العزيز· والتقى جعجع في الرياض الرئيس سعد الحريري، وعقدا اجتماعاً مطولاً تناولا خلاله الوضع اللبناني الداخلي وتطورات المنطقة في ضوء الأحداث الجارية فيها·

وتلقى اتصال تهنئة بالأعياد من الرئيس ميقاتي·

مجلس الوزراء وكان الرئيس ميقاتي، قد زار بعد الظهر الرئيس بري في عين التينة، عشية جلسة مجلس الوزراء اليوم، وتطرق البحث إلى موضوع المراسيم التطبيقية لقانون النفط، الذي كان رئيس المجلس قد لوّح بجلسة مناقشة للحكومة إذا لم تصدر هذه المراسيم قبل نهاية السنة، فيما أكد رئيس تكتل <التغيير والاصلاح> النائب ميشال عون، بأن هذه المراسيم موجودة في رئاسة مجلس الوزراء·

وعلم أن الرئيس ميقاتي أطلع الرئيس بري على عزمه عقد اجتماع للجنة النفط الوزارية بعد ظهر اليوم في السراي، لمتابعة البحث في هذا الموضوع، على أن تصدر المراسيم المتعلقة بالتنقيب عن النفط في البحر، بعد الانتهاء من إعدادها بحسب عمل اللجنة·

وفهم أن هذا الموضوع لن يطرح على مجلس الوزراء اليوم، وكذلك موضوع عرسال، فيما أشارت مصادر حكومية، إلى أن الجلسة أساساً ستكون احتفالية بنهاية السنة، حيث سيقتصر عملها على مناقشة جدول أعمال عادي من 27 بنداً، ويتخللها كلمتان في المناسبة لكل من الرئيس سليمان وميقاتي، ويتبعها غداء تكريمي يقيمه رئيس الجمهورية على شرف أعضاء الحكومة· 

السابق
الحياة: عرسال تبلغ ميقاتي عدم إيوائها القاعدة ونواب بيروت يطالبونه وبري بنزع السلاح بالكامل
التالي
تهديدات لأهداف المبادرة العربية