ماذا دار بين الجميل وجنبلاط

توقّفت الأوساط السياسية عند العشاء الطويل والمغلق الذي أقيم منتصف الأسبوع المنصرم في منزل النائب نعمة طعمة، وجمع رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.

أوضح مصدر كتائبي رفيع ومواكب أنّ "هذا اللقاء تمّ بعدما برز التقارب بين الرئيس الجميّل والنائب جنبلاط في عزّ الانقسام والاصطفاف بين قوى 8 و14 آذار، وهذا لا يعني أنّ الكتائب ستخرج من 14 آذار مطلقاً، أو أنّ النائب جنبلاط سيعود حتماً إلى هيكلية 14 آذار، لكن من الممكن للرجلين أن يؤسّسا لحالة وطنية جديدة، يمكن أن تعطي زخماً جديداً للحياة السياسية في لبنان وتقلّص الانقسام، من دون أن يعني ذلك خروج أي طرف عن المبادئ أو الثوابت التي يؤمن بها".

من جهتها، أكدت مصادر نيابية مواكبة في "جبهة النضال الوطني" أن "جنبلاط يواصل انعطافته السياسية، أو تموضعه الجديد، في سياق معاودة الانفتاح على القوى السياسية برمّتها، ولا سيما في قوى 14 آذار"، مؤكدة أنه "ليس في وارد العودة إلى صفوف 14 آذار، وحتماً لن يكون في فريق 8 آذار، بل لا يزال في موقع يسمح له بترسيخ الاستقرار الذي يشكّل له أولوية في هذه المرحلة لكونه مسكونا بهاجس ما يجري في المنطقة، وتنامي الخطاب الطائفي والمذهبي، إضافة إلى الاحتقان السنّي ـ الشيعي الذي بدوره يقلقه".

واللافت في سياق حراك جنبلاط، تتابع المصادر، "العلاقة التي بدأت تربطه بالرئيس الجميّل والتي تسلك المنحى السياسي والعائلي بامتياز، وما اللقاء الذي جمع الرجلين أخيراً إلاّ دليلاً على هذا التواصل".

وعليه، عُلم أن سلسلة لقاءات سبقت العشاء في دارة طعمة بين الجميّل وجنبلاط في كليمنصو والمختارة وبكفيا، إذ على رغم خروج رئيس "جبهة النضال" من قوى 14 آذار، فإن التلاقي بينه وبين رئيس "الكتائب" لم يتوقّف، إضافة إلى عامل الصداقة التي تربط نجليهما تيمور وسامي.

لكن ماذا عن العشاء في النقاش؟ تقول المعلومات إنّ "هذا العشاء كان متّفقا عليه منذ فترة، والصلات بين الجميّل وجنبلاط قائمة على قدم وساق، وتجمعها قضايا وعناوين أساسية عديدة، وإن كان ثمّة تباين حيال بعض الأمور فذلك أمر طبيعي في الحياة السياسية".

وتكشف المعلومات أنّ "عناوين البحث تركّزت على ضرورة الاستقرار في البلد في ظل الرياح العاتية التي تعصف بالمنطقة، وتفاعل الحالتين الطائفية والمذهبية، وهنا جرى عرض لدور الجميّل في مصر مع شيخ الأزهر، والذي يهدف إلى الحفاظ على الوجود المسيحي في مصر والمنطقة ككل"، وتشدّد على أنّ "دور الجميّل مستمر وموضع تقدير من النائب جنبلاط وجميع المخلصين، ناهيك عن الارتياح إزاء الأوضاع السائدة في الجبل من خلال التعايش المسيحي ـ الدرزي، لأن هناك مثلا شائعا يقول "طالما أن جبل لبنان بخير، فعندئذٍ يكون لبنان بألف خير"، وتالياً ترسيخ المصالحة التاريخية التي حصلت برعاية البطريرك الماروني آنذاك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وجنبلاط، إلى إقفال ملف المهجرين، والذي بات في لمساته الأخيرة، في ظل رعاية رئيس الحزب التقدمي والمعنيين من مقيمين وعائدين".

وتوضح المعلومات أنّ الرجلين تطرّقا خلال العشاء إلى "الأوضاع الإقليمية، مما يستدعي تحصين الساحة الداخلية في لبنان، وأيضاً تحصين الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، كونهما من الأولويات للمواطنين". وتؤكد أنّ "الأجواء كانت في غاية الودّية والعائلية".

وتقول أوساط متابعة للحراك الجنبلاطي إنّ "سيد المختارة في صدد مواصلة لقاءاته مع القيادات السياسية والروحية، ومن غير المستبعد أن يلتقي رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، بعد الزيارة الأخيرة لوفد من قيادة الاشتراكي لمعراب، ما يؤكد أن التواصل بين "القوات" والتقدمي قائم، وثمّة معلومات تؤكد أن اللقاءات لم تنقطع بين قيادات مشتركة من الطرفين بفعل الصداقة التي نتجت عن تحالفهما منذ العام 2005 في قوى 14 آذار".  

السابق
غصن: لست قلقا على الوضع الأمني
التالي
لا شماتة بأعداء سوريا