اي حياة عاشها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ ايل

أعلن التلفزيون الرسمي في كوريا الشمالية الاثنين وفاة زعيم البلاد كيم جونغ ايل عن عمر يناهز التاسعة والستين.

ووصف كيم جونغ ايل بأنه واحد من أكثر قادة العالم غموضا وكان زعيما لدولة أحاطتها السرية وتعرضت لعزلة دولية.

وعقب توليه مقاليد الحكم عام 1994 بعد وفاة والده الزعيم كيم ايل سونغ لم يعرف عن جونغ ايل إلا القليل ونادرا ما كان يظهر علنا.

وتعرض جونغ ايل لانتقادات واسعة خلال فترة حكمه لوقوع "انتهاكات صارخة لحقوق الانسان إضافة إلى تهديده لأمن المنطقة بأسرها بسبب برنامج بيونغيانغ النووي".

ولطالما أظهرت وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية أن جونغ ايل رجل لهو ومستهتر يرتدي الأحذية الرياضية لتظهره أطول قامة.

ولكن هناك الكثير من الدلائل التي تشير إلى أن الزعيم الكوري الشمالي الراحل لم يكن غبيا مثلما كانت تزعم جارته الجنوبية على الرغم من صحة التقارير التي تحدثت عن ولعه الشديد بالطعام والشراب.

ووفقا لما ذكره المبعوث الروسي قنسطنطين بوليكوفسكي الذي كان يصاحب كيم جونغ ايل خلال رحلاته بالقطار، فإن زعيم كوريا الشمالية كان يعيش حياة ترف فقد كانت تحمل إلى قطاره يوميا جوا الكركند أو " الاستاكوزا" لتناوله إلى جانب شراب الشمبانيا.

وقيل عن جونغ إنه احتسى عشرة أكواب من النبيذ خلال قمة عقدها عام 2000 مع رئيس كوريا الجنوبية انذاك كيم داي جونغ.

"واسع الإطلاع"
ووصفه كثير ممن التقوه شخصيا بأنه واسع الاطلاع ومتابع جيد للأحداث الدولية.

ورأى البعض أنه مناور ذكي على استعداد للمخاطرة لدعم نظامه.

ووصفته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين اولبرايت بأنه "شخص متمكن".

وكان ينظر إلى جونغ ايل في كوريا الشمالية على أنه بطل اسطوري اقترب من نموذج الدكتاتور الذي يصبغ على نفسه صفة " الإله الحاكم".

ووفقا لتقارير رسمية في كوريا الشمالية فقد قيل إن جونغ ايل ولد في كوخ خشبي وظهر وقتها في السماء قوس قزح مزدوج ونجمة ساطعة.

كما قيل إنه ألف 6 أوبرات في غضون عامين وصمم أحد أشهر المعالم في البلاد.

ولكن خبراء من خارج البلاد قالوا إنه ولد بالقرب من بلدة روسية تحمل اسم خاباروفسك حيث كان والده يتلقى يتزعم ميليشيا مسلحة تتلقى دعما من روسيا.

وقضى جونغ ايل فترة الحرب الكورية في الصين ومثل غيره من أبناء النخبة في البلاد تخرج من جامعة كيم ايل سونغ.

هوس

وحصل جونغ ايل في عام 1975 على لقب " القائد العزيز" وبعد مرور خمس سنوات انضم إلى اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري وتولى مسؤولية شؤون الفن والثقافة.

وفي عام 1978 أمر باختطاف المخرج الكوري الجنوبي شين سانغ أوك وزوجته الممثلة إيون هي واحتجزهما لمدة 5 سنوات قبل أن يجمع شملهما مرة أخرى.

وقيل إن جونغ ايل اعتذر عن اختطافهما وطلب منهما صنع أفلام له وقاما بالفعل بصناعة سبعة أفلام قبل هروبهما إلى الغرب عام 1986.

كما قيل أن شغفه بالسينما وصل إلى حد الهوس فقد تردد أنه أسس مكتبة أفلام تحتوي على 20 ألف فيلم وألف كتابا عن السينما.

وفي عام 1991، عين جونغ ايل قائدا أعلى للجيش الكورى وهي خطوة اعتبرها المحللون ردا على أي محاولة انقلاب قد تحدث بعد وفاة والده.

تحسين علاقات

ظهر جونغ ايل علنا بعد لقائه كلينتون للإفراج عن صحفيين أمريكيين

سعى كيم جونغ ايل إلى تحسين علاقته مع جارته الجنوبية ورئيسها آنذاك كيم داي جونغ وذلك بعد أن تفاقم وضع الاقتصاد في بلاده وأصبحت على شفا أزمة اقتصادية كبيرة بعد انهيار شريكها الاقتصادي الرئيسي الاتحاد السوفييتي.

وكانت حركة التجارة قد توقفت بشكل كامل وتعطلت المصانع بسبب نفاد الوقود وأدت الكوارث الطبيعية إلى تفاقم الأزمة وتلف المحاصيل الزراعية.

واستمر تدهور الوضع الانساني في البلاد حتى بعد أن خلف كيم والده في عام 1994 ما دفعه إلى طلب مساعدة دولية وبشكل خاص من الصين.

وقام جونغ ايل بعدة زيارات إلى الصين وأبدى اهتماما كبيرا بمعرفة كيف استطاعت الصين تكييف مبادئها الشيوعية مع اقتصاد السوق.

وبعد زيارته لبكين وشانغهاى فى عامي 2000 و2001 بدأت مشروعات صغيرة في الظهور في بلاده.

ثم قام جونغ ايل بخطوة أخرى لانعاش اقتصاد بلاده عن طريق تحسين علاقاته مع جارته الجنوبية والتقى عام 2000 بالرئيس الكوري الجنوبي في أول قمة بين الكوريتين منذ الحرب الكورية عام 1953.

ومن أكبر الانجازات التي تمت بعد هذا اللقاء السماح بلم شمل العائلات التي فرقتها الحرب.

شائعات

في أغسطس عام 2008 نشرت إحدى المجلات اليابانية تقريرا حول وفاة كيم جونغ إيل عام 2003 وأن من يظهر في المحافل الدولية شبيه له.

وتزايدت هذه الشائعات بعد أن ذكرت تقارير استخباراتيه أمريكية في العام نفسه أن جونغ ايل أصيب بجلطة دماغية نظرا لأنه لم يشهد العرض العسكري بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس جمهورية كوريا الشمالية.

وردا على هذه الشائعات بثت وسائل الإعلام الكورية الشمالية شريط فيديو في أبريل/ نيسان 2009 لزعيمها أثناء قيامه بزيارات رسمية للمصانع.

وفي أغسطس من العام ذاته ظهر جونغ ايل مجددا أثناء زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون إلى بيونغيانغ للتوسط للإفراج عن اثنين من الصحفيين الأمريكيين اعتقلا بتهمة دخول البلاد بصورة غير مشروعة.

وتردد أن الزعيم الكوري الشمالي أصدر أمرا بالعفو عن الصحفيين بعد مقابلة كلينتون.

السابق
حرب من استراليا: وفيت بوعدي وقدمت استجوابا للحكومة عن مشاركتكم في الانتخابات
التالي
متحف من قصاصات الشَعر