النهار: الموارنة ينطلقون من مشروع الأرثوذكس

 اذا كان "اللقاء الماروني" جذب الاهتمام الداخلي امس الى شؤون الانتخابات وشجونها، الا ان التطورات المعيشية والامنية ما زالت تفرض نفسها اولوية على جدول الاهتمام الوطني، في ضوء ما استجد على صعيد تصحيح الاجور وموقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان من تطورات الجنوب.

بكركي
وقد انطلق "اللقاء الماروني" امس في بكركي من مشروع "اللقاء الارثوذكسي" (…) صيغة صالحة لتحقيق التمثيل العادل والفاعل لكل الفئات ولترسيخ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين التي تكرّس صيغة العيش المشترك وفقاً لبيان اللقاء.
وعلمت "النهار" من متابعين للقاء ان الاجتماع ستعقبه اجتماعات تناقش ملف قانون الانتخاب و"عينها على ما يحصل في المنطقة وتحديداً في سوريا، وانه اذا لم تصل اللقاءات الى نتيجة حاسمة فإنها كفيلة بالحفاظ على الحد الادنى من السلام والكلام" بين القيادات.
ووصفت مصادر "القوات اللبنانية" اجواء اللقاء بالايجابية، معتبرة ان ما صدر في وسائل اعلامية لا يعكس بدقة حقيقة المناقشات. واكدت انه تم درس مشروع "اللقاء الارثوذكسي" بشكل معّمق وأثيرت حوله تساؤلات، لا سيما من النائب ميشال عون، الذي رأى ان الاقتراح يحتاج الى مزيد من البحث. وادرجت كلام النائب سليمان فرنجية عن امكان المس بالسلم الاهلي في اطار الدعوة الى درس معمّق للاقتراح، واقرّت بأن مشروع اللقاء الارثوذكسي هو الانسب راهناً، ورجحت ان تواصل اللجنة الرباعية اجتماعاتها قريباً تمهيداً للاتفاق على قرار حاسم في هذا الشأن.

كونيللي و"حزب الله"
ونشاط بكركي ظل محورياً امس اذ استقبل البطريرك الراعي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان مورا كونيللي.
وافادت مصادر ديبلوماسية "النهار" ان اللقاء كان ايجابياً، وانه جاء استكمالاً للقاء الراعي وفيلتمان الاسبوع الماضي والذي تناول الاهتمام والحرص الاميركيين على وجود الطوائف والاقليات في المنطقة.
وتطرقت كونيللي مع الراعي الى السبل لحماية الاقليات وتدعيم وجودها في المنطقة.
وتلقى الراعي من عضو المكتب السياسي في "حزب الله" غالب ابو زينب تحيات الامين العام السيد حسن نصرالله، مؤكداً "اهمية التواصل مع بكركي من اجل تذليل كل العقبات التي تعترض طريق الوحدة الوطنية".

سليمان وساركوزي
الى ذلك، كانت لافتة امس رسالة الرئيس سليمان الى نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والتي جدد فيها ادانته "العمل الارهابي" الذي استهدف الجنود الفرنسيين في "اليونيفيل". وإذ أشار الى "تدابير عملية" اتخذها الجيش بالتنسيق مع اليونيفيل "لتلافي كل عمل من هذا النوع"، أمل ان "تؤدي المراجعة الاستراتيجية راهنا بين اليونيفيل والجيش الى تفعيل آليات تنفيذ القرار 1701 والمهمة التي يقومون بها".
وعلمت"النهار" من مصادر ديبلوماسية ان موقف الرئيس سليمان يستجيب لضغوط الامم المتحدة التي ترفض تعريض "اليونيفيل" لمزيد من الاخطار وإفقاد قواتها كل فاعلية في ممارسة دورها تفاديا لتجربة كوكبا في بداية الحرب العام 1975، اذ كان مطلوبا آنذاك عدم وجود الجيش في الجنوب. فيما تجري حاليا محاولات لإضعاف فاعليته. لذا، فان قراءة في رسالة الرئيس سليمان توحي أن لبنان يوجه رسالة تطمين الى دول "اليونيفيل" مفادها "اذا أبقيتم قواتكم في الجنوب فاننا سنؤازركم بكل ما لدينا من قوة".

قاسم
وإذ قال نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "الاعتداء على اليونيفيل والصواريخ المشبوهة عمل عدواني"، وصف "الاتهامات السياسية التي كالتها جماعة 14 آذار ولحق بهم وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه طريقة للاستخفاف بعقول بعض الناس (…) ولا معنى لها".

الأجور
معيشيا، وافق مجلس شورى الدولة أمس على المرسوم الأخير لزيادة الاجور "مشترطا تعديلات".
وفيما لفتت اوساط حكومية الى ان وزير العمل شربل نحاس منوط به اعداد مشروع مرسوم يأخذ في الاعتبار ملاحظات مجلس الشورى، قالت ان ثمة مشكلة قد تطرأ اذا أراد الوزير مجددا إدخال تعديلاته على المشروع في وقت اعتبر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "أن الموضوع انتهى".
وصرح الوزير نحاس لـ"النهار" ان قرار مجلس الشورى "أكد ان لا قرار يصدر عن مجلس الوزراء اذا لم يبن على اقتراح الوزير المعني. وهذا يعني أن المجلس مضطر الى ان يعيد في أول جلسة له النقاش في زيادة الحد الادنى للأجور، وإلا يكون قد فوّت الفرصة على اللبنانيين للافادة منها". وأشار الى ان اقتراحه "الذي لم يناقش في مجلس الوزراء هو الوحيد المبني على الاصول الدستورية" داعيا للعودة اليه و"إلا فليتحمل كل واحد مسؤولياته" لكن نحاس أبدى تفاؤله بامكان "الوصول الى طرح ايجابي".
في المقابل، موقف لهيئة التنسق النقابية عبّر عنه لـ"النهار" نقيب المعلمين في المدراس الخاصة نعمة محفوض، الذي قال انه بعد جواب مجلس الشورى "على الحكومة ان تأخذ في النواحي القانونية وتعدّل النسب والسقوف المرفوضة في صيغتها الحالية. اذ لا يمكن القبول بأقل مما ورد من زيادات في القرار الاول للحكومة". كما أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن الاستمرار في الاضراب والتظاهر في 27 الجاري. أما رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار فأكد "التعاون من اجل المساعدة في تسهيل تمرير الحل". 

السابق
السفير: سليمان يلتقي عون قريباً.. و«الشورى» يعطي نعم مشروطة لتصحيح الأجور
التالي
الجمهورية : لا قرار بإشعال الجنوب