عودة سيجارة اللف إلى الحياة في بنت جبيل

يستعيد "الدخان العربي" أو "سيجارة اللف" بعضاً من عزّه الفائت، الذي فقده أمام هجمة الماركات الأجنبية، التي غزت الأسواق منذ عقود. وتختلف أسباب تلك العودة، إلا أنها تصبّ جميعها في تعزيز ذلك التراث الذي كاد يندثر منذ سنوات قليلة خلت.
ويعدّ "الدخان العربي" بضاعة رائجة في الأيام الحالية، بفعل الارتفاعات الحادة والمتتالية لأسعار التبغ محلياً وعالمياً. ولما كانت الحاجة أم الاختراع، وفي ظل تجاوز أسعار بعض أنواع التبغ الحدّ المعقول للعلبة الواحدة، كان لا بد من اللجوء إلى وسائل بديلة من قبل شريحة المدخنين، حيث بات من الواضح أنَّ الإقلاع عن التدخين هو آخر ما يفكرون به. ويشير المزارع نظيم حسين إلى أنه يزرع ويدخن ذلك النوع من التبغ منذ عقود. وقد مرت تجارته بفترات طويلة من الركود نتيجة "انتشار الدخان الأجنبي، الذي كان ارخص، ولا يحتاج تدخينه إلا إلى قداحة، فيما الدخان العربي يحتاج الى بعض الوقت لتجهيزه، إلا أن الارتفاع المستمر لأسعار الدخان، ووعي الناس بمضاره الكثيرة، يعيدان بعض العزّ لهذه الزراعة والتجارة على حد سواء".

ويؤكد المزارع الجنوبي من بلدة عيتا الجبل الذي يزرع ويدخن التبغ العربي منذ كان عمره 15 عاماً، أن "الدخان العربي متنفس كبير للمدخنين من الطبقات المتوسطة والفقيرة، نظراً لكلفته القليلة. ونحن نقوم منذ عشرات السنين بزراعة الدخان البلدي وتأهيله وتنقيته وتصنيعه بالطرق التقليدية، ولم نلجأ إلى المصانع، والمشاغل، والأدوية، والإضافات. ونعتبر هذا التبغ غير ضار، فدخان اللف طبيعي مئة في المئة، وخال من الإضافات، ومن الأضرار الخطيرة. وهو دخان حُـرّ، وليس مخلوطا بعصير تفاح أو ما شابه"، كما يقول حسين.
ويشير حسين إلى أن غالبية مدخني التبغ العربي هم من كبار السن في القرى والبلدات الجنوبية، ملاحظاً "ارتفاع الإقبال على شراء هذا الدخان من قبل بعض المغتربين، الذين يعانون من ارتفاع حاد في سعر علبة السجائر الواحدة في أماكن اغترابهم كأميركا وأوستراليا". أما الأسعار، فتتراوح ما بين ثلاثين وخمسين ألف ليرة للكيلوغرام الواحد، وهناك أنواع أخرى بسعر أقل، وهي كمية تكفي للف نحو 1200 سيجارة بالحجم العادي، أي ما يوازي 60 علبة سجائر  

السابق
أهالي حي الفنار في صور يشكون من توقف الأشغال
التالي
30 مليون ليرة لمخالفـي قانـون منع التدخيـن