سايكس والتويتر

عندما أراد الغرب أن يبسط سيطرته على الشرق استعان بـ «سايكس بيكو»، وعندما اكتشف تزايد عشق الشعوب لما بعد «سايكس بيكو» استعان بالتويتر على اعتبار أنه أحد أحفاد «سايكس بيكو» الأصليين، فبعد أن تزوج الانترنت من «الآي فون» أنجب لنا ابنهما التويتر، والذي سار على الطريق وتعرف على أبنائنا واخواننا وأصبح أعز أصدقائهم، بعد ذلك قام التويتر بامتحان مكانته في قلوب أصدقائه، أو بمعنى أصح أعزائه، حتى تمكن من تحقيق حلم الجد الأكبر وهو سازانوف، ولكن التويتر كان أذكى من «سايكس بيكو» وسازانوف فهو أي التويتر لم يرغب في الاكتفاء بما حققه السلف لكونه يريد تعزيزات وثروات ليس لها مثيل فقرر أن يرتب بيته ويدفع أولاده الهاش تاج الابن والريتويت البنت وبالفعل تمكنوا من سرقة أفضل ثروة لدى الشرقيين ألا وهي العقل، لكون أجدداهم لم يكونوا على مستوى من الذكاء، فقد أصبح الشرقي في مناطق الهلال الخصيب وما نزل أسفله من نجوم ودروب، أكثر تعلما وتقدما من سلفهم السابق، فما كان من الهاش تاج والمدللة الريتويت إلا وشحذ الهمة وتعبئة الأمة كي تنال من الأمة ففي كل بيت شرقي تجد الرأي والرأي الآخر والنية والنوايا الأخرى، فتبعثرت الكلمات وتناثرت الحروف، حتى أراد الناس المغلوبون على أمرهم الاستعانة بالتحديثات الخاصة بـ «الآي فون» وتطبيقاته المتطورة، وهنا هرول الأبناء إلى أبيهم التويتر الذي طار فرحاً إلى قبيلته الغربية ليسألهم: هل نبدأ الآن؟ فقالوا له بكل ثقة: لا نريدهم أن ينشغلوا أكثر وأكثر حتى يقتل بعضهم البعض، وينقلبوا على الحكام، ويكرهوا الأوطان، ويهجروا السكان، فمتى ما سكنوا الجبال تحين ساعتنا ونملأ الميدان، وبعدها لن يكون للتوحيد بيننا أي مجال.  

السابق
الراي: معركة صاخبة عن بعد بين الحريري ونصرالله
التالي
ثقل عون ضمانة للنظام السوري!