قال رئيس الحكومة بدو يستقيل

طويل، قصير، صوته ناعم، صوته غليظ أو حتى جغل، مواصفات رئيس الحكومة اللبناني ليست ذات أهمية شكلا” و لا حتى مضمونا” إذا ما تمت مقارنة الوضع وطنيا”، لكن على الصعيد الطائفي، السنّي تحديدا”، يعد مركز رئاسة الحكومة محط أنظار العديدين من رجال الأعمال أو موظفيهم طمعا” في مكاسب مادية أو شعبوية.

يكفي ما سبق كتمهيد لموقع رئاسة الحكومة، و لننطلق إلى الشق العملي على الأرض، رئيس الحكومة الحالي يلوح بالإستقالة في حال لم تمول المحكمة التي أقيل سلفه كي تسقط هي، كخطوة من ميقاتي لتكبير قاعدته السنية حتى تأكل من شعبية منافسه الحريري، و تشاركه في صحنه حتى، فإذن، إما التمويل أو أستقيل، هذا شعار ميقاتي، فلنلقي نظرة على إحتمالات الإستقالة و مفعولها في حال تمت. كما يعلم الجميع، و نحن المواطنون خاصة، ان الكهرباء تكاد تندر في منازلنا، فندفع بدل الفاتورة إثنين، و هذا ليس بواقع جديد بل إمتداد لأكثر من عشرين عاما” من حكم حيتان المال، 8 كانت أم 14 آذار، إختلفوا أم تصالحوا، بقيت الكهرباء النازح الوحيد عن بيوتنا، و المهجر الأول عن محالنا و مصالحنا مع تعاقب الحكومات مهما إختلفت نكهاتها، بطعم الوحدة الوطنية، اللون الواحد، أو التكنوقراطية، و لا شك أن التكنوقراطية هي الأنفع لبقاء أو دوام الديمقراطية، فالمواطن في نظام “ديما – قراطي” يحتاج لأن يحس بوجود “تكنو – قراطية” أحيانا”، فقراط المواطن بحاجة إلى فنّ، و الكهرباء أحد المقروطات.

ليست الكهرباء الوحيدة، فأين التعليم؟ الطبابة؟ الضمان الصحي؟ ضمان الشيخوخة بشكل خاص؟ أم أن منظر العجوز يجر عربة ترمس وهي تجره عادي؟ ماذا عن إستقالة ميقاتي؟ من يكترث أصلا”، إذا ما بقي أو إستقال ماذا سأستفيد أنا المواطن؟ هل ستضيع عليّ فرص العمل و يدخل الفقر داري؟ إذا كان الجواب نعم، فأنا أعيش هذه الحالة منذ زمن، فاستقل يا ميقاتي أو إبقى، صدقني لا أكترث.

ماذا عن بقائه؟ أي تمويل المحكمة؟ أليست هذه من عجائب الدنيا السبع عندما يقال الحريري و تسقط حكومته بسبب المحكمة و شهود الزور، فيأتي خلفه و يمول المحكمة بلا ذكر لشهود الزور حتى؟ أين جمهور الطرف الذي أقال الحريري من هذا؟ أم إذا بقي ميقاتي، فهل سيغنى الفقير؟ يعود المهاجر، يصطلح حال الكهرباء، يعم الأمن و الإستقرار و ينخفض معدل الجرائم و السرقات؟ ماذا عن رحيله أو بقائه؟ هل يعنيني أنا المواطن هذا؟ لا أظن.

بالمحصلة، المواطن صراحة، و كي لا أخدش مشاعر سعد التويتري أو حزب الله، لا يعنيه محكمة و لا سلاح، بل يعنيه رغيف العيش، الذي يركض، و يحفا هو خلفه، ذهب ميقاتي أم رحل، أختير الحريري أم لا، ما الفرق؟ لكن برأيي الشخصي، لا بد لنا من رئيس كفؤاد السنيورة على رأس حكومة وحدة وطنية، بطبيعة الحال، عون لن يشارك، و يصيبه السكري من “حلاوة” السنيورة، أما الباقون، فمدعوون لإجتماع حكومة أول، تحت الماء، و لساعات طويلة، و صدقوني، ستكون الجلسة الأولى التي سيفرح بها المواطن. 

السابق
عودة جنبلاط من بوّابة المستقبل
التالي
خبير روسي: إرسال صواريخ ياخونت الروسية لحزب الله سرياً أمر مستحيل