الاخوان: نحن في الطريق الى الفوز

قتل شخص واحد في المواجهات بين متظاهرين وقوات الامن أمس (الاول) في مركز القاهرة، لكن تم الحفاظ على نحو عام على الهدوء في نهاية الاسبوع في العاصمة المصرية. فقد اجتمع نحو من 200 ألف في ميدان التحرير داعين المجلس العسكري الأعلى الى التخلي عن السلطة، في حين لا يزال الجيش والحكومة المؤقتة يستعدان للجولة الاولى من انتخابات مجلس الشعب التي ستبدأ غدا.

ان نشطاء حركة المعارضة الكبرى والأكثر تنظيما، الاخوان المسلمين، واثقين بنجاحهم في صناديق الاقتراع قد عملوا في المواجهة خارج حدود مصر وهي نية اسرائيل ان تهدم جسر المغاربة المؤدي الى جبل الهيكل في القدس. وقد غطيت قلعة الحركة، جامعة الأزهر بإعلانات ضخمة تدعو الى حماية المسجد الاقصى وبأعلام فلسطين المختلطة بأعلام مصر. وكان اعضاء حماس الذين مكثوا في القاهرة في اطار المحادثات مع السلطة الفلسطينية هم ضيوف الشرف في الصلوات التي أتاها آلاف.
«يجب ألا نشغل أنفسنا اليوم بدعاية انتخابية»، قال نشيط من الحركة بيومي طوارة. «نحن نعمل منذ سنين على الارض وجميع المصريين يعرفون من نحن. فنحن على ثقة بأننا سنفوز». وقد رفض طوارة اتهامات ان الحركة تشغل نفسها بالشأن الفلسطيني لصرف الانتباه عن التظاهرات في القاهرة. «نحن نؤيد المتظاهرين لكن يوجد هناك ثلاثون منظمة مختلفة وهي لا تسبب سوى الشقاق».

ان موعد الانتخابات يقسم المعارضة المصرية. ففي حين تدعو طائفة من حركات الاحتجاج الى تأجيل فتح صناديق الاقتراع حتى نقل السلطة الى أيد مدنية، أعلنت عدة احزاب مقاطعة الانتخابات. وأعلن الاخوان المسلمون أنهم لا يؤيدون جولة التظاهرات الحالية لضمان انتخابات هادئة. لكن اعضاء كثيرين من الحركة جاءوا مع كل ذلك الى ميدان التحرير للتعبير عن تأييد المتظاهرين بل ان جزءا منهم أعلنوا انفصالهم عنها.
«أنا اسلامية»، قالت بفخر نهى راشد، وهي طالبة جامعية منقبة، «لكن الاخوان برهنوا على أنه لا يهمهم سوى المقاعد ولن أصوت لهم». وكان متظاهرون آخرون أكثر غضبا. «في الماضي وقفنا هنا معا في الميدان»، قال واحد منهم، «لكنهم اذا جاءوا الآن فسنهشمهم».
قال نائل زهوم وهو مهندس مؤيد للحركة جاء الى الصلاة في جامعة الازهر «لا أحد يستطيع أن يتهمنا بأننا لا نؤيد الثورة، لكن القدس والأمة الاسلامية في رأس سلم اهتماماتنا. فنحن مسلمون قبل كل شيء ويجب علينا ان نقول للاسرائيليين انهم لا يستطيعون استغلال ان مصر مشغولة بالانتخابات للمس بالمسجد الاقصى».
 خطب واعظ بعد واعظ قبل الصلاة وبعدها، واتهموا اسرائيل بالاضرار بمقدسات المسلمين واليهود الذين يدنسون ارض فلسطين. وقد ربطوا بين الانتخابات المصرية ومكافحة اسرائيل وأعلن أحدهم: «سنحرر فلسطين، كل فلسطين، من طريق التحرير».
وفي مرحلة ما بدأ الجموع يهتفون «خيبر يا يهود»، لكن لوحظت بين المصلين تفسيرات اخرى. فقد قال عبد الخالد، وهو مدقق حسابات: «نحن نلتزم هنا ان نحارب اليهود حتى آخر قطرة من دمائنا. لا نستطيع الآن ان نفعل هذا لكننا سنفوز في الانتخابات ونوحد الشعب ونقوي جيشنا ونعد قلوب الجنود كي نستطيع الخروج لمحاربة اسرائيل». لكن نشيطا آخر من الحركة عرض موقفا مختلفا وقال: «نحن لا نبحث عن حرب مع اسرائيل. اذا احترمت اسرائيل حقوق الفلسطينيين فإنه يمكن المحافظة على اتفاق السلام. وحينما نهتف خيبر فإننا لا ندعو الى قتل اليهود بل نريد أن نذكرهم بأنه يجب احترام الاتفاقات».

لم يكن الاسلاميون وحدهم هم الذين عبروا عن معارضة لمتظاهري التحرير يوم الجمعة. فقد اجتمع في حي العباسية شرقي القاهرة نحو من 20 ألف شخص في مسيرة تأييد للمجلس العسكري الأعلى. والمشاركون في المسيرة وهم حسنو اللباس ينتمون الى الطبقة الوسطى المصرية ويخشون فقدان الاستقرار في الدولة واستمرار الازمة الاقتصادية. وقد رفعوا صور رئيس المجلس العسكري الأعلى، الجنرال محمد حسين الطنطاوي، وجنرالات آخرين وهتفوا: «يا جنرال أنت أبونا».
اتهم المتظاهرون في العباسية الاعلام الاجنبي وجزءا من قنوات التلفاز المستقلة في مصر بتأييد متظاهري التحرير. وضربوا بالنعال صور مقدمي برامج تلفزيونية ذوي شعبية يعتبرون مناصرين للثورة وصاحوا «أين الجزيرة؟ نحن المصريون الحقيقيون»، وكذلك «الشعب يريد تنظيف التحرير». وبحسب قول أحد المتظاهرين، «حتى لو نجحوا في جلب مليون شخص الى التحرير فإنهم لا يزالون قلة صغيرة داخل مصر الكبيرة التي تضعفنا جميعا وتعرضنا للخطر جميعا».
في المقابل استمر على التدفق الى ميدان التحرير أنهار من الناس. وقد دعت حركات الاحتجاج الى مسيرة مليونية لكن جاء حتى المساء نحو من 200 ألف في واقع الامر. ومع ذلك كان الجو في الميدان متساميا. فقد عبر المتظاهرون عن غضبهم لتعيين كامل الجنزوري رئيسا للحكومة على يدي المجلس العسكري الأعلى واستمروا يهتفون بتنحية الطنطاوي.

في اول خطبة، قال الجنزوري في يوم الجمعة انه حصل على صلاحيات واسعة من الطنطاوي الذي لا يريد التمسك بالسلطة. وطلب الى المتظاهرين ان يمنحوه شهرين ليحقق رغبات الثورة ووعد بلقاء ممثليهم. وفي المقابل اجتمع الطنطاوي يوم السبت مع اثنين من أبرز مرشحي الرئاسة، عمرو موسى ومحمد البرادعي، في محاولة للاستعانة بهم على تهدئة النفوس قبيل الانتخابات. لكن المتظاهرين لم يقتنعوا وخرج مئات منهم من ميدان التحرير في مساء الجمعة لاجراء تظاهرة جلوس قرب مبنى الحكومة.
في صباح السبت، في مواجهة مع قافلة من رجال الشرطة، رميت قنابل غازية وديس متظاهر وقتلته سيارة شرطة. وقد عبرت وزارة الداخلية والمجلس العسكري عن أسف لموت المتظاهر لكن اتهما المتظاهرين بالهجوم على رجال الشرطة. وفي خلال ذلك أعلن الجيش أنه سيرسل آلاف الجنود لحراسة صناديق الاقتراع يوم الاثنين، وأعلن الاخوان المسلمون في المقابل ايضا انهم انشأوا فرقا تراقب نزاهة الانتخابات. وقال أحد المتظاهرين: «هذا لا يهمنا. هذه الانتخابات فكاهة. سنبقى هنا في الميدان الى أن يتخلى الطنطاوي وسائر أولاد مبارك عن السلطة».
وقد بين عمر محمود، وهو مدير موقع بناء قائلا «يوجد من يحبون الجنزوري. وهو في الحاصل شخص طيب حاول ان يساعد الفقراء في المرة السابقة التي كان فيها رئيسا للحكومة. لكنه جزء من النظام القديم ويجب علينا ان نجدد النظام». 

السابق
استعدادات عسكرية اسرائيلية على الحدود السورية وتخوّف موفاز من فوز الإخوان
التالي
روبوتات آلية لحراسة السجون في كوريا الجنوبية