الانباء: تلويح ميقاتي بالاستقالة أربك حلفاء دمشق وعون يهدد بسحب وزرائه

شغلت المهلة الجديدة والأخيرة التي اعطتها الجامعة العربية لسورية، وليوم واحد انتهى أمس، للموافقة على البروتوكول المتعلق بالمراقبين التابعين للجامعة، مختلف الأوساط في لبنان مطلقة موجات من القلق والإحباط بالتوازي مع معلومات عن تعزيز روسيا لأسطولها في المياه السورية الدافئة.

على الرغم من الشعور بالمخاطر الفعلية في لبنان، جراء التدهور المرتقب في الموقف داخل سورية، واحتمالات تمدده الى لبنان، فقد كانت لتصريحات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والتي أعلن فيها صراحة عزمه الاستقالة في حال خذله مجلس الوزراء بعدم التصويت لصالح تمويل المحكمة الدولية، ارتدادات مقلقة على المستويين السياسي والشعبي، وقد صدرت بعض ردود الفعل، إلا من جانب حزب الله وحلفائه الذين سربوا بعض الملاحظات على مواقف الميقاتي دون الاقتراب من تحذيراته المتصلة بضرورة تمويل المحكمة.

الاستقالة تحمي لبنان

وكان ميقاتي أطل عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال، مؤكدا عزمه الاستقالة اذا لم يوافق مجلس الوزراء على تمويل المحكمة، التي التزم ورئيس الجمهورية بتمويلها، ما اثار قلق حلفائه في حزب الله والتيار الوطني الحر، دون ان يرضي معارضيه، الذين شككوا بشفافية هذا السيناريو.

الباب المفتوح

ولوحظ ان الرئيس ميقاتي ابقى الباب مفتوحا عندما اقترح مخرجين ضمنيا: الأول تمثل في استمرار رهانه على حكمة الرئيس نبيه بري في كل الامور والثاني عبر حضه عددا من الوزراء على لعب دور الوزير الملك لإنقاذ الموقف حتى لا يأتي التصويت ضد تمويل المحكمة ويضطر الرئيس ميقاتي الى الاستقالة او الاعتكاف.

وباختيار ميقاتي طرح المسألة على النقاش قبل جلسة الثلاثين من هذا الشهر، يكون استبق مهرجان المستقبل في طرابلس يوم الاحد والالتفاف حول موضوع تمويل المحكمة كما استبق الجلسة الوزارية، دافعا حزب الله والفريق الشيعي تحديدا لإبعاد الفتنة المذهبية عن الساحة.

ونقلت صحيفة «السفير» عن الرئيس نبيه بري انه سعى في الايام القليلة الماضية الى محاولة نزع فتيل التمويل المتفجر عبر مشاورات اجراها مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبالتنسيق مع مراجع قيادية في الأكثرية لكن الرئيس ميقاتي رفض سحب هذا الملف وعدم ادراجه على جدول اعمال جلسة الثلاثين من هذا الشهر، اما الرئيس سليمان فقد رفض ذلك ايضا وقال لبري انا شخصيا مع تمويل المحكمة.

المصادر المتابعة توقعت اتصالات قريبة بين ميقاتي وحزب الله في ضوء التطور الذي تمثل في رفع التيار الوطني الحر القبضة بوجه رئيس الحكومة عبر التلويح باستقالة وزراء التيار العشرة. وزراء عون لوحوا بالاستقالة

واعتبر وزير السياحة فادي عبود ان موقف وزراء تكتل التغيير والاصلاح من ملف تمويل المحكمة الدولية، يعود الى وجود خلل قانوني ودستوري في المحكمة.

وعن احتمال استقالة وزراء التكتل من الحكومة وهو منهم قال الوزير عبود للمؤسسة اللبنانية للإرسال كل الاحتمالات مفتوحة وقال اننا مصابون بإحباط في هذه الحكومة اكثر من الاحباط الذي اصبنا به في حكومة سعد الحريري.

من جهته، النائب عمار حوري عضو كتلة المستقبل رأى ان من الواضح ان الحكومة في حال احتضار ومن الواضح ايضا ان كلام رئيسها نجيب ميقاتي يعكس حجم الضغط الذي يتعرض له، وقال في تصريح اذاعي لقد وصلنا الى لحظة الحقيقة والمهل انتهت امام المحكمة والحكومة.

بدوره المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان دعا اللبنانيين جميعا الى التمسك بالحق والانحياز الى كل صدق، لان الامور تكاد تتفلت من عقالها في ظل هذا الارباك السياسي والارتباك في المواقف.

شدت الاهتمامات في بيروت زيارة سعد الحريري الى باريس واستقباله من الرئيس الفرنسي ساركوزي في هذا الوقت، وهذا ما يعكس جدية الموقف الاوروبي من المحكمة والاوضاع في سورية.

وربطت الاوساط المعنية بين لقاء ساركوزي ـ الحريري وبرقية التهنئة بالاستقلال التي ارسلها ساركوزي الى الرئيس سليمان متضمنة الاشارة الى ضرورة وفاء لبنان

بالتزاماته تجاه المحكمة الدولية.

وتزامن الاستقبال مع وصول عدد من اركان 14 آذار الى العاصمة الفرنسية للقاء الرئيس الحريري ومسؤولين في الخارجية الفرنسية، وزوار باريس هم: فارس سعيد وسمير فرنجية ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري.

ما بعد الأحد

وعلمت «الأنباء» ان مباحثات اركان 14 آذار مع الحريري ستتناول ترتيبات مهرجان المستقبل في طرابلس يوم الاحد، الى جانب مرحلة ما بعد مهرجان الاحد، حيث التوجه التصعيدي يطفو على السطح بصورة واضحة.

تخيير بشار بين نهايتين

وقال قيادي في 14 آذار لـ «الأنباء» ان توقيع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اتفاقية نقل السلطة في اليمن برعاية سعودية، يشكل رسالة مفتوحة الى الرئيس بشار الاسد مضمونها ان يختار بين نهاية نظام صالح الذي اختار فرصة الخروج من الحكم محصنا ضد الملاحقة، ونهاية نظام القذافي في ليبيا، وان المهلة القصيرة الجديدة التي اعطاه اياها وزراء الخارجية العرب تتناول هاتين النقطتين بتعابير مختلفة.
 

السابق
الراي: لبنان على شفير أزمة مع اقتراب الحسم في شأن تمويل المحكمة
التالي
قانصو: 60 أفغانياً ومرتزقة أتراك في حمص