اعلان قيام دولة فلسطين أم ربيع الأمة ؟!

ان اعلان وثيقة الاستقلال بمثابة برنامج سياسي للحركة الوطنية الفلسطينية حدد اهداف الكفاح الوطني للشعب الفلسطيني لمرحلة ما بعد الكفاح المسلح -العمل الفدائي – حيث كانت تجربة ثلاثة وعشرين عاما من الكفاح المسلح كافية لاثبات وجود شعب انكر منظرو المشروع الاحتلالي الاستيطاني الصهيوني وجوده.

بدأت المرحلة الجديدة التي بدأت بلحظة قراءة الرئيس القائد العام ابو عمار – رحمه الله – وثيقة المجلس الوطني وما زالت بعد مرورها بمؤتمر مدريد واتفاق اوسلو وانتفاضة الأقصى، واستشهاد الرئيس ابو عمار والتوجه والخطاب التاريخي للرئيس ابو مازن على منبر الأمم المتحدة، فهدف قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على اساس حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس كان وما زال مرتبطا بعمق وعي الوطنيين الفلسطينيين للحق التاريخي والطبيعي في ارضهم ووطنهم التاريخي فلسطين.. فايمان الشعب الفلسطيني بحقه التاريخي والطبيعي جعل قيام دولة فلسطين حقيقة واقعة على ارض الوطن. توجهت القيادة الفلسطينية بالنضال الوطني الفلسطيني نحو الأمم المتحدة, معتمدة استراتيجية ليس لنقل القضية الفلسطينية الى مرحلة نوعية في العمل السياسي والدبلوماسي والوطني وحسب، وانما لوضع علامات لنهاية مرحلة وبدء التالية من حيث آلية تحقيق الهدف الوطني الذي اجمع عليه الشعب الفلسطيني عبر قواه الحية والفاعلة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، فدولة فلسطين التي اعلن قيامها الرئيس عرفات في الخامس عشر من العام 1988 لم تنل استقلالها بعد، لذا كان لا بد من خط مرحلة نضالية تنقل الشعب الفلسطيني الى الحرية والاستقلال الفعلي.

دولة فلسطين قائمة اليوم كحقيقة واقعة وحتمية في وعي الشعب الفلسطيني والأمة العربية والأحرار في العالم، مقوماتها على الأرض يجسدها ملايين الفلسطينيين المؤمنين بحقهم التاريخي والطبيعي بأرضهم، فمنهم المتجذرون الصامدون في مدنهم وقراهم وبيوتهم ومنهم من ينتظر لحظة العودة من بلدان اللجوء والمهجر، صامدون يحمون أرضهم ويدافعون عنها وعن مؤسساتهم المدنية الحضارية وعن ثقافتهم وعن مؤسسات القانون والنظام التي ابهرت العالم لانسجامها مع الفكرالسياسي والابداع الانساني المعاصر.

ما زال النضال مستمرا لرفع ركائز دولة مدنية ديمقراطية حرة، يسودها العدل والمساواة، دولة تكون نموذجا للوفاء للشهداء الذين ضحوا من اجل حرية الشعب واستقلاله، ومثالا على الرؤى الخلاقة لشعبنا الفلسطيني الحضاري.
تحققت معظم اهداف اعلان وثيقة الاستقلال. لكن حكومات اسرائيل تسعى تحت ضغط الاحتلال والاستيطان اغتصاب وسلب حقنا بتقرير مصيرنا.. فاعلان قيام دولة فلسطين يعني اعلان قيام الأمة العربية من سبات دام عدة قرون، ففلسطين اصل الحياة في المنطقة وربيعها هو ربيع الامة والانسانية. وان غداً لناظره لقريب.  

السابق
حسين حطيط: موسى الصدر مثالا لي في خدمة الآخر
التالي
انفجاران في صور فجرا والاضرار مادية