سلام عليكِ يا غزة

غلعاد شليط عاد، الحمد لله، واليوم واضح انه لم يعد لنا ما نبحث عنه في قطاع غزة. بعد فك الارتباط ليست لدينا مستوطنات، لا حاجة لنا لحماية أحد أو لحراسة قوافل المستوطنين التي تسافر الى غوش قطيف او تخرج من نتساريم. الحكم في غزة لا صلاح له. لا حوار سلمي حقيقي مع حماس، التي ترى في كل ارض اسرائيل ارض وقف اسلامي. يمكن الوصول معها فقط الى وقف للنار طويل في أفضل الاحوال.
علينا ان نفك ارتباطنا عن غزة نهائيا، وأن نقرر بيننا وبين سكانها حدودا سياسية صلبة والتعاطي مع القطاع وكأنه سورية أو لبنان. لا أحد يخرج ولا أحد يدخل. لا توريد للكهرباء، لا تبادل للبضائع ولا مقاطعة بضائع. لا معابر حدود ولا اتصال بحري. غزة يجب فتحها باتجاه مصر وليس باتجاه اسرائيل والتشجيع قدر الامكان لمعابر رفح. ما لم نفعله في 1967، حين اصرينا على أن نبتلع غزة في داخلنا يجب عمله اليوم.  
في هذا الاطار يجب أن نرفع الحصار عن غزة ايضا، والذي أحدث لنا مشاكل عويصة على مدى السنين وورطنا مع تركيا ودول اخرى. كل سفينة يمكنها أن تدخل الى هناك اذا لم تكن تحمل السلاح، ويمكن الفحص الجيد اذا كانت السفينة تحمل سلاحا حتى من بعيد. مرمرة الشهيرة ستكون عالقة حتى اليوم في غزة لو سمحنا لها بالدخول، وكان رجالها سينسون هناك. إذ انه لا يوجد هناك بعد ميناء مع مياه عميقة ولا توجد امكانية حقيقية للرسو.
واذا كانوا على الاطلاق ينجحون في الوصول الى شواطىء غزة، فحتى سفن المساعدة المضحكة الاخرى كانت ستحاول حتى اليوم انزال معداتها. نشطاء السلام على انواعهم كانوا سيرفعون شارات النصر امام بضع كاميرات محلية ويسارعون الى الفرار من القطاع الاسلامي الظلامي. النشر والمكانة البطولية منحناهما لهم بكل غبائنا، عندما طاردناهم في كل شواطيء اوروبا، واوقفناهم في طريقهم الى غزة.

في موضوع فك الارتباط السياسي التام ايضا نشأت الان نافذة فرص خاصة فريدة من نوعها. مصر تريد الهدوء في القطاع، وكذا حماس معنية بتعزيز العلاقات معها. حماس تريد ايضا ان تضمن المرحلة الثانية من صفقة شليط، تحرير 550 سجين آخرين، وغير معنية بتعقيدات اضافية على الطريق. صفقة شليط أثبتت بانه يمكن أن تتوفر مصالح ثلاثية الاضلاع بين مصر، اسرائيل وحماس في غزة. وعملت مصر أمس بشكل نشط كي تحقق وقفا للنار بين الطرفين. من ناحيتنا هذا ممتاز.
نتنياهو يحب توحيد المصالح. فهو معجب بهرتسل فقط بسبب حكمته السياسية التي بفضلها نجح في أن يربط بين ارادة الحكام في اوروبا للتخلص من اليهود وبين التطلع الصهيوني لاسكانهم في بلاد اسرائيل. والان يمكنه أن يحقق رؤيا الرئيس شمعون بيرس: في القاء حماس الى غزة والوصول الى اتفاق مع القوى الفلسطينية المعتدلة في الضفة، اولئك الذين يمكن الحديث معهم بشكل عقلاني. فعلى أي حال ليس لابو مازن أي تأثير على ما يجري في القطاع.
اذا كان مليون ونصف فلسطيني في غزة جزءا من الخطر الديمغرافي الذي يحدق باسرائيل، فهذا هو الوقت للتخلص من هذا الخطر مرة واحدة والى الابد. على دولة حماس ان تكون دولة منفصلة أو جزءا من مصر.
اذا كانوا في هذه الاثناء يطلقون من هناك صواريخ غراد أو قسام، فيجب الرد بتصميم، وكأن سورية او لبنان يهاجمنا، الى أن نحقق معهم هدنة لزمن طويل، ولكن ليس أكثر من ذلك.  

السابق
كنعان: ربط كل إعتماد بتمويل المحكمة يهدف للتعطيل
التالي
ضناوي: رفض تمويل المحكمة يفقد الدولة مصداقيتها