السيد نصرالله زار دمشق والتقى الأسد قبل عشرة أيام والحريري من الرياض: مع الثورة السورية على رأس السطح

عقد مجلس الوزراء اللبناني جلستين بجلسة واحدة أمس، بعدما طارت جلستا الثلاثاء والاربعاء مع الوفود الرئاسية المعزية بولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في الرياض.

كما طارت المواعيد السياسية، لأن «النصاب السياسي» انتقل الى الرياض أيضا، ومع ذلك فإن هناك من يتصور أن في هذا شيئا من الرغبة في تعليق البحث بالامور الخلافية المتفجرة، فما الذي يمكن أن يحدث ازاء الملفات المتراكمة غدا وبعد غد والعصية على التفاهم حتى الآن؟ بند تمويل المحكمة الدولية، يتقدم البنود الشائكة على جداول جلسات مجلس الوزراء، بيد أنه لم يكن على جدول جلسة الأمس، علما انه تقدم جداول كل الزيارات الاوروبية والاميركية الى لبنان، دون استثناء، من السفراء المقيمين الى الموفدين المتلاحقين الواحد تلو الآخر. أما بند رفع الحد الادنى للاجور فهو عالق في منتصف الطريق بين مجلس الوزراء ومجلس شورى الدولة، الذي يأخذ عليه وزير العمل شربل نحاس عدم حسمه المشورة المقدمة من الوزير حول قانونية قرار الزيادة، ويستغرب نحاس وهو من الكتلة العونية المتضامنة مع حزب الله برفض تمويل المحكمة، ربط إقرار الموازنة العامة الجديدة ببند التمويل.

يضاف الى ذلك إضراب أساتذة الجامعة اللبنانية المغلقة الابواب رغم مضي شهر على بدء الدروس في الجامعات الأخرى.

هذه الأمور والمعطيات تداولها الرئيس سعد الحريري مع الوفود اللبنانية الى الرياض للتعزية بالأمير سلطان والتي التقى بعضها في منزله بالعاصمة السعودية الذي تحول الى محطة سياسية، لمعظم الشخصيات والنواب اللبنانيين الذين وفدوا للتعزية.

الرئيس الحريري لم يقتل من أجل أن يرضخ ابنه

وأولم الحريري لوفد موسع من نواب 14 آذار في منزله، وعرض معهم الاوضاع الداخلية اللبنانية والاقليمية، وتناول الحريري بالتوضيح مسألة إقامته خارج لبنان منذ بضعة أشهر، والتي تعود الى ظروف أمنية، وتطرق الى موضوع المحكمة الدولية، وقال ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يقتل من أجل ان يرضخ ابنه ويترك العمل السياسي والوطني أو من أجل أن يتخلى عن المحكمة الدولية.

مع الثورة السورية على رأس السطح ونقل الحاضرون لـ«النهار» البيروتية عن الحريري قوله ان هذا الموضوع مرتبط باستقلال لبنان وحريته، وبمسألة العدالة والتضحيات التي قدمت، وهذا لا يعني جهة بعينها أو طائفة بعينها، بل يعني جميع اللبنانيين، أما عن الاحداث في سورية فقال: اننا في كل الاحوال مع الثورة السورية فوق السطح، وما يحصل في سورية من قمع لا يمكن أن نقبل به بأي شكل من الاشكال.

وقال عن المحكمة الدولية، لا يعتقدن أحد نفسه انه أقوى من المحكمة أو من العدالة الدولية، وحزب الله ليس أقوى من ميلوسوفيتش الذي كان يحكم صربيا.

سليمان مع التمويل وميقاتي يتواصل مع الحزب

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن الرئيس سليمان تأكيده على موقفه الداعي الى الاستمرار في تمويل المحكمة، معتبرا أن هذا الخيار لمصلحة لبنان.

وزير الدولة أحمد كرامي المقرب من رئيس الحكومة، رأى أن المخرج في موضوع تمويل المحكمة قد يولد من حيث لا ندري، باعتبار أن هناك الوقت الكافي للمشاورات والمفاوضات، داعيا الى عدم استباق الأمور.

وأكد كرامي ان النقاش في المخارج بين رئيس الحكومة وحزب الله جار على قدم وساق، والخطوط مفتوحة بينهما، مشددا على أنه سيكون للرئيس ميقاتي قرار صريح لا لبس فيه.

في هذا الوقت ذكرت صحيفة الاخبار اللبنانية امس ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله زار دمشق قبل عشرة ايام والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد، وناقشا مواضيع اقليمية من بينها موقف الغالبية من تسديد لبنان حصته في موازنة المحكمة الدولية.

وقالت الصحيفة امس انه «كان لكل من نصر الله والاسد مقاربة مختلفة لتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، تأخذ في الاعتبار التعاطي معه تبعا للمصلحة التي تجمعهما على اتخاذ القرار الاكثر ملاءمة لتقويمها الوضعين المحلي اللبناني والاقليمي.

واشارت الصحيفة الى ان الرئيس الاسد لم يمانع في تمويل المحكمة، وقد اولى اهتماما لاستمرار الحكومة وعدم زعزعتها، ومساعدتها على تمرير الظروف الصعبة والدقيقة التي تعبر بها المنطقة، مع تأكيد اولوية حماية المقاومة في ضوء ما يستهدفه من الخارج، ومشددة على ان الاسد عكس مرونة في التعاطي مع التمويل، وان ميل الرئيس السوري هو الى تمويل المحكمة الدولية.

وقالت الصحيفة ان السيد نصرالله ابرز خلال اللقاء موقفه من المحكمة الدولية على ان مسألة مبدئية تتصل بالمقاومة، وهو لا يستطيع الموافقة على التمويل وفق حيثيات شرحها للاسد، مضيفة ان الاسد قال لنصر الله انه لن يخوض في هذا الموضوع الذي يعده شأنا داخليا لبنانيا، وهو يترك لحزب الله وحلفائه تقدير الموقف المناسب الذي يقتضي ان تتخذه المقاومة ويحفظ مصلحتها.

بدوره عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل راشد فايد، قال ان التيار ليس خائفا على المحكمة من رفض التمويل، فالمحكمة ستستمر بقوة الإرادة الدولية التي أنشأتها، لكننا خائفون على لبنان ونحذر من عواقب ذلك، لأن عدم التزام لبنان بتمويل المحكمة، ينطوي على مخاطر كبيرة، هناك داخل حزب الله بالذات من يستشعر وجودها.

وسأل فايد: هل يتحمل حزب الله العواقب الاقتصادية والاجتماعية التي قد تترتب على عقوبات ما تفرض على لبنان؟ وأخاف أن أسأل الحزب بوضعه المسيطر على الحكومة. فايد الذي كان يتحدث لقناة OTV التابعة لتيار العماد ميشال عون، في مناظرة مع النائب العوني زياد أسود، الذي اعتبر ان أربعة ملايين لبناني أهم في نظره من المحكمة الدولية وهيبتها، ورد فايد بالقول أربعة ملايين لبناني ليسوا أهم من العدالة، لأن العدالة هي التي تحميهم ودونها لا حياة لهم ولا كرامة. 

السابق
شاهد تعزّي الشعب التركي والحكومة التركية
التالي
سميا ابنهما ادولف هتلر فحرمتهما المحكمة من أولادهما