الاخبار: جعجع يدعو إلى توقيف حامل العصا أو ما يشبهها

مرة أخرى، لا يكاد يزاحم ملف تمويل المحكمة في المشهد السياسي غير بلدة لاسا. فبعد إشكال أول من أمس، عقد وزير الداخليّة والبلديّات مروان شربل اجتماعاً أمس في الوزارة لتحديد آليّة لمعالجة هذه المشكلة. وأكدت مصادر وزارة الداخلية لـ«الأخبار» أن أهمّ ما توصّل إليه الاجتماع هو الاتّفاق على أن يرسل القاضي العقاريّ مسّاحاً واحداً، بعد أن اعتادت الأطراف المتنازعة أن يرسل كل منها مساحاً. وأسهم الاجتماع في «امتصاص نقمة الأهالي إلى جانب استيعاب اعتراضات المطرانيّة». وضمّ الاجتماع ممثلين عن أهالي بلدتي لاسا وأفقا، وممثل عن مطرانية جونية المارونية، والمسّاح المكلف بمسح أملاك لاسا فادي عقيقي. ونتج منه، وفقاً للبيان الصادر عن الوزارة، «وضع الآلية التي ستحدد على أساسها العقارات وهوية مالكيها، على أن تبقى العقارات موضوع النزاع في مسار متابعة القضاء». وأشار شربل إلى الاتفاق على التقاء كافة الأطراف مع القاضي العقاري السبت المقبل، للسير بآلية تكليف مسّاح مختص لتدوين المستندات والاعتراضات من جميع الأفرقاء، أو إرسالها إلى القاضي العقاري الذي «يدرس هذه الاعتراضات لإعطاء كل ذي حق حقه». وختم شربل بالتأكيد أن القاضي العقاري وعده بإيلاء هذه القضية الاهتمام الكافي، وإصدار الأحكام في أسرع ما يمكن، متمنياً ألا تتجاوز المهلة آخر هذا العام. وتعليقاً على الاجتماع، قال الوكيل الأبرشيّ لمنطقة لاسا الأب شمعون عون لـ«الأخبار» إن «الوزير عبّر عمّا نطالب به وقراره جيد. ننتظر التنفيذ». أما رئيس بلدية لاسا عصام المقداد، فأكّد بدوره لـ«الأخبار» رفض الأهالي لخريطة المساحة العائدة لعام 1939 وعدم السير فيها، مؤكّداً التزام ما صدر عن اجتماع الداخلية، لناحية الاعتماد على قاض عقاريّ يقدّم له كلّ طرف مستنداته ليأخذ القاضي على ضوء المستندات قراره. 
من جهته، واصل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع محاولة الاستفادة سياسياً من هذه القضية العقارية، فانطلق في حديثه مع وكالة الأنباء المركزية من جلسة حقوق الإنسان ووجوب متابعة القضاء للحق العام، ومرّ على ترشيش موصياً وزير الاتصالات نقولا صحناوي برفض مدّ أي خطوط غير شرعية لأي جهة غير الدولة، وحطّ أخيراً في لاسا. أشاد بالإجراءات التي تتبعها الدولة، معتبراً أن على القيادات والمواطنين «الانحناء والإشادة وتقدير الخطوات التي تقدم عليها السلطات المعنية في هذا الملف، لأن المطلوب هو فرض هيبة الدولة وتطبيق القانون على الجميع بالتساوي». وعبّر جعجع عن «ارتياحه لبيان عائلة المقداد الذي استنكر كل عمل مخلّ بالأمن، وأكد دعم الدولة واحترام القوانين»، آملاً «أن تحذو سائر العائلات حذو آل المقداد في عدم تغطية أي مخلّ بالأمن أو معتد على القانون». لكن سرعان ما توقف جعجع عند تصدي أحد المواطنين لرجال الأمن أثناء قمعهم مخالفة في لاسا ومحاولته التعرض لهم حاملاً «عصا أو ما يشبهها» في يده، مشدداً على وجوب إلقاء القبض بسرعة على المتطاولين على رجال الأمن.

صحناوي: لا تمديدات في ترشيش

أما رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، فاكتفى بعد اجتماع التكتل بالإشارة سريعاً في موضوع ترشيش إلى أن «شبكة اتصالات حزب الله قديمة». وأكد عون عدم وجود تمديدات في ترشيش، معتبراً أن تركيب إمدادات خاصة على الشبكة الشرعية ليس أمراً مقبولاً. ونبّه عون إلى أن «المقاومة لا يمكنها التواصل عبر الحمام الزاجل». وفي الإطار ذاته، أعلنت وزارة الاتصالات أن الوزير صحناوي كلف فريقاً فنياً من الوزارة بالكشف على «أعمال تنفيذ المشروع الوطني لشبكات الألياف البصرية التي تقوم بها شركة خاصة لمصلحة الوزارة. وتبين نتيجة أعمال الكشف عدم وجود أي تمديدات خاصة في المسالك الهاتفية التابعة لوزارة الاتصالات في بلدة ترشيش».
وبعيداً عن ترشيش، خصّص عون الجزء الأكبر من مؤتمره لمهاجمة الرئيس نجيب ميقاتي الذي «لا يكون قوياً إلا بحماية المخالفات التي تبدو جزءاً من سياسة الدولة». وتحدث عون عن شعور تكتله بأن الحكومة لا تريد إقرار مشروع الموازنة، متمنياً أن لا يكون إحساسه صحيحاً. ووصف كلام السفيرة الأميركية مورا كونيللي التي زارته أول من أمس بالهادئ، مؤكداً أنه لا يواجه أحداً، ولكن «المجتمع الدولي هو الذي يواجهنا، وأي إجراءات يتخذها بحقنا إذا امتنعنا عن الدفع، نعتبرها تعسفية واعتباطية، لأن دولتنا حرة من أي التزام في ما يخصّ تمويل المحكمة».
وكانت السفارة الأميركية قد أعلنت أمس أن جولة نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جايك والاس على المسؤولين اللبنانيين شملت رؤساء الجمهورية والنواب ومجلس الوزراء وحاكم مصرف لبنان ووزير المال السابق محمد شطح. وشدد خلال لقاءاته على أن تلبية لبنان لجميع التزاماته الدولية، بما فيها تمويل المحكمة الخاصة بلبنان والتعاون معها، هي «حاجة لبنانية».
أما كتلة المستقبل النيابية، فاستنكرت إثر اجتماعها الأسبوعي، «أشد الاستنكار رفض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تمويل المحكمة». ورأت الكتلة في موقف نصر الله «إصراراً على مواجهة اللبنانيين ومنعهم من الوصول إلى الحقيقة، وكذلك على مواجهة المجتمع الدولي وإقحام لبنان في معارك تعرضه لمخاطر غير محمودة على أكثر من صعيد».

فوز عوني في الكازينو

وبعيداً عن الملفات اليومية، كان لافتاً أمس الخبر الوارد من كازينو لبنان، حيث فازت لائحة التيار الوطني الحر وحلفائه كاملة في انتخابات موظفي الكازينو. وتمثل هذه النتيجة مفاجأة ذات دلالات سياسية، بسبب الجهد الاستثنائي الذي يبذله رئيس الجمهورية ميشال سليمان عبر صهره المرشح إلى الانتخابات النيابية المقبلة عن دائرة كسروان ونواب كسروان السابقون لتعزيز نفوذهم في كازينو لبنان، ومحاصرة التيار الوطني الحر فيه.

ميقاتي في السعودية

على صعيد آخر، ترأس الرئيس ميقاتي الوفد اللبناني الرسمي الذي شارك في مراسم تشييع وليّ العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز. وفي تصريح من الرياض، عبّر ميقاتي عن «تأثره لغياب الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي كان أحد الرجالات البارزين في الأمة العربية والإسلامية، وركناً من أركان المملكة السعودية الذين أسهموا في نهضتها وتطوّرها». 

السابق
أية احتمالات للتمويل بعد لاءات نصر الله؟
التالي
القلق من هيمنة الأحزاب الإسلامية