قنديل: لتحصين الوحدة لأن الفتنة هي باب الرهان لدى القوى المتآمرة

 اختتم مؤتمر "الآفاق المستقبلية للثورة المصرية" أعماله في مركز "باحث". وتحدث في الجلسة الختامية التي ترأسها مدير "مركز النيل للدراسات" الدكتور ايمن المصري، عضو المجلس الوطني للاعلام مدير "مركز الشرق الجديد للدراسات" غالب قنديل، فتناول "تحديات الثورة المصرية" وطرح تصورا لها، وقال: "في القوانين المعروفة لأية ثورة، ان الظرف الثوري يؤمن لقاء قوى متنافرة ولكن حول هدف مشترك". أضاف: "هناك ملامح مخاض وتشكل سياسي في مصر في اطار المناخ المصري، وهناك تحديات عدة تواجه الثورة المصرية".

وذكر "ان التحدي السياسي بمعنى انتقال السلطة هو التحدي الاول"، متحدثا عن "تحرك العوامل الخارجية وتأثيرها في محاولة تأبيد عملية التغيير في مصر وتوقيفها عند التغيير الشكلي"، ومحذرا من "محاولات صرف نظر الشعب المصري عن اي تغيير حقيقي". وقال: "التحدي السياسي يطرح أمرين يتعلقان بوضع أجندة واضحة لعملية الانتقال وتحرك شعبي لفرض تنفيذ هذه الأجندة".

وأكد "ان التصدي للتحدي السياسي هو أولوية"، مؤكدا "ضرورة إيجاد جبهة مشتركة عريضة من القوى السياسية، وان التحدي الثاني الخطير يتعلق بالوحدة الوطنية الداخلية". كما تحدث عن "محاولات جدية لتسعير المناخ الطائفي وإثارة الصدامات في الشارع".

ودعا المصريين الى "تحصين وحدتهم الوطنية لأن الفتنة هي باب الرهان لدى القوى المتآمرة على الثورة وربط بين ضغوط الخارج وخاصة من اميركا وبعض القوى الساعية للفتنة لإحباط الناس ولكي يكون مطلب الناس الاساسي تأمين الاستقرار بما يعني قطع الطريق على أي عملية تغيير".

ولفت قنديل الى "تحد ثالث يكمن في الجانب الاقتصادي، في حين ان التحدي الرابع يكمن في الجانب الوطني والقومي ودور مصر الاقليمي، باعتبار ان هذا العامل يعيد لمصر مكانتها".

ورأى "ان ضغوط الخارج ستكون لمصلحة الثورة وتكون عاملا في اعادة مصر الى دورها وليست ملحقة بأي من الاستراتيجيات في المنطقة إلا من خلال التحرر من الهيمنة الاستعمارية وقواها".

وختم بالإشارة الى "تحد خامس يتعلق ببلورة حلف سياسي يجمع هؤلاء الشباب بأجندة عمل تستطيع التقدم الى الامام كي تكون الثورة مكتملة".

وقدم مجموعة من الاقتراحات منها "توليد دينامية في الشارع المصري على قاعدة تحديد فترة الانتقال وبشروط الثورة وقواها السياسية صاحبة المصلحة في منع تأييد عملية التغيير".

رزق

وعن "تأثيرات الثورة المصرية على العلاقات الخارجية"، تحدث المحامي عبد السلام رزق فقال: "ان الثورة استعادت ما كان لمصر وما يجب ان تكون عليه. قدر مصر وما جبلت عليه ان تكون في قيادة المنطقة وفي التصدي لأعدائها".

كما تحدث عن "تدني مستوى عدد من القضايا في السياسة الخارجية وخاصة الاستراتيجية منها تجاه افريقيا في مرحلة الرئيس مبارك"، وقال: هم موظفون وليسوا رؤساء".

ورأى "ان اميركا تشعر بإختلاف الوضع في مصر بالنسبة لمصالحها، وان الشعب المصري لم يعد منعزلا عن حسابات اتخاذ القرار وأصبح يحسب له الحساب، اضافة الى نظرة اسرائيل وقلقها مما يحصل، والدليل تقديمها اعتذار عن حادثة قتلها لجنود مصريين في سيناء، وهذا يدل على عدم قدرتها على فتح جبهة جديدة للصراع مع مصر".

وتناول "دور مصر في عملية تبادل الاسرى الفلسطينيين مؤخرا"، ورأى "ان العلاقات المصرية- الايرانية تسلك طريقها نحو التقدم"، داعيا الى "النقاش بين الطرفين لابراز نقاط التلاقي".

وختم قائلا "ان الوحدة العربية هي حلم كل عربي ومسؤولية كل مصري، وانه لا يوجد اتفاقية في العالم يجوز تعديلها تبعا للتغييرات. وسيتم التفاوض مع النظام الجديد في مصر حول هذه الاتفاقيات الخارجية من خلال قوة الضغط الشعبي".

صبري

وكانت المحاضرة الاخيرة لعضو المكتب السياسي ل"حركة 6 ابريل" العضو المؤسس في "حزب العدل" و"جمعية التنمية الثقافية لشباب الثورة" الدكتور أشرف صبري، فتناول "الشباب بين الاحزاب والحركات الشعبية"، وعرض "الحالة السياسية قبل الثورة المصرية وكانت تتراوح بين حياة حزبية وحركات شعبية"، وقال "ان الاحزاب التي كانت موجودة هي احزاب معارضة داخل الحزب الوطني الحاكم".

وذكر "ان المشاركة الحزبية كانت تقتصر على مجموعة من الشباب النفعي من اجل نيل امتيازات ورحلات مجانية".

وقال "ان حركة 6 ابريل اقرب الى الشارع، وفكريا الى حركة "كفاية"، مؤكدا "ان الشباب المصري واع جدا لمعطيات دوره في الزمان والمكان، وان نمو أية حركة شعبية إنما هو دليل على ضعف الدولة وانقطاع العلاقة بينهما". واعتبر "ان الشخص الثائر المقاوم ينضم الى الحركة الشعبية والشخص النفعي الانتهازي كان ينضم الى الحزب الوطني الحاكم في حين كان ينضم الاصلاحي- النفعي الى حركة الاخوان المسلمين".

أضاف: "ان الشباب عادوا الى الحركات الشعبية مجددا في اطار العمل السياسي الحر الثائر على الظلم".

وعن موقف الاخوان المسلمين قال: "نلتقي معهم في المنهج التربوي الرائع الموجود في حركتهم ونختلف معهم في قضايا سياسية معينة، ويتميز شبابهم بنبل اخلاق ودافعوا عنا في ميدان الثورة ولكن نتمنى عليهم الفهم الحقيقي للاسلام". 

السابق
9 طائرات اسرائيلية اخترقت الاجواء امس
التالي
بزي أمل ان يعود الصدر إلى وطنه