قبلان هنأ الشعب الليبي وطالب المجلس الانتقالي بالتحقيق في كشف حقيقة جريمة تغييب الامام الصدر ورفيقيه

 ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة، التي استهلها بالقول: "على الباغي تدور الدوائر، فاليوم نعيش ما جرى في ليبيا، هذا البلد العربي المسلم الذي ابتلي بإنسان أحمق مغرور ومتكبر حارب الناس وظلم الشعب الليبي بفعل غروره وكبريائه، فاستعمل الملك والمال في معصية الله، وابتعد عن طاعة الله، ولم يسمع نصيحة ولم يتعظ بالأحداث ولم يصغ لضميره ولم يتعقل فكان إنسانا ظالما مستبدا تمادى في ظلم شعبه، واعتقل الإمام السيد موسى وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، فلم يسمع لأي نصيحة ولم ينصاع إلى موعظة، ولقد ورد في الحديث "ان أعقل الناس من دارى الناس"، ان مصير القذافي هو بفضل ما جنته يداه، فهو ظلم الشعب الذي انتفض ومارس حقه وقام بدوره ليضع حدا لهذا المجنون المغرور المتكبر، ان معمر القذافي لم يسمع مطالب الناس فضرب عرض الحائط بمطالبهم حتى لاقى هذا المصير المحتوم، ونحن نقول لكل الناس "لا تركنوا للذين ظلموا تمسسكم النار"، ان المجرم والمعتدي معمر القذافي ارتكب أفظع الجرائم حتى ضجت به الأرض من حقده ولؤمه، لذلك نطالب الجميع ان يتعظوا به، فالقذافي تحكم بشعبه على مدى 42 سنة، فراح يقتل وينكل ويظلم حتى كانت نهايته انه قتل بشكل شنيع، ان القذافي انتقل إلى ربه الذي سيحاسبه على ما اقترفت يداه، لذلك على الجميع ان يتخذوا القذافي عبرة وموعظة".

وطالب المجلس الانتقالي في ليبيا، بملاحقة أعمال القذافي فيحققوا في قضية الإمام موسى الصدر ورفيقيه، ويقولوا لنا الحقيقة ونطالبهم بمراقبة ومحاسبة ومحاكمة من كان مع القذافي وسار على خطاه، نريد ان ينعقد المجلس الوطني الانتقالي بشكل مستمر لكشف مصير الإمام موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والإمام عباس بدر الدين، فنحن نطالب بكشف الحقيقة وتبيين الأمر لنصل إلى العدالة. ونحن من لبنان كما قال دولة الرئيس نبيه بري، سنوفد وفدا إلى ليبيا ليعمل للوصول إلى الحقيقة".

وقال: "ان جريمة تغييب الامام جريمة شغلت بالنا على مدى أكثر من 33 عاما، والقذافي لم يستمع لمطالبنا وقد طالبته حين اجتمعت به في دمشق، ان يكشف الحقيقة، ولكنه أصر على قوله ان الإمام الصدر ورفيقيه غادروا ارض ليبيا، ونحن قلنا له انهم لم يغادروا ليبيا وانه مسؤول عن تغييبهم، ولقد قلت لمعمر القذافي ان العرب تأخذ الثأر بعد 40 سنة. انتم الان في الواجهة ومن موقع المسؤولية عليكم ان تتعظوا من مصير القذافي فتفتحوا صفحة جديدة في تحقيق العدالة، فتعيدوا ليبيا إلى حضارتها ودينها وإيمانها فتفتحوا صفحة جديدة لتلاقي والتفاهم والتشاور لإصلاح ما أفسده القذافي وإحقاق الحق، نحن ظلمنا بتغييب الإمام الصدر ورفيقيه ومطلبنا هو كشف مصيرهم. ونحن نخاطبكم من ارض الشهداء وبلاد العلماء في لبنان، لنقول للمجلس الوطني الليبي ان عليكم التحرك لكشف الحقيقة حتى تهدأ النفوس وتقر القلوب ونتعاون على البر والتقوى، ولا نتعاون على الإثم والعدوان. نهنئكم وندعو لكم بالنصر والسير العاقل والهادىء فكونوا يدا واحدة وانسوا الماضي الأليم".

وهنأ "الشعب الليبي الذي صبر على الظلم والحيف حتى أراحه الله من شر القذافي، ولقد هلك الشقي والى جهنم وبئس المصير، واليوم انتهى دور القذافي بهلاكه وعلى المجلس الوطني الانتقالي ان يبحث ويكشف الحقيقة لإنقاذ سمعة الليبيين، ومسح جرائم القذافي والتحرك من جديد لوضع النقاط على الحروف، ونطالب اعضاء المجلس الوطني بالعمل لتجنيب ليبيا عن الإرهاب والجشع، فيعدلوا ويبتعدوا عن الحقد والحساسيات، ان شعب ليبيا ابتلي بالمجرم معمر القذافي الذي لم يسمع لأي إنسان، لقد صبرنا واخذ القذافي قصاصه بقتل شنيع ليأخذ معه أعماله وأقواله، بعد ان ابتعد عن الصدق والواجب، فهو اطلق على نفسه لقب ملك الملوك لانه كان متكبرا ظالما معتديا اعتدى على اهل الحق والصدق".

ووجه خطابه لكل الحكام الظالمين في كل زمان ومكان، فقال: "ان الله بالمرصاد لكل ظالم وباغ ومعتد، ان الإمام موسى الصدر مظلوم وظلمه تجاوز الحدود، فلماذا غيب عن وطنه وأهله وإخوانه، ان الملك لا يبقى والمال لا ينفع والعرش يهتز ويسقط وكل إنسان إلى الفناء والهلاك، ولقد توجهنا لجامعة الدول العربية ولكنها واجهتنا بالصمت وعدم الاستماع لمطالبنا، لذلك نطالب العرب ان يتقوا ربهم ويحافظوا على دينهم ويبتعدوا عن الشواذ، فالمال لا ينفع والقوة لا تردع، فالذي ينفع فهو العدل وقول الحق، ان التسلح بالإيمان والورع ينفع الإنسان ويبعده عن الظلم والفحشاء والمنكر والإثم، لقد أجرم ألقذافي بحق الإنسانية فكان ظالما لنفسه ولغيره لذلك نطالب الجميع بالعمل لإنقاذ البلاد من هكذا زعماء تسلطوا الحكم وعاشوا فسادا في البلاد والعباد فأكلوا أموال الناس ظلما وعدوانا، فأفقروا الشعب وأذلوه وقتلوه وشردوه ونفوه عن أرضه".
اضاف: "ان ارض ليبيا غنية بالنفط، فهي دولة غنية ولكن الظالم استبد بثرواتها حتى لاقى مصيره السيء والتعس والبائس، لذلك فليكن القذافي موعظة وعبرة، فالقذافي عبرة وقتله على هذا النحو عظة لكل من تعاون معه وسانده وأصر على الظلم، لذلك نقول للجميع عليكم بالاتعاظ بغيركم ان القذافي لم يكن يفكر الا بنفسه لانه اراد تدمير ليبيا لكن الله نصر الشعب الليبي المستضعف، فالله سبحانه بالمرصاد لكل ظالم ومعتد، ان القذافي جرثومة فساد كفر بالقيم الدينية وعمل ليحل مكان الأنبياء".

ورأى ان "الحراك العربي مطالب ان يرسم معالم حضارة ناصعة عن الإسلام المعتدل، وليس عن التطرف فيتبع الجميع دين الإسلام، فيتخذوه طريقا وملاذا وملجأ ويبتعدوا عن العصبية والتطرف، ويكونوا عونا لبعضهم. وعلى حكام اليمن والبحرين ان يقلعوا عن العصبية ويتركوا الظلم ويتخلوا عن العصبية والبغضاء والمنكر، فيعملوا لما يرضي الله ويبتعدوا عن سخطه فيكونوا مع الله ليكون الله معهم. علينا ان نقف في خندق مواجهة الظلم والظلمة ونبتعد عن كل كيد وحقد وبغضاء وظلم لان الظلم ظلمات يوم القيامة". 

السابق
السنيورة: زمن الطغيان والاستبداد ذهب وبدأ فجر التغيير
التالي
حطيط: هناك خوف من زيادة سيطرة الغرب على دول المنطقة