حطيط: هناك خوف من زيادة سيطرة الغرب على دول المنطقة

 أقامت مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر والمركز الإسلامي الثقافي لقاء حواريا مع العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط تحت عنوان "الحراك العربي بين الثورة والاحتجاج وموقع الدين فيه"، في حضور حشد من الشخصيات.
قدم اللقاء مدير مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر الدكتور نجيب نور الدين، ثم ألقى حطيط مداخلة مما قال فيها: "هناك نقطتان أرغب في التحدث عنهما: ما هي طبيعة الحراك القائم اليوم في الدول العربية؟ وثانيا ما هو موقع الدين من هذا الحراك ومن المستفيد منه؟ وتحديدا موقع الإسلام مما يجري؟
البعض وصف ما يجري بأنه نتيجة الحراك الديني أو وضعه في إطار الصحوة الإسلامية ومنهم من رأى أنه مكون من عدة مكوِنات:

المصطلحات السائدة اليوم: الثورة، المعارضة، الحراك الشعبي، التدخل الأجنبي المغلف بتحرك داخلي. فهل التحرك في البلدان العربية ثورة؟"

وبعدما شرح مفهوم الثورة ومدلولها رأى "أن ما يجري في الوطن العربي ليس ثورة بالمعنى المتكامل كما جرى في الثورة الفرنسية أو الثورة الإيرانية أو الثورة البولشفية. فما يجري في العالم العربي حراك أسقط رؤوسا لأنظمة عربية مع وعد بالتغيير غير مضمون النتائج، بل إن ما يحدث يثير الخوف من أن الشعب استخدم لتحقيق مصالح خارجية أو عدم استمرارية الحراك لتحقيق النتائج المطلوبة كما جرى في تونس ومصر".

وأبدى حطيط تخوفه من "التدخل الأجنبي في أكثر من دولة يحدث فيها تحركات معارضة كما حصل في ليبيا والتي أصبحت تحت سيطرة الحلف الأطلسي وكما جرى التخطيط لسوريا".
وقال: "لا يمكننا تسمية كل ما يجري في الدول العربية بأنه ثورات بل هناك شبه ثورة أو حراك شعبي أو عملية تدخل أجنبي".
وعن دور الدين في الحراك الشعبي قال: "هل ما جرى تم لإقامة حكم إسلامي أو لإسقاط الحاكم لمخالفته الإسلام؟ أو ان ما جرى كان دفاعا عن الإسلام؟ أم أن الناس تحركوا من خلفيات إسلامية؟ أو تم الاستفادة منه من بعض القوى والحركات الإسلامية؟ وهل المسلمون وحدهم ثاروا؟
وهل كان كل من تحرك كان بدافع شخصي أو إن هناك جهات دفعته للتحرك؟"
واعتبر "أن الذين شاركوا في التحركات كانوا متنوعين، بعضهم منتمون الى حركات إسلامية وبعضهم لا ينتمون، وفيهم غير مسلمين، ولا يبلغ عدد الأعضاء المنتمين الى التحركات الإسلامية، الذين شاركوا في التحركات من منطلق إسلامي أكثر من 20 في المئة من المشاركين".

وأكد أنه "خلال كل المعطيات المتوافرة لا يمكن وصف ما جرى بأنه صحوة إسلامية أو ثورة إسلامية، بل جرى استخدام للرموز الدينية والإسلامية لدعم التحرك وإنجاحه".

وختم حطيط: "إن ما جرى أحيانا يمنع وصف التحرك من كونه تحركا إسلاميا بل إن بعض ما حصل قد يكون مسيئا للإسلام عبر الاعتداء على المدنيين أو تهديد غير المسلمين بوجودهم.
ولكن لا نستطيع إنكار وجود حركات إسلامية أو شرائح إسلامية ساهمت في التحركات لأهداف مختلفة، لكن هؤلاء أقلية وليس هناك قوى قادرة لإقامة الحكم الإسلامي أو الدولة الإسلامية. ورغم أن التيار الإسلامي الجهادي استفاد من الحراك الذي حصل حتى الآن، لكن هناك خوف من أن يؤدي الى زيادة سيطرة الغرب على دول المنطقة وهناك خشية على الإسلام والمسلمين مما يجري". 

السابق
قبلان هنأ الشعب الليبي وطالب المجلس الانتقالي بالتحقيق في كشف حقيقة جريمة تغييب الامام الصدر ورفيقيه
التالي
جريحان في اطلاق نار في تحويطة الغدير