صيدا تحتفل بوضع حجر الأساس لحديقة الملك عبد الله الخميس المقبل

تحتفل عاصمة الجنوب صيدا يوم الخميس المقبل بوضع الحجر الأساس لحديقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي ستقوم مؤسسة الحريري بإنشائها بناء على الاتفاق الموقع بينها وبين بلدية صيدا، وذلك في احتفال تقيمه بلدية صيدا ومؤسسة الحريري بحضور سفير المملكة العربية السعودية ومشاركة الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي.
وستقوم حديقة الملك عبد الله بن عبد العزيز على مساحة 22 ألف متر مربع في منطقة الوسطاني العقار رقم 1587، وتبلغ قيمة المشروع نحو ثلاثة ملايين دولار أميركي وستنفذه شركة جينيكو، عبارة عن حديقة عامة مصممة لأن تكون متنفسا طبيعياً لأهالي المدينة وتتضمن مزروعات متنوعة ومساحات مخصصة للترفيه واماكن للعائلات والأطفال مع خدمات من مطاعم وأكشاك وملاعب.

ويشكل لهذا المشروع خطوة اساسية وهامة على طريق تحقيق حلم طالما راود الصيداويين بأن يكون لديهم حديقة عامة، ذلك أن عاصمة الجنوب بكل ما تمثل من موقع ودور وتنوع وتطور بقيت حتى اليوم تفتقر الى مثل هذا المرفق الحيوي الذي من شأنه ان يشكل متنفسا لأبناء المدينة ومساحة نشاط ولقاء وتفاعل بين ابنائها وزوار المدينة، كما من شأنه ان يشكل متنفسا للأولاد والأطفال الذين قلص التمدد العمراني من المساحات الخضراء الآمنة التي يمكن أن يلجأوا اليها ويتمتعوا بوسائل الترفيه والتثقيف والتريض وتنفيس طاقاتهم باللعب واللهو والاستمتاع بالطبيعة.
واذا كانت السياسة في مكان ما، والروتين الاداري في مكان آخر، قد حرمت صيدا واهلها من ان يكون لهم حديقة عامة أو على الأقل عرقلت وأخّرت ولادة هذا المشروع فإن اصرار النائب بهية الحريري وتمسكها بهذا الحق للمدينة واهلها، جعلا منه أمرا ممكن التحقق.
وتعود بدايات هذا المشروع الى عهد المجلس البلدي الأسبق الذي كان يرأسه المهندس هلال قبرصلي حين جرى اتفاق بشأنه بين البلدية وبين مؤسسة الحريري التي تعهدت بتمويله وتنفيذه، ثم عاد وتعثر ابان عهد المجلس البلدي السابق برئاسة الدكتور عبد الرحمن البزري لأسباب سياسية وبعد محاولة البزري التملص من هذا الاتفاق وعقد اتفاق جديد حول تنفيذ المشروع نفسه مع مؤسسة معروف سعد الخيرية، الأمر الذي استدعى احالة المشروع الى مجلس الوزراء الذي عاد فأقر بحق مؤسسة الحريري في تنفيذه بناء على اتفاقها المبرم مع البلدية، فكان واحدا من المشاريع التي حملتها الحريري مع وفد من فاعليات المدينة الى الرئيس فؤاد السنيورة يوم كان لا يزال في سدة رئاسة الحكومة في كانون الأول من العام 2008، وواحدا من المشاريع الذي انتخبا على اساسها نائبين عن المدينة عام 2009 وانتخب على اساسها المجلس البلدي برئاسة المهندس محمد السعودي عام 2010.
حلاوي

ويقول مصمم مشروع الحديقة العامة والمشرف على تنفيذه المهندس محمد حلاوي (اخصائي في هندسة الحدائق): "ان الحديقة المزمع انشاؤها ستكون بأعلى المواصفات العالمية من حيث التصميم والتنفيذ، ولن تكون مجرد بقعة خضراء كما هي الحال بالنسبة لبقية الحدائق في لبنان، بل ستكون الحديقة الأولى من نوعها في لبنان، فهي حديقة متكاملة من حيث ما تتضمنه من خدمات ما يجعل منها منتزها مكتمل الخدمات كما الألوان لجهة الأشجار والورود فضلا عن بركة صغيرة تتجدد فيها المياه بشكل دائم".
ويضيف: "ما سيميز الحديقة انها ستكون صديقة للبيئة بكل مكوناتها ومنشآتها، الأشجار والمزرعات فيها " Botanic Garden" وستكون هناك اماكن مخصصة للأنشطة الترفيهية والتراثية الى جانب مقهى ومطعم صغيرين سيتم انشاؤهما بمواد صديقة للبيئة، ووسائل ترفيه للأولاد والأطفال ومركز مخصص كمتحف لذاكرة المدينة التراثية. وستكون الحديقة ايضا مجهزة لربطها بشبكة الانترنت".

ويشير الى أن "العنصر المائي في الحديقة سيكون عبارة عن بحيرة صغيرة تتجدد فيها المياه تلقائيا وتختصر فيها الحياة البحرية باسماك ملونة ونباتات مائية وتحيط بها مساحات خضراء تتخللها ممرات للمشاة، اما الآليات والسيارات فلم تخصص لها اية ممرات للدخول باستثناء ممر وحيد لدخول سيارات الاسعاف عند الحالات الطارئة. اما موقف السيارات فسيكون خارج الحديقة".
ويرى حلاوي أن "اهم ما في مشروع حديقة صيدا هو تنوعه من حيث المكونات والخدمات التي تؤديها"، ويقول: "كان هناك تحد بالنسبة لي أن اجمع كل هذه المعطيات_ الأفكار في حديقة واحدة، وأن نأخذ بعين الإعتبار الجانبين البيئي والتراثي".  

السابق
فرنجية يعرض توقعاته لمرحلة ما بعد الأسد
التالي
مشعوذة تخلص الناس من لعنة المجوهرات !!