الروايات البوليسية الإيسلندية «بطلها» المجتمع

 فرانكفورت – أ ف ب (خدمة دنيا) – تحولت القصة البوليسية الإيسلندية في غضون 15 ســـنة، أحد أهم منتجات التصدير في هذا البلد، حيث نسبة الجريمة متدنية جداً. وبفضل شهرتها تلك، تحل ضيف شرف على معرض الكتاب في فرانكفورت.

من أرنالدور ايندريداسون، إلى يرسا سيغوردادوتير، مروراً بأرني تورارينسون، تزخر الجزيرة الصغيرة البالغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، بالكتّاب الذين جعلوها موقعاً خاصاً بها، إلى جانب «الأشقاء» السويديين والدنماركيين والنروجيين على خريطة الأدب البوليسي العالمي.

النجاح كان محلي الطابع أولاً، قبل ان ينعكس مبيعات بملايين النسخ في أوروبا.

وتقول سيغوردادوتير: «رواياتي موجهة في الأساس إلى قراء أيسلنديين. أكتب قصصاً تتناول ما لا يمرّ عبر وسائل الإعلام، وتظهر أن مجتمعنا يتطور لكن نحو الأسوأ».

ولطالما كانت أيسلندا أرضاً خصبة للقراء، مع شــراء كل مواطن ثمانية في السنة. ويـــقول اينــدريداســـون، الذي يحتل مراتب جـــيدة في تصنيف أفضل المبيعات في فرنســـا وألمانيا: «لطالما لاحظنا اهتماماً بالروايات البوليسية، والتي تترجم إلى الانكليزية سواء كانت جيدة أو سيئة».

ويضيف: «بعد فترة قلنا إن من المهم أن يكون لدينا إنتاج محلي». فيما تؤكد سيغوردادوتير أن «غياب التقليد الأدبي البوليسي الخاص بنا سمح لنا بأن نشعر بحرية مطلقة».

وأيسلندا التي تُسجّل فيها حفنة من عمليات القتل سنوياً، لا توفر الكثير من القصص الإجرامية التي يمكن الاستلهام منها. غير أن أحد مفاتيح نجاح الرواية البوليسية الإيسلندية في الخارج هي أن المجتمع الإيسلندي هو «الشخصية» البارزة والمركزية في كل هذه الكتب. هذا المجتمع الذي تسري أفكار نمطية كثيرة حوله، يتلذذ الكتّاب بالقضاء عليها، لتقديم صورة قاتمة بعض الشيء، مؤكدين أنهم لا يبالغون.

ويؤكد ايندرياديسون: «غالباً ما تتكون لدى المرء صورة بريئة جداً عن أيسلندا، إلا أن قراءنا لم يزوروا أيسلندا بالضرورة، ويريدون فعلاً التعرف الى بلدنا في شكل أفضل». ويضيف: «عندما يُحكى عن أيسلندا، يتصور المرء دائماً الهواء النقي والدولة الراعية والمناظر الخلابة، الا أن الناس يرغبون بمعرفة الحقيقة وراء هذه التنميطات».

أما سيغودادوتير فترى أن صورة هذا المجتمع «المضياف والبريء والخاضع بعض الشيء، يجعل قصص الجرائم أكثر متعة… فبقعة الدم تكون أجمل على بياض الثلج».

ويقول هالدور غودموندسون، الكاتب والمسؤول عن الوفد الايسلندي الى فرانكفورت: «تضم البلاد 320 ألف نسمة، إلا أن 200 ألف منهم يقيمون في ريكيافيك. إنها مدينة كبيرة تواجه المشاكل المألوفة في كل المدن الكبرى».

وتشكل القصص الإيسلندية، العائدة الى القرون الوسطى، «قالباً» أبصر عبره الأدب الاسنكدينافي النور، وهي شاهد أيضاً على العنف الذي يمكن أن يكتنفه المجتمع الإيسلندي. 

السابق
ولد في الرابعة قاد سيارة في كاليفورنيا
التالي
الإنسان يبني دماغه في 15 سنة