الثورة السورية في طور جديد ومرحلة متقدمة!

 لجوء النظام السوري, بقياداته المتوحشة إلى التصعيد الهمجي وبطريقة استئصالية ضد ثورة الشعب والإفراط في استعمال الأسلحة المتنوعة, ومنها سلاح الجو الذي تخاذل تاريخيا وبشكل فضائحي أمام الغارات الإسرائيلية التي تست طيع توجيه ضرباتها لأي هدف في العمق السوري بلا حسيب ولا رقيب , إنما هو أمر يؤكد أن الثورة السورية قد وصلت نقطة اللاعودة, وأن تكتيكات الثوار وأساليب مقاومتهم لن تبقى أبد الدهر حبيسة ورهينة للشعارات السلمية بل انها حركية ومتطورة ميدانيا وبشكل يتوافق مع تطور الحالة الميدانية في ساحات المواجهة, اليوم بات واضحا بأن النظام يخوض معركته الوجودية والمصيرية وهويضع في اعتباراته اللجوء إلى مختلف وسائل القمع والمقامرة بمختلف الأوراق ومنها ورقة الحرب الأهلية والطائفية لا سمح الله والتي يود النظام السوري أن يهرب إليها وأن تكون ملاذه الأخير وقلعته الحصينة وخياره المرعب ضد خيار الشعب السوري الحر الثائر المتمرد على قوالب الطغيان والهيمنة والعائلة الذهبية المقدسة, والقائد الصنم الفرد الذي لاينزل المطر إلا بإرادته! ولاتشرق الشمس إلا وفقا لمشيئته, فالديكتاتورية العربية والشرق أوسطية كما أثبتت التجارب المأساوية الأخيرة والسابقة لاترحل عن الساحة قبل تخريب المعبد على رؤوس الجميع, وقبل أن تحول الوطن أرضا يبابا ينعق البوم بأرجائه, وتسود رياح الموت والدمار والتشظي بين ربوعه ليتم تحويل الحلم التحرري كابوسا مرعبا كما حصل في العراق وأماكن أخرى.
في سورية الوضع مختلف بالمرة لكون الشعب عبر طلائعه الحرة هو وحده من يقود مسيرة التغيير , وهو وحده وبإمكاناته الذاتية وباعتماده المطلق على إرادة الله سبحانه وتعالى يخوض غمار التحدي, ويدير الصراع والمنازلة الدموية بفدائية رائعة وباستبسال قل نظيره , وبروحية جهادية أثارت إعجاب ودهشة الأعداء قبل الأصدقاء, وشعب بالمواصفات النضالية السائدة والمتجسدة منذ أكثر من ستة أشهر دموية عاصفة هوشعب لا يعرف الهزيمة أبدا , ولا يعترف بالمستحيل ولا تمنعه كل أساليب القمع والجريمة من تحقيق هدفه النهائي والمقدس في تلقين الفاشيت والطغاة وبقايا إفرازات الحرب الباردة الضارة معنى الكرامة والصمود والاستشهاد من أجل المبدأ والعقيدة والهدف الوطني السامي من دون شك, إن المعركة بين الشعب والنظام في الشام باتت اليوم تتطور بوسائل وأدوات تتناسب طرديا مع إزدياد حالة القمع الشرس , والإنشقاقات في الجيش السوري ستفرز في النهاية واقعا جديدا سيعود الجيش العربي السوري من خلاله إلى شعبه ويوجه نيرانه إلى صدور أعدائه الحقيقيين الحاقدين على الشعب من القيادات الفاشية والمجرمة والجبانة التي تهرب من مواجهة العدو الحقيقي للأمة والشعب والوطن, وتستأسد على ليوث الشباب السوري الحر, وعلى حرائر الشام اللواتي أعدن السيرة النضالية والجهادية العطرة والشامخة لحرائر العرب والمسلمين.
المعركة سيحسمها الأحرار من دون شك ووفق أسلوب ونهاية ستكون مفاجأة لشعوب الدنيا , وانهيار الطغاة وإندحارهم ومحاكمتهم وهزيمتهم وطردهم إلى مزبلة التاريخ مسألة وقت فقط لاغير , والثورة السورية اليوم هي في مرحلة النضج الذاتي والمعتمد على تعزيز الإمكانات الذاتية وتطوير الوسائل الميدانية, وتعزيز النضال الشعبي, وتعميق حالة الفراق النهائية بين الشعب والنظام وقد تطول فترة المواجهة وحجمها وتضحياتها , وسيدفع الشعب لامحالة أثمانا مضاعفة من الدماء والتضحيات والمعاناة , ولكن مع كل قطرة دم شهيد تسقط في ساحة المواجهة يستصرخ الأحرار نداء الثأر من الطغاة وتتعزز ساحات النصر وإرادته التي لاتعرف الهوان ولا التراجع ولا النكوص , سيلجأ النظام لكافة أسلحته بما فيها المحظورة دوليا دفاعا عن وجوده المتلاشي وستشهد الشام مجازر تاريخية في حالة عدم حسم قادة الجيش السوري للموقف وبقائهم في مواقف خزي وعار سيدينها التاريخ وستلعنها الأجيال , ولكن الثورة الشعبية السورية لن تنتكس رايتها أبدا , وستنتصر نصرا مبينا وستكون نبراسا مضيئا لشعوب الشرق القديم وهي تهدم قلاع الطغيان وتشيد أسس دولة المواطنة والحرية والديمقراطية والعدالة.
تطور الحالة الثورية السورية بات من الحقائق الستراتيجية الشاخصة واستقلالية الثورة وعدم اعتمادها على الغير هو وسام شرف لكل سوري حر يبدع في صياغة المستقبل المشرق , ولن يفلح الطغاة مهما كانت تحالفاتهم الشيطانية , فالنصر حليف الأحرار, ولن يخذل الله من ينصره , بل سيذل الطغاة والجبابرة. 

السابق
عالَــــمٌ زال… لو عاد جلقامش
التالي
اللعبة مفتوحة في مصر على الفرصة والخطر